أحدثت مباراة الجزائر مصر حالة طوارئ بمهرجان القاهرة السينمائي الدولي، بعدما دق رئيس المهرجان الدكتور عزت أبو عوف ناقوس الخطر وسبق ليلة الاحتفال بالسينما الجزائرية حتى لا تتزامن مع يوم المباراة، وترك اليوم مفتوحا وألغى كل التظاهرات تحسبا لوقوع مشاكل أو أضرار تمس ضيوفه، ففضل حبسهم بفندق سوفيتال الجزيرة ورفض الحديث عن تزامن فعاليات المهرجان بالمقابلة، واكتفى بالقول أن مهرجان القاهرة يعنى بالسينما وفقط، وليس مسرحا للحديث عن الكرة. * واستغرب ضيوف المهرجان قرار أبو عوف القاضي بإلغاء جميع البرامج المتزامنة مع يوم المباراة وتحويله إلى يوم راحة، وهو ما بعث القلق والفزع في نفوسهم، وأجمعوا في تصريحاتهم للشروق "كان من المفروض أن يبقى البرنامج على حاله وألا تلغي إدارة المهرجان برامجها بسبب مباراة مدتها لا تزيد عن 90 دقيقة، لأنها بهذه الطريقة تثير قلقنا وتخوّفنا من الخروج من الفندق بسبب شدة الاحتقان والعصبية بين جماهير الفريقين، بل كان من الأجدر أن تترك الأمور تسير بشكل عادي، حتى ننسى الحرب التلاسنية المعلنة بين الشعبين، التي تحركها جهات مغرضة غير معروفة، فلا تكاد تخلو حواراتنا من الحديث عن المباراة والنتيجة المتوقعة من هذا اللقاء الذي أحدث أزمة بين البلدين"، ومن جهته، أبدى المخرج الجزائري القدير أحمد راشدي تخوّفه من تفكك الروابط القديمة بين الشعبين وتفتح البوابة أمام اندفاع مشاعر مكبوتة، مضيفا أن اللعبة لم تعد مصدر متعة فقط، لكنها تشارك في صنع الهوية وملء الفراغ بين الفرد والجماعة". * وأفادت الشروق من مصادر عليمة جدا، أن أعضاء لجنة التحكيم طلبوا من رئيس المهرجان إعفائهم هم أيضا من مشاهدة الأفلام وإعطائهم راحة لمشاهدة فصول المباراة التي تعتبر "يوما تاريخيا" وحدثا هاما لدى المصريين والجزائريين على حد سواء، والطريف في الأمر كله قيام زوجة المخرج المصري المعروف مجدي أحمد علي الجزائرية بوضع العلم الجزائري في شرفة بيتها ودعوة أصدقائها من الجالية الجزائرية إلى بيتها من أجل متابعة المباراة، ليجتمعوا على طبق الكسكسي، ويتقاسموا نشوة الفرح بفوز الخضر. * وشهد يوم أمس الأول من فعاليات مهرجان القاهرة السينمائي الدولي في دورته الثالثة والثلاثين تنظيم ندوة عن السينما الجزائرية، شارك فيها المخرج أحمد راشدي، بلقاسم حجاج، إلياس سالم وممثلة وزارة الثقافة السيدة زهية بن شيخ، وتحدث المشاركون عن التنوع الشديد الذي تتسم به السينما الجزائرية وتركيزها على الثورة الكبرى في بداياتها، إلا أن أسئلة الصحفيين كانت مركزة كلها حول صعوبة وعدم فهم اللهجة الجزائرية التي تعتبر -حسبهم- العائق الأساسي والرئيسي للسينما الجزائرية دون الحديث عن مميزاتها ومزاياها، وهي القطرة التي أثارت غضب الوفد الجزائري، حيث اعتبرت السيدة بن شيخ موضوع الندوة الذي دارت حوله استهتارا واستخفافا بصناع وتاريخ السينما الجزائرية التي دخلت العالمية بعد حصول محمد لخضر حامينا على السعفة الذهبية لمهرجان كان عن فيلم "وقائع سنوات الجمر"، واستغرب المخرج وعضو لجنة تحكيم مسابقة الأفلام العربية بالمهرجان بلقاسم حجاج من طريقة تهجم بعض الصحفيين المصريين على الوفد الجزائري وانحصار أسئلتهم في خانة صعوبة اللهجة الجزائرية وضرورة ترجمة الأفلام إلى اللغة العربية، كأن اللهجة الجزائرية ليست عربية، وعندما رفعت الناقدة المصرية ماجدة واصف الندوة قال حجاج:"نحن لم نتحدث عن أي شيء مهم في هذه الندوة سوى عن مشكلة اللغة، أهذا ما تعتبرونه ندوة عن تاريخ السينما الجزائرية".