أكد الأمين العام لجبهة التحرير الوطني، عمار سعيداني، أن الرسالة التي وجهها إلى زعيم جبهة القوى الاشتراكية، حسين آيت أحمد، لا علاقة لها بالتحالف الرئاسي ولا بالتحالفات الحزبية، بل هي رسالة عرفان بنضال المجاهد التاريخية. وأشار الأمين العام للأفلان، في اتصال هاتفي ب"الجزائر نيوز"، أمس، أن الرسالة "هي رسالة أخوية موجهة إلى المجاهد والمناضل آيت أحمد كشخصية وطنية يكنّ لها الجميع الاحترام باعتباره أحد رموز الدولة الجزائرية وثورتها"، لكن مضامين رسالة الأفلان إلى أيت أحمد تتضمن رسائل سياسية واضحة. وتحمل الرسالة التي تسلمت "الجزائرنيو" نسخة منها أمس، توقيع الأمين العام الجديد للحزب، وتضمنت مشاعر تحسر على اعتزال آيت أحمد الحياة السياسية، حيث لم تخف الرسالة حجم المكانة التي يوليها رئيس الجمهورية لآيت أحمد والتي وردت كما يلي: "نظرا للمكانة المرموقة التي تحظون بها عند أخيكم فخامة رئيس الجمهورية ورئيس الحزب، عبد العزيز بوتفليقة، فإن اعتزالكم الحياة السياسية خسارة كبيرة نظرا لما كان من الممكن أن تكون عليه مساهمتكم الفكرية في حوار الأفكار الوطني، ولثراء وتعدد الآراء، ونظرا لما يمنحه لقبكم واسمكم وحضوركم من طابع ديمقراطي لهذا الحوار، على حد سواء". وناشد سعيداني آيت أحمد، باسمه الخاص وباسم مناضلي الأفلان "البقاء معنا والالتحاق بالديناميكية السياسية التي تفعم بها البلاد من أجل حشد وتجنيد صفوف أولئك الذين يحبون وطنهم، ويخدمون الصالح العام ويعملون من أجل المصلحة الوطنية والحفاظ على مكتسبات المصالحة الوطنية، ورفع تحديات التنمية الوطنية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وحماية البلاد من المخاطر المتعددة الأشكال التي تتربص بها، وذلك بالنظر إلى واجبكم على مساركم في الشرف والمثالية وما تجسدونه في الضمير الجماعي للوطن كرمز، والمواصلة في إلهام الأجيال الحاضرة وأجيال المستقبل من المناضلين والسياسين مهما كانت حساسياتهم السياسية". وقبلها كان عمار سعيداني قد استهل رسالته التي وصفها بالأخوية، بعرض نضالات وتضحيات آيت احمد من أجل الجزائر، والتي استهلها بتذكيره ب"نضاله في وقت مبكر من أجل تحرير الشعب الجزائري من نير الاستعمار والأفكار الوطنية التي أسرته منذ شبابه وميزت المجاهد منذ الساعات الأولى ودوره التاريخي إبان الثورة، خاصة داخل أكبر المنظمات المكافحة في ذلك الوقت، والتجربة والسمعة التي اكتسبها دوليا، كل هذا - يضيف خليفة عبد العزيز بلخادم في الأفلان - خدم إلى حد كبير أفكاركم السياسية وأمدها بالقوة والمصداقية والشرعية والثبات على المبدأ، عندما تعلق الأمر بالدفاع عن المبادئ النبيلة التي أنارت حياتكم"، على حد تعبير مسؤول الحزب الذي أشار إلى أن "التاريخ سيحفظ أيضا صنيعكم ومواقفكم التي هي محل تقدير كبير لدى الجزائريين وأيضا لدى السلطات السياسية العمومية، في سبيل الوحدة الوطنية والسلم والمصالحة والتماسك المجتمعين ورغد العيش الاجتماعي. وعدم التدخل الخارجي في الشؤون الجزائرية".