صدمتني تصريحات الحاج الطاهر بولنوار، الناطق الرسمي للاتحاد العام للتجار والحرفيين الجزائريين، التي قال فيها إن نسبة استجابة التجار للمداومة، خلال يومي عيد الأضحى المبارك، قاربت في العاصمة ال 100 بالمائة، وإذا صدقنا الأرقام التي قدمها لنا، فإن خمسة تجار فقط، من بين قرابة 1300 تاجر بالعاصمة كانوا معنيين بالمداومة، هم الذين لم يفتحوا محلاتهم وذلك لأسباب يصفها ب "المتعددة". ومثل هذه التصريحات يمكن إضافتها إلى ما قاله بخصوص نسبة الاستجابة للمداومة عبر ال 48 ولاية والتي وصلت، حسبه، إلى 95 بالمائة.. وهي نسبة "رنانة" بامتياز ويمكن وضعها في خانة النسب التي يفوز بها رؤساء العالم الثالث بالانتخابات المغشوشة والمزورة والمفبركة سلفا. صحيح أنني لست "سوبرمان" كي أطير فوق سماء ولايات الجمهورية، وأرى إن كان التجار المعنيون بالمداومة هناك قد التزموا بتزويد المواطنين بمختلف حاجياتهم خلال يومي العيد ولكن بالنسبة للعاصمة، وعلى الأقل بالنسبة للبلدية الكبيرة التي أقيم بها في الضواحي، فإن غلق غالبية المحلات التجارية كان هو السمة الأبرز خلال يومي العيد، ونفس الشيئ بالنسبة للنقل الذي "طلقه" غالبية الناقلين الخواص حتى بعد يومي عيد الأضحى المبارك. لا أريد أن أطيل في الحديث حول رحلة البحث عن "وجبة" خفيفة أقيم بها أودي، أثناء العمل، حتى بعد انقضاء يومي العيد.. في شوارع ديدوش مراد و«أودان"، وأريد فقط القول أنه كان ينبغي على بولنوار أن يعكس النسبة التي تتحدث عن خمسة محلات فقط لم تُفتح خلال يومي العيد من بين 1286 محل تجاري بالعاصمة، وباستثناء أن أكون أعمى البصر على وجه الحقيقة وأكذب ما رأته عيناي فعلا، فإني أؤكد أن بولنوار لم يجانب الحقائق فقط ولكنه مر بعيدا عنها لأبقى أتساءل عن ماهية الهدف من هكذا تصريحات...