''نفوز على مصر ب 2 مقابل ,1 نواجه البرازيل وألمانيا في جنوب إفريقيا، ثقتنا كبيرة في كتاكيت الشيخ سعدان، محاربو الصحراء سيحققون حلم الملايين من الجزائريين في 14 نوفمبر، حذار من أبو تريكة، المقابلة صعبة جدا وربّي يستر في القاهرة، الفريق المصري ما كاين والو، رانا في المونديال إن شاء الله···''· هذه هي بعض العبارات التي رددها سكان قرية إبوهران، خلال الزيارة التي قادتنا إليها، حيث أبدوا ثقة كبيرة جدا في إمكانيات زملاء كريم زياني لتحقيق الحلم الذي يراود الملايين من الجزائريين، والمتمثل في تحقيق تأشيرة التأهل الرسمي إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010· إبوهران··· هي إحدى قرى ولاية تيزي وزو، ذات طابع جبلي، تابعة إداريا لبلدية آيت يحيى موسى ودائرة ذراع الميزان، تتواجد على بعد 43 كلم جنوب غرب عاصمة جرجرة، عدد سكانها يفوق 1000 نسمة· قمنا بزيارتها قصد نقل أجواء تحضير سكان هذه القرية للمقابلة التي ستجمع الفريق الوطني الجزائري بنظيره المصري عشية 14 نوفمبر، وكذا لرصد آرائهم وتوقعاتهم عن نتائج المقابلة· متابعة المقابلة يكون جماعيا في دكان القرية على شاشة عملاقة التحضيرات لمشاهدة مقابلة الجزائر ومصر، يوم السبت المقبل، في قرية إبوهران بدأت بعد فوز الجزائر على المنتخب الزامبي، حيث يقوم شباب هذه القرية بجمع الأموال لاكتراء جهاز الإسقاط بالأشعة والمعروف ''Projection'' وعرضها في دكان التاجر مولود، في المكان المسمى ''ثيمضلين''، وصرح الشباب الذين التقيناهم، أن هذه الفكرة ستصنع حتما الفرجة والبهجة، مشيرين إلى أن المقابلات السابقة كانوا يتابعونها جماعيا، لكن على شاشة صغيرة يأتي بها أحد سكان القرية المسمى عمر إلى دكان القرية، وأكدوا أنه وفي حالة تأهل المنتحب الجزائري إلى مونديال جنوب إفريقيا، سيجمعون أموالا لشراء الشاشة العملاقة مهما كلفت الأمور· السكان ينامون ويستيقظون بالفريق الوطني وهمومهم مؤجلة إلى ما بعد المقابلة أشار العديد من الذين تحدثنا إليهم، إلى أن مقابلة ''الخضر'' و''الفراعنة'' سادت يومياتهم، وأصبحت لا تكاد تخرج عن تفكيرهم، إذ أكدوا أنهم ينامون ويستيقظون بالفريق الوطني، فالحديث بينهم وفي كل أماكن وأزقة القرية، وحتى في البيوت بين أفراد العائلة مركز على هذه المقابلة التي ينتظرها الملايين من المواطنين بفارغ الصبر· وفي هذا السياق، أكد لنا بعض المواطنين أن معظم سكان القرية كانوا سابقا يتبادلون الحديث حول مختلف الأمور والقضايا السياسية والاجتماعية الوطنية والدولية لاسيما في دكان القرية· وحسبهم، فإن الوعي السياسي عالٍ في هذه القرية المعروفة بمتمردي 1963 نظرا لانتماء سكانها إلى حزب الأفافاس، واكتشفنا أن النقاشات في هذه المواضيع كانت تدوم حتى أوقات متأخرة من الليل، ومؤخرا تحوّلت النقاشات والأحاديث إلى المنتخب الجزائري· وأكثر من ذلك، فقد صرحوا أن حتى همومهم ومشاكلهم أجلوها إلى ما بعد المقابلة· شباب القرية·· ورحلة البحث عن الأعلام والرايات الوطنية كشف لنا العديد من شباب قرية إبوهران أنهم بصدد البحث عن أعلام ورايات وطنية لتزيين قريتهم، وفي هذا الصدد يقول كمال، 31 سنة: ''نحن نعمل على جمع أكبر عدد ممكن من الرايات والأعلام الوطنية قبل مقابلة مصر، وسنجعل هذه القرية مزينة بالأخضر والأبيض والأحمر، وهي طريقتنا لنعبر بها عن حبنا القوي للوطن وثقتنا الكبيرة في المنتخب الوطني''، لكن هؤلاء الشباب اصطدموا بمشاكل الحصول على الرايات والأعلام الوطنية، والسبب في ذلك -حسبهم شهاداتهم- هو انعدامها، لكن رغم ذلك، فإنهم يبذلون كل جهدهم لتحقيق هدفهم· وأكثر من ذلك، يبقى حلم سكان القرية هو الحصول على علم وطني كبير جدا ليعلقونه وسط القرية· وسكان هذه القرية بكل فئاتها من شباب وأطفال ورجال وكهول وحتى الفئة النسوية، أصبحوا يقتنون بكثرة الألبسة الخاصة بالفريق الوطني، مثلهم مثل العديد من الجزائريين· أغاني الفريق الوطني في جميع منازل القرية وحتى النساء يحلمن بانتصار ''الخضر'' الأغاني الخاصة بالفريق الوطني أصبحت لا تقتصر فقط على المدن والمناطق الحضرية، بل وصلت حتى القرى والمداشر المعزولة، حيث سمعنا خلال تجولنا بين أزقة هذه القرية لمختلف أغاني الفريق الوطني تخرج من المنازل، ما يدل على أن حتى النساء يحلمن بانتصار ''الخضر''، وما شد انتباهنا كذلك هو أن حتى رنين الهواتف النقالة في هذه القرية محملة بهذه الأغاني، وحتى صور اللاعبين الجزائريين والعلم الوطني يفضّل العديد من الشباب إظهارها على شاشة هاتفه النقال· الثقة كبيرة في إمكانية تحقيق ''محاربو الصحراء'' حلم الملايين من الجزائريين ما شد انتباهنا أكثر في قرية إبوهران هو أن سكانها يملكون ثقة كبيرة جدا في لاعبي ''الخضر''، إذ أجمعوا في تصريحاتهم أن المنتخب الجزائري قادر على تحقيق المستحيل والفوز على ''الفراعنة'' في عقر دارهم، وأنه سيحقق تأشيرة التأهل إلى مونديال جنوب إفريقيا 2010، كونه -حسبهم- يملك لاعبين من ذهب أمثال كريم زياني، كريم مطمور، مجيد بوفرة، عنتر يحيى، مراد مفني، حسان يبدة، رفيق صايفي، الوناس فاواوي··· وغيرهم، إذ أجمعوا كذلك على أن الجزائر ستعود من القاهرة بالتعادل أو ستفوز بنتيجة 2 مقابل .1 السكان يدعون من الله أن يشفي كل اللاعبين المصابين ويتنقلون 11 كلم لشراء الصحف المشكل الكبير الذي جعل سكان هذه القرية يعيشون حالة من قلق وخوف شديدين، هي الإصابات التي تعرّض لها مؤخرا بعض لاعبي المنتخب الجزائري، على غرار مجيد بوفرة، عنتر يحيى، كريم زياني، مراد مفني··· فالعديد ممن تحدثنا إليهم أبدوا تخوفهم من هذه اللعنة، هذا الأمر جعل العديد من السكان يدعون من الله أن يشفي ''محاربو الصحراء'' المصابين لمواجهة ''الفراعنة'' بكامل لياقتهم البدنية· كما كشف سكان هذه القرية أنهم يتنقلون مسافة 11 كلم إلى مقر البلدية، وفي الصباح الباكر، لاقتناء الصحف للاطلاع على مستجدات الفريق الوطني· المنتخب الوطني أنساهم الأزمة التي تعيشها شبيبة القبائل سكان قرية إبوهران المعروفين بالجماهير الوفية لفريق شبيبة القبائل، حيث كانوا يتابعون عن قرب كل جديد وأخبار الشبيبة، ويعيشون حالات الاستياء عندما تسجل نتائج سلبية، لكن مؤخرا ومع تحقيق المنتخب الجزائري لنتائج إيجابية أصبح سكان هذه القرية لا يبالون بما تعيشه شبيبة القبائل ولا حتى بالصراعات والمشاكل التي تواجهها، معلقين كل آمالهم على المنتخب الوطني الجزائري الذي ينتظرون أن يحقق حلمهم· رابح سعدان، الوناس فاواوي وكريم زياني قيمتهم كبيرة لدى سكان القرية لمسنا خلال تبادلنا للحديث مع سكان القرية أن الشيخ رابح سعدان يعتبر من الشخصيات الرياضية الأكثر احتراما، يليه اللاعب كريم زياني ثم الحارس السابق لشبيبة القبائل الوناس فاواوي، حيث أجمع الشباب على أن الشيخ رابح سعدان سيعيد الدرس حتما للمدرب المصري حسن شحاتة، وسيجعل المصريين ينامون ويستيقظون وينامون باسم وصورة رابح سعدان· فريق القرية ''JSI'' صاحب أكبر الانتصارات والشباب يطالبون بملعب وقاعة للرياضة اهتمام سكان قرية إبوهران بكرة القدم لم يكن موضوع الساعة، بل هذه القرية معروفة ببلدية آيت يحيى موسى، أنها القرية التي تملك فريقا قويا في كرة القدم يتوارثه شباب القرية من جيل لآخر، ففريق القرية المسمى ''JSI'' يملك أكبر عدد من الانتصارات في الدورات الكروية التي تنظمها البلدية في مختلف المناسبات، حيث تحصل على ستة كؤوس، وهذا في سنوات 1985، 1992، 1996، 2001، 2005، 2007، ويعتبر هذا الفريق الشبح الأسود ببلدية آيت يحيى موسى· هذا، ويهتم كذلك شباب هذه القرية بالعديد من أنواع الرياضات على غرار رياضة كمال الأجسام، الكيكبوكسينغ، الفوفيتنام، الكراتي··· وغيرها، لكن المشكل العويص الذي يصادفونه هو افتقار قرية للهياكل الرياضية، فهم يطالبون بملعب لكرة القدم وقاعة للرياضة· إبوهران·· القرية التي لا تعرف معنى البطالة، وصناعات الأحذية مصدر الرزق اكتشفنا خلال زيارتنا لقرية إبوهران، أن هذه الأخيرة لا تعرف ما معنى البطالة، فهي القرية الوحيدة على المستوى الولاية التي سجلت فيها البطالة نسبة 0%، نظرا لتوفرها على العديد من المؤسسات وورشات لصناعة الأحذية، وهذا منذ سنوات الثمانينيات، وعددها يتضاعف من سنة لأخرى، ما جعل شباب القرية لا يعرفون ما معنى البطالة، بل العكس فأصحاب الورشات يواجهون مشاكل حادة في الحصول على اليد العاملة، إذ يضطرون للاستنجاد بشباب القرى المجاورة كقرية أعفير، تاشتيوين، تيفاو، تيوارفة··· للحصول على اليد العاملة·