وجه الأمين العام الجديد لحزب جبهة التحرير الوطني عمار سعيداني تعليمات لأمناء محافظات الحزب الموزعين على 48 ولاية عبر الوطن، الذين التقى بهم، أمس، بالمقر الوطني للحزب، يأمرهم فيها بضرورة ترتيب أمور بيت الحزب لاسيما النظامية على مستوى القواعد الولائية من أجل إنجاح عملية التحضير للمواعيد الاستحقاقية المقبلة التي شرع فيها الحزب، حسب ما أكده أمينه العام. وأوضح سعيداني ل "الجزائر نيوز"، أمس، بأنه التقى بمسؤولي الحزب على المستوى الولائي كأول لقاء له، منذ توليه منصب الأمانة العامة للجبهة، لإبلاغهم بنتائج أشغال اجتماع دورة اللجنة المركزية الأخيرة، داعيا إياهم إلى ضرورة استرجاع مكانة الحزب بعد المشاكل التي عصفت به مؤخرا من أجل رص الصفوف في إطار القانون الأساسي والنظام الداخلي للحزب، من أجل التفرغ لإجراءات إنجاح الندوات الجهوية التي تعتزم قيادة الحزب عقدها بدءا من يوم 19 سبتمبر الجاري، وحاثا الحضور على ضرورة إبلاغ المناضلين بكل القسمات أن "مشاكل قيادة الحزب قد انتهت" وأن "اجتماع اللجنة المركزية - الذي نظم الخميس الماضي بنزل الأوراسي- يبقى سيدا في قراراته". وأضاف الأمين العام للأفلان بأن الندوات الأربع المقرر الشروع في تنظيمها، سيناقش المشاركون فيها مسألة التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة لاسيما فيما يتعلق بجانب التعبئة الشعبية، وبحث آليات التمويل المالي لهذه المواعيد الوطنية، بالإضافة إلى دراسة الجانب الإداري لها، وهذا لن يتأتى، حسب سعيداني في خطابه الموجه للحضور، إلا من خلال تشجيع سياسة المصالحة والوئام بين جميع مناضلي حزب جبهة التحرير الوطني، مبرزا أن "الاختلاف الذي وقع بين قيادي الحزب سابقا أثر على القواعد النضالية خلال الأشهر الماضية"، ودعا مسؤول الأفلان أمناء محافظات الحزب ل "لم شمل" القواعد النضالية للحزب وتفادي أساليب "الإقصاء". وأكد الأمين العام الجديد أنه "سيحرص شخصيا على عدم تشجيع سياسة التفرقة والانتقام والإقصاء"، مضيفا أن حزب جبهة التحرير الوطني "لا يختزل في منصب أمين عام أو مكتب سياسي، بل يشمل كل القواعد النضالية". وأوضح في هذا السياق أن "فرض الأشخاص في هياكل الحزب كالمحافظات مثلا لا يأتي بنتائج"، معتبرا أن "الصندوق هو السيد والفاصل". وفي السياق نفسه، ناشد سعيداني مناضلي تشكيلته السياسية ل "التوحد والتخلي عن الأنانيات" خدمة لمصالح الوطن والحزب، منوها بأن إسناد المسؤوليات في المكتب السياسي المقبل "سيخضع لمعايير تكون في مستوى رهانات المرحلة المقبلة".