طبعا لا أعرفكم، لم ألتقِ بكم ولا مرة في حياتي، ولم أحلم أن ألتقي بأحد منكم أو من مقربيه، ثم إلى جانب كل هذا، لا أعلم حقيقة وفعلا إن كنتم موجودين، ولكم فعلا تأثيرا على وجهة الأحداث في بلادي، وإن كان لكم فعلا قرارات لها ثقلها على الحاضر والمستقبل.. ولست أدري إن كنتم كما يقولون من سكان العلبة السوداء أو من جيرانها في حال ما إذا كانت هذه العلبة السوداء موجودة في الواقع وليس فقط في رؤوس أصحاب الخيال الكبير والسيناريوهات العجيبة. على كل أفترض أنكم موجودون حقيقة، وأنكم تشبهون آلهة الإغريق القديمة، تقيمون في أرض لا يصلها أحد من البشر الجزائري، وفي أرضكم ومنطقتكم تنظرون إلينا ونحن نتحرك ونحن نغضب ونحن نغلي بالخوف والقلق ونحن نتشبث بخيط يطلق عليه، خيط الأمل وتصوروا يا سادتي، يا أصحاب القرار.. أننا كلنا ثقة في حكمتكم وعبقريتكم ومعجزتكم أنكم ستنقذون في الزمن الحاسم والوقت الحقيقي البلاد من الخطر المجهول المحدق بها.. أجل، نحن كلنا ثقة أنكم تقلبون الأمور على مختلف الوجوه لتختاروا لنا رئيسا نفرح به ويفرح بنا، نصفق له ويصفق لتصفيقنا، نتعلق به ويتعلق بنا عندما نتحول إلى كتلة ضخمة ومهمة من الأصوات ومن الأرقام التي سيباهي بها الأمم يوم الانتخاب يوم الامتحان الذي يكرم فيه المرء أو يهان. ونحن كما تعلمون نهمس وكأننا مقبلون على ارتكاب معصية لا يرضاها الله ولا الحاكم الخفي، من يا ترى يكون هذا المحظوظ والمحظي ببركتكم ليكون رئيسنا القادم، رئيسنا الذي سيشكرنا على الثقة الكبيرة التي وضعناها فيه، ولا يهم في حقيقة الأمر إن كان هذا الكلام صادقا، قصدت كلام الرئيس القادم، أو خاليا من الصدق والصدقية، المهم أنه سيقول مثل هذا الكلام الذي قاله من قبله كل الرؤساء الذين حكمونا تارة باسم الثورة وتارة باسم الشعب وتارة باسم إنقاذ البلاد، وتارة باسم استعادة السلم واستتباب الأمن... يا أصحاب القرار... أنا سأكون شاكرة لكم، لو اختصرتم علينا الطريق، وأخبرتمونا بالرئيس المعين مسبقا وهذا تجنبا لإضاعة الوقت الذي يحرق الأعصاب ويحرق الأموال ويحرق الجهود التي يجب أن نضعها كلها في خدمة خياركم السديد ورجلنا القادم الصنديد.. عشتم لنا رعاة وذخرا للوطن المفدى نون الباز