حاصر أكثر من نصف مليون مواطن مصري عددا من الأندية المصرية ومراكز بيع تذاكر مباراة مصر والجزائر، المقررة السبت المقبل في تصفيات كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا· وبدأت الجماهير المصرية في التدفق منذ فجر أمس بأعداد كبيرة على مراكز بيع تذاكر المباراة في الأماكن التي حددها الإتحاد المصري لكرة القدم، واصطفوا في صفوف طويلة، في الوقت الذي تأكد عدم وجود أعداد كافية من التذاكر في كل موقع تلبي طلبات الجماهير، الأمر الذي أدى إلى تكدس عشرات الآلاف خاصة حول مقر نادي الزمالك بمنطقة ميت عقبة، مما دفع قوات الأمن إلى التدخل لتنظيم حركة المرور، ومنع أي تجاوزات، إلا أن ذلك لم يمنع من وقوع اشتباكات بين مجموعات من الجماهير وقوات الأمن قام على إثرها عدد من الشباب المحتجين بقطع طريق المحور، وهو أحد الطرق الهامة التي تربط العاصمة القاهرة بضواحيها، وقد أدى ذلك إلى وجود حالة اختناقات شديدة في المرور امتد إلى بعض المناطق الأخرى· وقد أدت الاحتجاجات والاشتباكات إلى وقوع عدد من الإصابات وحالات إغماء بين أفراد الشرطة والجماهير الغاضبة· ونفى مصدر مسؤول بإتحاد الكرة المصري، في اتصال هاتفي مع ''الجزائر نيوز''، الاتهامات المروجة من قبل الجماهير بتسرب التذاكر إلى السوق السوداء، وأكد المصدر أن جميع التذاكر مطروحة للبيع، وهي تكفي ملعب القاهرة والمقدرة ب 150 ألف تذكرة ولا تزيد أسعارها عن الحد الأدنى الممثل لها وجميعها مطروحة بمقار بيعها في الأندية المصرية· وأرجع المصدر ذلك إلى الإقبال الكبير للجماهير على المباراة نظرا لأهميتها والشحن الإعلامي الكبير الذي ترافقها، موضحا أن الإتحاد سيقوم اليوم بزيادة عدة أماكن بيع التذاكر للحدد من ظاهرة الازدحام الشديد، داعيا الجماهير إلى عدم التدافع في مراكز البيع، خاصة وأن عملية البيع ستستمر حتى تاريخ المباراة· من جهة أخرى، أفاد مصدر أمني مسؤول ''الجزائر نيوز'' أن وزارة الداخلية المصرية أعدت خطة لتأميم مقار بيع التذاكر خشية اقتحامها من قبل الجماهير الغاضبة· وتوقع المصدر (الذي فضل عدم ذكر اسمه) أن عدد الراغبين في شراء تذاكر المباراة قد يتجاوز مليون مواطن، معربا عن خشيته من تدفق تلك الجماهير التي لم تحصل على تذاكر على ملعب القاهرة يوم المباراة، الأمر الذي يسبب إرباكا كبيرا لخطة وزارة الداخلية المصرية لتأمين المباراة من أي تجاوزات، سيما في ظل التحذيرات التي تقدم بها ''الفيفا'' للإتحاد المصري بشأن الجانب الأمني وحماية الجماهير الجزائرية· وكانت وزارة الداخلية المصرية قد أعلنت عن خطة أمنية محكمة للسيطرة على ملعب القاهرة وشوارع القاهرة خشية حدوث اضطرابات من الجماهير، وحددت وزارة الداخلية أماكن معينة لتواجد الجماهير والشوارع المسموح فيها للمرور وكذلك تأمين جمهور الجزائر ولاعبي الفريقين، ويقدر عدد المشاركين فيها بخمسين ألف فرد أمن· فيما أعلنت مديرية أمن القاهرة حالة الطوارئ استعدادا لتنفيذ الخطة الأمنية للخروج بالمباراة في هدوء وتشمل الخطة عدة محاور ويشارك فيها كافة قطاعات وزارة الداخلية المصرية· كما توجد خطة بديلة تقوم على استخدام تحويلات ومحاور مرورية بديلة بمنطقة الملعب عند الضرورة· من جهتها، شرعت قوات التأمين، صباح أمس، تزويد المدرجات بالكاميرات لرصد كافة مظاهر الشغب أو الاحتكاك، على أن تكون هذه الكاميرات في أماكن خفية وترصد كافة التفاصيل في المدرجات، وسوف يتم تحرير محاضر ضد المشاغبين، بجانب وضع علامات إرشادية بمنطقة الملعب لتوعية الجماهير بأماكن الدخول والخروج· وتلقت قوات الأمن تعليمات بعدم السماح للجمهور باصطحاب أي ممنوعات ''محدثات الصوت من اللبم'' والصواريخ والألعاب النارية، الشماريخ، علب البيروسول، علب الكبريت الصحف، زجاجات المياه المعدنية، زجاجات وعلب المياه الغازية الصفيح، ويسمح فقط بدخول أكواب المياه البلاستيكية وعلب العصير الكرتون''· وطالبت القيادات الأمنية في القاهرة الجماهير بالالتزام بالتعليمات وعدم الانتظار بالمحاور الرئيسية المؤدية للملعب·