وفاة شيخ وإصابة 9 أشخاص آخرين بغرداية كشف البروفيسور أكنوش كمال بمستشفى القطار بالعاصمة أمس أنه تمّ استقبال 4 حالات مصابة بفيروس بحمى المالاريا، مؤكّدا أن كلّ هذه الحالات لم يأخذوا احتياطاتهم الوقائية قبل السفر، مطمئنا في الوقت ذاته عن التحكّم في وضعيتهم الصحّية، فيما أكّد من جانبه مدير المؤسسة الاستشفائية بويوسف عصام الدين أن كلّ الإمكانات المادية والبشرية تمّ توفيرها بما فيها الأدوية اللاّزمة لفيروس المالاريا، وقد تعافت حالتان من الداء من أصل 4 التي تبقى حالاتهم قضية وقت فقط، على حد تعبير مدير مستشفى القطار. بموازاة ذلك، تمّ تسجيل أوّل أمس حالة وفاة لشخص يبلغ من العمر 60 سنة متأثّرا بإصابته بداء المالاريا في غرداية من بين الحالات ال 9، وقد لفظ الشخص المتوفى أنفاسه في مستشفى (بونورة) بغرداية في حدود منتصف اللّيل. وفي هذا الإطار أرجع مدير الصحّة وإصلاح المستشفيات بولاية غرداية عبد الباقي بوحفص أسباب الوفاة إلى تأخّر التشخيص لمدّة 8 أيّام. وأوضح بوحفص في تصريح للقناة الأولى للإذاعة الوطنية أنه تمّ اتّخاذ جميع الإجراءات من أجل التكفّل العلاجي بالمرضى على مستوى مستشفى (تيريشين) بغرداية، حيث تماثلت هذه الحالات للشفاء بشكل محسوس، وقد تمّ اكتشاف 9 حالات منذ ظهور هذا المرض المتنقل عن طريق البعوض والحشرات الطفيلية مطلع الشهر الجاري. وفي هذا الإطار حدّدت مديرية الصحّة لولاية غرداية ثلاث بؤر لتجمّع البعوض النّاقل لحمّى المستنقعات (المالاريا) التي كانت قد تسبّبت في ظهور هذا المرض على مستوى حي (سدراتة) بمنطقة العطف بولاية غرداية. وقد تمّت ملاحظة هذه البؤر الثلاث لتجمّع الحشرات النّاقلة لهذا الداء من طرف مختصّين من المعهد الوطني للصحّة العمومية ومعهد (باستور) بالجزائر العاصمة مكلّفين بالقيام بتحقيق وبائي وحول الحشرات وذلك بعد ظهور مؤخّرا لحالات مصابة بحمى المستنقعات بالمنطقة، حسب ما أوضح مدير القطاع بغرداية. في هذا الإطار، ما تزال عملية الكشف والبحث عن حالات حمّى المستنقعات (حاملي الفيروس) متواصلة عبر مجمل المؤسسات العمومية والخاصّة للصحّة عبر وادي ميزاب الذي يضمّ أربع بلديات، كما تمّ إعطاء تعليمات لمجمل الأطبّاء الممارسين من أجل التحلّي باليقظة في حال اكتشاف حمّى شديدة، حسب ما أوضح ذات المسؤول. وفي هذا السياق، تكشف التحرّيات القائمة ميدانيا عن الأوبئة والحشرات الغياب المسبق للعلاج الوقائي ضد البعوض، الأمر الذي شجّع على انتشار بؤر هذه الحشرات النّاقلة للمرض، حسب ما أضاف ذات المصدر. وذكرت مصادر إعلامية أن بعض عشرات العائلات بغرداية فضّلت الهروب نحو مناطق أخرى عند الأقارب، خاصّة نحو عاصمة الولاية. وقد تمّ إجراء ما لا يقلّ عن 1.900 كشف عن طريق (قطرة الدم) وهي تقنية تركيز الخلايا الحمراء، وذلك لفائدة مجمل قاطني منطقة العطف، من بينهم 200 من مواطني من دول الساحل، حسب ما أشار ذات المصدر. حالة جديدة في باتنة استقبلت المؤسسة الاستشفائية العمومية بباتنة ليلة الأربعاء إلى الخميس حالة إصابة جديدة بداء المالاريا، حسب ما صرح به رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحّة والسكان السيّد عبد الحفيظ صدوق. وأوضح المصدر في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية أن المريض وهو طالب جامعي ينحدر من ولاية غرداية ويدرس بجامعة قسنطينة وكان في زيارة إلى صديق له بولاية أمّ البواقي، وتمّ نقله على جناح السرعة إلى المؤسسة الاستشفائية العمومية بباتنة إثر ارتفاع حاد في درجة حرارته. وقد تمّ التكفّل بالمصاب الذي خضع في الحين للتحاليل الطبّية التي بيّنت أنه يحمل الجرثوم القاتل للمالاريا، حسب نفس المصدر الذي أضاف أن وضعية المريض حاليا مستقرّة وهو يخضع حاليا للرعاية الطبّية المركّزة. وذكر رئيس مصلحة الوقاية بمديرية الصحّة والسكان أن التحقيقات كشفت أن للمريض أخا بغرداية أصيب بالمالاريا وخرج حديثا من المستشفى بعد أن تعافى. وزارة الصحّة تطمئن.. أفاد بيان لوزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات يوم الخميس بأن تطوّر معظم حالات المرضى المصابين بالمالاريا (إيجابي) بفضل التكفّل (الفوري والمواتي) لعمال الصحّة. ففور التبيلغ عن الحالات الأولى أرسلت الوزارة فريقين للدعم التقني للمصالح الصحّية المحلّية يضمان أعضاء عن اللّجنة الوطنية للخبراء المكلّفين بمكافحة المالاريا والمعهد الوطني للصحّة العمومية لتقييم الوضع ودعم الإجراءات الوقائية والعملية المواتية لكلّ ولاية كالكشف عن أقارب المرضى، يضيف نفس المصدر. واتّخذت هذه الإجراءات عقب التبليغ عن حالات المالاريا في ولايتي باتنةوغرداية، تشير الوزارة مؤكّدة أن المصالح الصحّية الولائية صرّحت عن ثلاث حالات للمالاريا أثبتها المخبر المرجعي للمعهد الوطني للصحّة العمومية. وأوضحت الوزارة أن إحدى الحالتين أقامت مؤخّرا في بلدين ينتشر فيهما هذا المرض (مالي والسنغال) دون تلقّي علاج وقائي كيميائي مضادّ للمالاريا، مضيفة أن المريض (توفي بالرغم من تلقّيه العلاج المكثّف). وأصيب المريض الثاني الذي يبلغ من العمر 82 سنة بحمّى المالاريا، علما بأنه كان مصابا بمرض مزمن، ممّا تسبّب في الوفاة بالرغم من العلاج الخاص والمكثّف الذي تلقاه. كما أصيب المريض الثالث بحمّى المالاريا واستجاب بشكل إيجابي للعلاج وغادر المستشفى في حالة مرضية. ويشير المخبر المرجعي للمعهد الوطني للصحّة العمومية إلى أن العامل الذي سبب الحالات التسعة هو (البلاسموديوم فالسيبوروم) وهي طفيلية تسبّب المالاريا عند البشر.