واصلت قوات النظام السوري عملياتها بمنطقة القلمون في ريف دمشق في محاولة لاستكمال السيطرة عليها، بينما قالت الهيئة العامة للثورة إن قوات النظام قصفت بالطيران والمدفعية أحياء عدة بمدينة النبك مما أسفر عن مقتل عدد من الأشخاص وتدمير وحرق مبان سكنية، شهدت حلب ودير الزور اشتباكات عنيفة بين الجيشين الحر والنظامي استخدمت فيها الصواريخ والمدفعية وقذائف الهاون. وقال الائتلاف الوطني المعارض إن قوات النظام أعدمت ميدانيا 35 مدنيا في مزارع مدينة دير عطية في منطقة القلمون، وتحتجز نحو 30 عائلة في مبان قرب مدينة النبكو. وكانت قوات النظام مدعومة من حزب الله اللبناني أحكمت الخميس الماضي، سيطرتها على بلدة دير عطية المجاورة للنبك بعد استعادتها السيطرة على بلدة قارة إلى الشمال، وهي تستعد أيضا للتوجه نحو بيرود. وتقع هذه البلدات الأربع على خط واحد على طريق حمص دمشق السريع. وقال مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن، إن معارك عنيفة تدور على محور النبك، مشيرا إلى أن مقاتلي المعارضة أحبطوا خلال الساعات الماضية محاولة تقدم لقوات النظام. وأضاف أن هذه القوات "قررت على ما يبدو اعتماد القوة التدميرية لدخول النبك، وهو أمر تجنبته في مدينة دير عطية التي أحكمت سيطرتها عليها الخميس الماضي، كون الأخيرة موالية بغالبيتها للنظام، ولا يزال معظم سكانها موجودين فيها". وأشار عبد الرحمن إلى أن النبك محاصرة عمليا منذ سقوط قارة، موضحا أنه "لم يدخل إليها منذ ذلك اليوم أي مواد غذائية أو أدوية". من جهتها، أفادت شبكة شام الإخبارية بأن مقاتلات النظام كثفت قصفها جبال القلمون وبشكل خاص مدينتي النبك ويبرود، كما شمل القصف كلا من داريا والغوطة الشرقية بالإضافة إلى حيي برزة والقابون في دمشق، حيث دارت على أطرافهما اشتباكات بين الجيشين الحر والنظامي. وتعتبر القلمون منطقة إستراتيجية للطرفين، حيث تشكل قاعدة خلفية لقوات المعارضة تزود منها معاقلها في ريف دمشق وبعض المناطق في حمص بالسلاح والرجال، وبالنسبة للنظام فهي تؤمن له التواصل بين وسط البلاد والعاصمة. وبحسب المرصد، فإن 17 عنصرا من حزب الله قتلوا في معارك بريف دمشق، في حين قتل 11 من لواء أبو الفضل العباس المؤلف من مقاتلين شيعة - معظمهم عراقيون - في معارك ريف دمشق. وفي تطور آخر، قتل أربعة أشخاص وجرح 26 آخرون أول أمس الجمعة، إثر سقوط قذائف هاون أمام الجامع الأموي في دمشق القديمة، بحسب ما ذكر التلفزيون السوري. وكان الجامع شهد أمس - ككل يوم جمعة - توافد المصلين عند ساعات الظهر لأداء صلاة الجمعة. وبحسب الوكالة فإن قذيفة الهاون سقطت أمام المدخل الغربي للمسجد، وأسفرت عن سقوط عدد من الجرحى أغلبهم نساء وأطفال. في غضون ذلك، قال ناشطون سوريون إن قتيلا وعددا من الجرحى سقطوا جراء إطلاق قوات النظام وعناصر من الجبهة الشعبية بقيادة أحمد جبريل النار على مظاهرة في مخيم اليرموك بدمشق. وأفاد الناشطون بأن المظاهرة خرجت للمطالبة بتحييد المخيم الذي يقطنه عدد كبير من اللاجئين الفلسطينيين، وفك الحصار المفروض عليه من قوات النظام منذ ثمانية أشهر، وإدخال المواد الغذائية والطبية للمدنيين المحاصرين فيه.