أرى أن الخيار النهائي دائما يعود إلى الناخب الوطني حليلوزيتش، كما أنه الوحيد الذي يتحمل مسؤولية خياراته، ويبقى الوحيد الأدرى بمعنويات لاعبيه ومردوديتهم في فرقهم، إضافة إلى الإرادة التي يتمتع بها كل واحد من أجل انتزاع تأشيرة التأهل إلى مونديال البرازيل وحسم النتيجة لصالحهم قبل مقابلة العودة بالجزائر. صحيح أننا لمسنا بعض التغييرات في القائمة، إلا أنها لم تحمل الكثير من المفاجآت ما عدا أنه تخلى عن خدمات بعض اللاعبين بعدما استدعى 26 لاعبا، في حين كان في السابق يوجه الدعوة ل 36 لاعبا، من بينهم أربعة محترفين. كما أقول أن هذا الخيار تتحكم فيه خصوصيات المقابلة التي سيلعبها المنتخب الجزائري مع نظيره البوركينابي، وهي الأمور التي يبقى المدرب الوحيد على دراية بها دون غيره. لكن أظن أن حليلوزيتش أعطى أهمية للفريق كمجموعة واحدة، وأنه سيركز خلال التربص القصير الذي سيدخله الفريق قبل التنقل إلى بوركينافاسو على هذا العامل لخلق تشكيلة ستلعب المباراة كمجموعة واحدة، ونحن نضع كل الثقة في خيارات المدرب، كما أننا جد متفائلين بالعودة بفوز ثمين من بوركينافاسو. بلفوضيل في الحقيقة لاعب ممتاز ولكنه لم يلعب كثيرا مع فريقه الحالي، كما أظن أن المدرب الوطني لم يقم بتحديد القائمة هكذا عفويا، فمثلا اللاعب غيلاس وإن لم يشارك كثيرا مع فريقه إلا أنه أعطى الإضافة اللازمة في المقابلات التي لعبها مع المنتخب الوطني بحكم أنه سجل في أول مباراة لعبها مع المنتخب. ولم يتخل عن خدمات حليش بحكم غياباته المتكررة عن فريقه التي جعلته ناقصا من حيث المنافسة. كما أعتقد أن المدرب حليلوزيتش ركز في خياراته أكثر على عامل التجربة، لاسيما أن المقابلة ستلعب خارج الديار. ولا يجب تضخيم مثل هذه الأمور، من منطلق أن اللاعبين الذين لم يتم استدعاؤهم للعب هذه المقابلة لا يعني أنه قام بإقصائهم نهائيا من المنتخب، وسيحتاج لخدماتهم في المشوار المتبقي للمنتخب الوطني ولما لا في مقابلة العودة. من الممكن جدا أن تكون ردة فعل بلفوضيل الذي تم إدخاله من طرف حليلوزيتش قبل دقيقتين من نهاية المقابلة الأخيرة التي لعبها المنتخب الجزائري مع نظيره المالي، حيث أن اللاعب كان غير راض عن ذلك، ومن الممكن أنه قال بعض الأشياء بعد المباراة، ومن المحتمل أن تكون وراء هذا القرار. كما أن مثل هذه الامور يحاسب عليها اللاعب لأنها تندرج ضمن روح الانضباط التي يجب على كل لاعب الالتزام بها لأنه يمثل الألوان الوطنية. ومن جهتي أؤكد على أن قدوم بلفوضيل إلى المنتخب الوطني جاء متأخرا، وعليه بالعمل أكثر لإقناع المدرب، ونتمنى أن نراه مستقبلا ضمن تشكيلة المنتخب، ومازال بحكم سنه بمقدوره إعطاء الكثير للمنتخب خاصة أنه يتمتع بإمكانيات هائلة. إننا جد متفائلين بالعودة بنتيجة إيجابية من بوركينافاسو، كما أن المنتخب الوطني سيتنقل خارج الديار بعقلية الفوز والتأهل، بإذن الله، وبكل جدارة إلى مونديال البرازيل، واللاعبون أدرى بالمهمة الملقاة على عاتقهم لأنهم محترفون. كما أننا لمسنا هذه الإرادة في الفوز خلال المقابلات الماضية، وأتمنى أن كل تغيير سيحدثه الناخب الوطني سيؤثر بالشكل الإيجابي على مجريات المقابلة بهدف حسم نتيجتها لصالحنا قبل مقابلة العودة.