قال عبد المجيد مناصرة، رئيس جبهة التغيير، إن "الجزائر خسرت كثيرا بتعديل الدستور في 2008 عندما فتحت العهدات وسمحت بالعهدة الثالثة التي تفتح الشهية للرابعة، وبالتالي فقد تم سد الأفق السياسي وأغلقت اللعبة وزيفت العملية الديمقراطية وزورت الانتخابات وأفرغت الحياة السياسية من المنافسة والجدية والتغيير". ودعا مناصرة في صفحته على فايسبوك تحت عنوان "امنعوا أرانب السياسة من إفساد الرئاسة، إلى منع الأرانب من إفساد السياسة والكتابة بالبنط العريض على لافتة السباق ( لا يدخله الأرانب والعجزة والأطفال)، واشتراط أن يكون المتسابق فارسا ويملك أخلاق الفرسان، وإلا فإنني أدعو إلى إخلاء المضمار من المتسابقين وترك المنافسة بين الحاج موسى وموسى الحاج". وذهب رئيس جبهة التغيير بعيدا في تحليله لمجرى الرئاسيات المقبلة.. إلى حد دعوة الشعب إلى الاعتصام من خلال دعوتهم إلى المكوث ببيوتهم يوم موعد الرئاسيات المقبلة، حيث قال بصريح العبارة:«إنني أدعو إلى إخلاء المضمار من المتسابقين وترك المنافسة بين الحاج موسى وموسى الحاج، واعتصام المواطنين في بيوتهم يوم الانتخاب لا يخرجون إلا بعد انتهاء وقت التصويت". وأضاف وزير الصناعة الأسبق:« بعدئذ انتظروا المفاجآت فإن الرئيس لن يجد شعبا يترأسه وبالتالي لعله يعتزل في هذه الحالة ويقول بركات! بركات لجيل كامل لم يعد صالحا للحكم لأنه استنفد مدة الصلاحية، وسنقول لهم في هذه المرة شكرًا ولكم من الشعب كل التحية والتقدير". وخلص المتحدث في دراسة أجراها تحت عنوان: "كيف يخرج الرؤساء الأفارقة من السلطة ؟)"، وشملت الدراسة المرحلة الممتدة من 1960 إلى 2004 فجاءت النتائج كالتالي: من 205 حالات، 25 فقط من الرؤساء من لم يجدد العهدة بعد نهايتها وذهب الى التقاعد، و16 رئيسا فقط من قبل بخسارة الانتخابات، وهذا يعني أن 80 في المائة من الرؤساء لا يغادرون السلطة إلا بالوفاة أو بالانقلاب أوبالاغتيال أو بالحرب.. والأمثلة على حسن مغادرة الحكام العرب قليلة جدا، نتذكر منهم سوار الذهب السوداني وزروال الجزائري، لذلك لا معنى للديمقراطية بدون تداول على السلطة و لا معنى للانتخابات بدون تغيير ولا معنى للمنافسة مع وجود الرئيس المرشح، لأنه لا يقبل أن يخسر ولا يرضى إلا بالفوز من الجولة الأولى وبفارق كبير وبنسبة أعلى من سابقتها، هكذا تقول التجارب. لذلك يقول مناصرة: "وجب أن تتضمن الدساتير تحديد العهدات وأن لا يتجاوز الرئيس العهدتين وأيضاً تحديد السن للمرشح وللمسؤوليات التنفيذية، كأن لا يتجاوز 65 سنة مثلا ما دام أغلب السياسيين لا يحسنون الخروج بل لا يقبلون المغادرة إلا في صندوق وليس عبر الصندوق". ونوه مسؤول جبهة التغيير إلى أنه عندما يتم الإعلان عن الانتخابات الرئاسية فالخوف أن تتحول العملية إلى سباق مع أرانب، ليس لتسخين السباق وتحطيم الأرقام القياسية، بل لإضفاء الشرعية على السباق الذي سبق للمنافس أن وصل إلى خط الوصول دون أن يجري، لأنه لا يجري أصلا ولا يحتاج إلى أن يجري وليس ملزما بأن يجري.. لأنه لا يوجد أصلا سباق.