الحج أحد أركان الإسلام ومبانيه العظام، وقد وردت في فضله وبيان شأنه الأحاديث الصحيحة الكثيرة، والتي ذكرنا بعضها في مقالنا "فضائل الحج والعمرة"، ونحاول في هذا المقال أن نرصد الأحاديث التي نص أهل العلم على تضعيفها؛ لئلا تنسب إلى النبي صلى الله عليه وسلم على سبيل الإطلاق، وفيما يلي جملة منها: - (حجوا قبل أن لا تحجوا، تقعد أعرابها على أذناب أوديتها، فلا يصل إلى الحج أحد) رواه البيهقي في "سننه"، وضعفه ابن الجوزي في العلل المتناهية، ونص الذهبي في "ميزان الاعتدال" على نكارته، وقال: هذا إسناد مظلم، وقال الشيخ الألباني في "السلسلة الضعيفة": باطل. - (الحج جهاد والعمرة تطوع) رواه ابن ماجه في "سننه"، وضعفه الحافظ في "التلخيص"، والعيني في شرح البخاري، والشوكاني في "نيل الأوطار". - حديث: (الحج جهاد كل ضعيف) رواه ابن ماجه في "سننه"، ونقل المناوي في "فيض القدير" عن الترمذي أن البخاري قال عنه: مرسل، وأورده الشوكاني في "الفوائد المجموعة"، ونص العيني على إرساله، وأورده صاحب "الأسرار المرفوعة"، وضعفه الأرناؤوط في تحقيق "المسند"، وحسنه الألباني. - (العمرة من الحج بمنزلة الرأس من الجسد، وبمنزلة الزكاة من الصيام) ذكره الديلمي في "مسند الفردوس"، وقال عنه الألباني في "ضعيف الجامع": ضعيف جداً. - (الحج قبل التزويج) ذكره الديلمي في "مسند الفردوس"، وقال المناوي في "فيض القدير": "فيه غياث بن إبراهيم، قال الذهبي: تركوه؛ وميسرة ابن عبد ربه، قال الذهبي: "كذاب مشهور"، وحكم عليه الألباني في "ضعيف الجامع" بالوضع. - (الحج والعمرة فريضتان لا يضرك بأيهما بدأت) رواه الدارقطني، وضعفه ابن الجوزي وابن تيمية، وقال الحافظ ابن حجر: "إسناده ضعيف، والمحفوظ عن زيد بن ثابت موقوف، أخرجه البيهقي بإسناد صحيح"، ونحوه قال العيني في شرح البخاري. - (ما من عبد ولا أمة يضن بنفقة ينفقها فيما يرضي الله إلا أنفق أضعافها فيما يسخط الله؛ وما من عبد يدع الحج لحاجة من حوائج الدنيا إلا رأى محقه قبل أن تقضي تلك الحاجة، يعني حجة الإسلام؛ وما من عبد يدع المشي في حاجة أخيه المسلم قضيت أو لم تقض إلا ابتلي بمعونة من يأثم عليه ولا يؤجر فيه) ذكره الديلمي في "الفردوس"، وضعفه الألباني في "ضعيف الترغيب والترهيب"، وقال عنه في "السلسلة الضعيفة": منكر. - (ست من جاء بواحدة منهن جاء وله عهد يوم القيامة، تقول كل واحدة منهن: قد كان يعمل بي الصلاة والزكاة والحج والصيام وأداء الأمانة وصلة الرحم) قال الهيثمي في "المجمع": "رواه الطبراني في "المعجم الكبير"، وفي إسناده يونس بن أبي حثمة، ولم أر أحدا ذكره". - (العمرتان تكفران ما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة، وما سبح الحاج من تسبيحة، ولا هلل من تهليلة، ولا كبر من تكبيرة، إلا يبشر بها تبشيرة) رواه البيهقي في الشعب، وقال المناوي: "فيه لم أعرفهم، ولم أرهم في كتب الرجال"، والحديث ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع". والصحيح قوله صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاء الا الجنة، والعمرتان تكفران ما بينهما من الذنوب) رواه الإمام أحمد، وصححه الأرنؤوط. والحديث الآخر في "الصحيحين": (العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهما، والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة). - حديث: (نهى عن العمرة قبل الحج) رواه أبو داود، وقال الخطابي: في إسناده مقال. تلك إذن مجموعة من الأحاديث المتعلقة بمناسك الحج، لم تثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، أردنا التنبيه عليها، والله الهادي إلى سواء السبيل.