ها هو المهرجان الدولي للمسرح ببجاية يسدل ستاره عن الطبعة الخامسة له، بعد أسبوع من العروض المسرحية القادمة من شتى أنحاء العالم، الجزائر نيوز انتقلت بين بعض الحاضرين والمتابعين للتظاهرة الثقافية لتأتي لكم بالتصريحات التالية حول المهرجان. هذه أول مرة نزور فيها الجزائر وفوجئنا بحفاوة شعبها وحبه للمسرح، وخاصة أهل مدينة بجاية، التنظيم كان حسنا، والمسؤولون كانوا مضيافين إلا أن تقسيم العروض كان فاشلا، المهرجان ضم أكثر من 22 عرضا إلا أن القائمين لم يوفقوا في التنسيق بينها، فتقديم عرضين في الوقت نفسه جعلنا نضطر لاختيار حضور عمل مسرحي وتفويت الآخر. سعيدة جدا بتواجدي في هذه التظاهرة التي أعتبرها زيادة لتأكيد التواصل الثقافي بين الشعوب العربية والغربية، بالنسبة لتنظيم المهرجان هناك بعض الخلل في تنسيق العروض، أحيانا كانت المسرحيات تقام في الوقت نفسه مما لم يمكنا من حضورها كلها، إضافة إلى سوء التفاهم الذي حدث في الاختتام لما لم يبلغ المشاركون بوقت حفلة الاختتام مما جعلهم يأتون متأخرين ليبقوا بدون مقاعد... نحن نتفهم أن هذه الأخطاء غير مقصودة بقدر ما هي هفوات نتيجة الضغط والارتباكات، وأعتقد أن المهرجان كان ناجحا عموما. كما نرجو أن تتواصل طبعاته بالازدهار كل سنة. هناك إيجابيات وسلبيات للطبعة الخامسة للمهرجان، أولا رغم وجود عرضين في الوقت نفسه إلا أن الجمهور كان حاضرا دائما ليملأ كلا القاعتين عن آخرهما وهذا يبشر بأن بجاية تحتضن جمهورا مسرحيا، وحتى الطبعة العاشرة سيصبح لدينا جمهور يتميز بثقافة مسرحية. أتمنى أن تتوج الطبعات القادمة بلجنة تختار أجمل العروض لتستفيد الفرق الجزائرية من خبراتها مثل المسرحية التونسية "ترى ما أرى" التي اعتمدت على لغة الجسد وما أحوجنا إلى التجديد. أعتقد أن المهرجان كان ناجحا بكل مقاييسه، كفنانين شباب استفدنا من كل المقاييس، رأينا ثقافات مختلفة كل مسرحية تناقش مشاغل منطقتها وتطرح أفكارها، عشنا قضايا مختلفة لم نكن نفكر فيها من قبل ولعل هذه أكثر النقاط التي استفدت منها شخصيا، أتمنى لو وزعت العروض بشكل مختلف حتى نستطيع حضورها كلها، إلا أن هذه هي حال المهرجانات الدولية أين يلعب الضغط دوره فيها، غير هذا تم استقبالنا بحفاوة من القائمين على المهرجان الذين لم يتوانوا في تقديم المساعدات لنا، كما تشرفنا بمعرفة العديد من الفنانين من مختلف أنحاء العالم، لتبادل الخبرات والمعارف بيننا ونرجو كل التوفيق للمهرجان. المهرجان جمع بين العديد من المواهب المسرحية المنتشرة حول العالم، وهي فرصة للفنان ليتعرف على مستوى المسرح في البلدان الأخرى ليقارن بين مستواه ومستوياتهم، تعلمنا الكثير من اختلاطنا بزملائنا الممثلين واستمتعنا بوقتنا، اندهشت من جمهور بجاية الغفير وشدة حبه للمسرح، فليس سهلا ملء قاعتين في الوقت نفسه، وهذا يبشر بجمهور مسرحي مثقف، وأرجو التوفيق للمهرجان والنجاح في الطبعات القادمة. المهرجان وصل دورته الخامسة وبالتالي كان قادرا على أن يكون أفضل بكثير من أن يقع في هفوات كهذه، عرض مسرحيتين في الوقت نفسه جعلنا نشاهد نصف العروض فقط وهو شيء يتأسف عليه الجميع، وأرجو أن يتفادى المنظمون الوقوع في هذا لخطأ السنة القادمة.