أوضح، المخرج أحمد راشدي، أن السينما الجزائرية كانت ولازالت ''متميزة'' لأن الموضوع كان دوما هو الأساسي في كل أعمالها مما أكسبها سمعة على المستوى العالمي· وكشف على هامش مهرجان السينما الدولي بمصر أنه تلقى عرضا من بعض المنتجين المصريين للقيام بإخراج عمل حول ''عبور 1973· قال، المخرج الجزائري، حسب ما جاء في لقاء جمعه بوكالة الأنباء الجزائرية على هامش المهرجان الدولي للسينما بمصر، عقب تكريمه، أن السينما الجزائرية تعتمد على الموضوع وليس على النجوم أو ما يسمى ب ''ستار سيستم، كما هو حاصل في السينما العربية وسينما العالم الثالث، مما جعلها، رغم قلة الإنتاج والإمكانيات، تتألق في المحافل والمهرجانات الدولية وتكرم على أعلى المستويات''· وأضاف راشدي قائلا ''أضحت السينما الجزائرية معروفة لدى الجمهور السينمائي في مختلف أنحاء العالم أكثر منها لدى الجمهور في المنطقة العربية، وذلك لقلة توزيعها بحجة عدم فهم اللهجة الجزائرية· وهو ما يرفضه بشدة، مستشهدا بالأفلام والمسلسلات العربية التي تعرض في الجزائر والتي ألفها المشاهد رغم صعوبة لهجتها· وكشف، راشدي، على صعيد آخر، أنه ينوي، التحول إلى إخراج أفلام مستمدة من تجربته الشخصية أو ما عايشه من أحداث· وأنه تلقى عرضا من منتجين مصريين لإخراج فيلم عن العبور الذي تم في ,1973 معتبرا أنها ''صفحة مشرفة'' من بطولات الجيش المصري والجيوش العربية، ومنها الجيش الجزائري ''يجب تخليدها والتعريف بها لمختلف الأجيال العربية''· وبشأن مشاريعه المستقبلية، قال راشدي أنه يواصل تخليد مآثر الثورة وأبطالها، وبعد بن بولعيد والنجاح الكبير الذي لقيه، ينوي المخرج إنجاز فيلمين عن البطلين العقيد لطفي وكريم بلقاسم، مشيرا إلى أن ''السيناريوهين جاهزان في انتظار موافقة وزارتي المجاهدين والثقافة''، ولم يخف راشدي صعوبة اختيار الممثلين، حيث كشف أن ''هناك مشكلا كبيرا في إيجاد ممثلين ذوي خبرة في سن لا تتجاوز الثلاثين سنة، وهو معدل أعمار أبطال الثورة الجزائرية ''· وفيما يتعلق بفيلمه الأخير ''مصطفى بن بولعيد''، قال أحمد راشدي أنه ''لأول مرة في السينما الجزائرية يكون الموضوع مبنيا على فرد من أبناء الشعب وهو بطل من أبطالها''، مؤكدا أن المسعى هو ''خلق بطل ميثولوجي يربط بين الأجيال ويكون قدوة ومرجعية لهم''· قبل أن يذكر أنه ''آن الأوان للإهتمام بالثورة العظيمة وأبطالها، معترفا بتقصير السينما في حق هؤلاء الأبطال المرجعيين· وعن السينما في الجزائر، قال راشدي أنه رغم التواجد المستمر للفيلم الجزائري في المحافل الدولية، إلا أنها تعاني من مشاكل عدة زادت منها القطيعة بين الأجيال جراء الأزمة التي مرت بها الجزائر في التسعينات، وغياب ميكانزمات لمساعدة وتوجيه المبدعين خاصة بعد حل مؤسسات الإنتاج، فضلا عن التدهور الذي أصاب شبكة التوزيع حيث تقلص عدد دور العرض إلى أقل من عشرين بعدما كانت تفوق 500 قاعة، ونتج عن هذه الوضعية عزوف الجمهور عن قاعات السينما وتوجهه إلى الفضائيات· جدير بالذكر، أن المخرج أحمد راشدي، إعتبر تكريمه في مهرجان القاهرة ''تقديرا'' للسينما الجزائرية، وفي هذا الصدد، سيتم عرض أفلام جزائرية في المهرجان الذي يحتفي هذه السنة بالسينما الجزائرية·