ماريا داس، واحدة من أبرز سيدات الأعمال في دولة البرازيل، بدأت مشوارها مع عالم المال والأعمال من الصفر، واجهت الكثير من التحديات، حيث لم يكن مشوارها مع المال سهلا لدرجة أن زملاءها في شركه بتروبراس أكبر شركة نفط في أميركا اللاتينية، لم يتوقعوا في يوم أن تصبح رئيسة عليهم فهي أول امرأة تتولى رئاسة بتروبراس منذ تأسيسها في عام 1953، وهو أمر غير عادي خصوصا في صناعة النفط والغاز التي يسيطر عليها الرجال. ولدت ماريا داس غراساس فوستر في 26 أوت 1953 في كاراتينغا جنوب شرق البرازيل لأسرة فقيرة جدا، وبسبب الفقر المدقع الذي كانت تعيش فيه قررت داس أن تعتمد على نفسها فكانت تجمع علب الصفيح وبقايا المعادن الخردة لتدفع ثمن كتبها المدرسية. وفي أثناء المرحلة الثانوية كانت داس تكتب الرسائل نيابة عن جيرانها المهاجرين الأميين من البرتغال، كما كانت تساعدهم في قراءة وكتابة الرسائل والتأقلم مع الثقافة البرازيلية, وكانت تحصل على مقابل مادي زهيد كانت تساعد به عائلتها ولتبقى في منأى عن عصابات المخدرات المحلية. بعد انتهاء المرحلة الثانوية التحقت داس بجامعة فلومينينسي الاتحادية، وتخرجت في عام 1978 وهي تحمل شهادة الليسانس في الهندسة الكيميائية، وفي عام 1979 بدأت الدراسات العليا، وحصلت على درجة الماجستير في الهندسة النووية من نفس الجامعة. لم تكتف داس بدراستها للهندسة الكيميائية وإنما قررت دراسة الاقتصاد وفي عام 1999، نالت درجه ماجستير في إدارة الأعمال من مؤسسة جيتوليو فارجاس. بدأت داس حياتها المهنية بانضمامها إلى شركه بتروبراس عام 1978 كمتدربة، وبعد ثلاث سنوات تم التعاقد معها كمهندس كيميائي وانتقلت للعمل في أقسام الشركة المختلفة ومنها: وحدة أعمال الطاقة والغاز ومركز البحوث والتنمية. في عام 1998 كانت داس تعمل في وحدة بتروبراس المعنية باستيراد الغاز الطبيعي من بوليفيا، وخلال هذا الوقت التقت ديلما روسيف (رئيسة البرازيل الحالية) وفي ذلك الوقت كانت روسيف تشغل منصب مسؤول الطاقة في جنوب البرازيل، ولم يكن يعرفها أحد فنشأت بينهما علاقة صداقة، ولذلك عندما رشحت روسيف لتشغل منصب وزير الطاقة في البرازيل، قامت بتعيين داس في منصب الأمين التنفيذي لبرنامج الحكومة الاتحادية لتعبئة النفط في البرازيل وصناعة الغاز. كانت المرحلة الفاصلة في حياتها عام 2012 وتحديدا يوم 9 فبراير، حيث رشحتها الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف لتكون بمثابة عضو مجلس الإدارة، واختيرت بعد ذلك لتحل محل خوسيه سيرجيو جابريلي الرئيس التنفيذي للشركة، والذي كان قد ظل في هذا المنصب لمدة 7 سنوات.