ما حدث مؤخرا من مواجهات و«حروب الشوارع" في براقي، أعاد إلى أذهان الجزائريين "كابوس" اللاأمن في الأحياء الجديدة، رغم أنهم ظنوا أنهم قد ودعوه إلى غير رجعة، بفعل الهدوء الذي عرفته هذه الأحياء خلال الأشهر الأخيرة. ويعلم الجزائريون من خلال التجربة أن "المآسي" في هذه الأحياء لا تأتي وحدها على حد المثل الفرنسي الشهير، وعندما تعود مثل هذه الأحداث إلى براقي، وهي التي عاشت أحداثا مماثلة نهاية سبتمبر من سنة 2011، فمن حق الجزائريين، ومنهم العاصميين، أن يشدوا على بطونهم من الخوف ونحن على بعد أسابيع قليلة فقط من انطلاق عمليات ترحيل كبرى إلى أحياء جديدة.. ستمس بالأساس أصحاب السكنات الهشة، وفق ما وعدت به السلطات العمومية. أصحاب الاختصاص من الباحثين في علوم الاحتماع، يؤكدون على أهمية أن تأخذ السلطات العمومية أثناء عمليات الترحيل، مقومات الانسجام سواء كان ذلك بين المرحلين الجدد أنفسهم إلى ذات الأحياء، أوبين المرحلين الجدد وبين السكان القدامى الذين يكونون على مقربة من الأحياء الجديدة. ويقدم الباحثون، في هذا الإطار، جملة من الاقتراحات، من بينها مراعاة الخلفيات الاجتماعية لهؤلاء وأولئك التي لا ينبغي أن تكون متباينة، فضلا عن أهمية تعزيز دور الشرطة الجوارية في هذه الأحياء الجديدة من أجل محاربة "تنازع النفوذ" بين الشبان الذين كانوا ينتمون قبل الترحيل إلى فضاءات مختلفة. وهكذا تجد السلطات العمومية نفسها أمام تحد مزدوج، لا يقتصر فقط على ترحيل المحتاجين إلى السكنات نحو أحياء جديدة، ولكن أيضا تحقيق إحدى أهم الغايات من عمليات الترحيل.. وهو تحقيق الطمأنينة.