سيفتتح معرض تشكيلي للفنان بشير توجي، اليوم، برواق عائشة حداد، ويضم المعرض31 لوحة فنية مستمدة من عمق الطبيعية، حيث تشرق ألوان وفضاءات لوحاته بمناظر الطبيعة من حقول وجبال وأشجار وأزهار برية وأيضا منظر البحار، والموانئ سيكون لها لمسة خاصة في ريشة الفنان بحكم أنه بحار سابق في إحدى المؤسسات البحرية بالجزائر، وسيدوم المعرض إلى غاية 10 من شهر ديسمبر. قادتنا جولتنا إلى رواق عائشة حداد أين وجدنا التشكيلي، بشير توجي، يضع آخر اللمسات على لوحاته الفنية التي ستكون كعروس في أبهى حلة لاستقبال زوار رواق عائشة حداد الذي دأب على عرض الجمال بأبعاده المتفاوتة. ونحن نتصفح أروقة المعرض الذي كان بمثابة رحلة مجانية إلى أعماق الطبيعة العذراء، كان واضحا عبر الأعمال المعروضة تأثر الفنان بالمدرسة الانطباعية، مما يعطي إيحاء أن بشير توجي أراد من خلال تجربته الإبداعية العودة إلى الزمن الكلاسيكي الجميل والذي يعطي ألوان الأشياء حقها بعيدا عن التجريد أو ما يطلق عليه بمختلف التيارات المعاصرة، وعبر هذه الألوان والخطوط، قدم بشير باقات من اللوحات الزيتية العاكسة لصور غاية في الجمال. وتعكس بعض اللوحات المعلقة على جدران الرواق بعض رحلات الفنان البحرية نحو مختلف القارات، فالفنان كما ذكر للجزائر نيوز، كان بحارا سابقا ومهنته أضافت إلى موهبته الفنية الكثير من التألق والإبداع، حيث قال "ما ساعدني على خوض عالم الفن بثقة، رحلاتي البحرية التي كانت تدفعني رغما عني إلى الاستلهام من كل تفاصيلها الدقيقة، فتنوع الطبيعة والمناخ من قارة إلى أخرى جعلني من عشاق هذا الفن الجميل." الفنان ابن منطقة دلس الساحلية التي صقلت موهبته، فالهدوء والجمال الساحر المتواجد بكل شبر من دلس كان من الأسباب الحقيقية التي عكست شخصيته في بعض من لوحاته المعنونة "البحر بلدس وسيدي عبد القادر بدلس والأزهار البرية والجبال وغيرها". والشيء المميز بلوحات الفنان المرسومة على القماش أنها مفعمة برائحة الحياة والحركة الدائمة، فالمتمعن في إبداعاته يشعر بأن عبق اللوحات يخرج من الصورة ليملأ البصر بالألوان الزاهية. للتذكير، فإن الفنان بشير توجي من مواليد 1952 بمدينة دلس، إلى جانب أنه نقيب سابق بالبحرية، تربطه علاقة حميمة مع الفن منذ طفولته، وكان متأثرا بالمدرسة الانطباعية قبل التحاقه بأحد المعاهد لتلقين الدروس الخصوصية بفرنسا، سجل العديد من المشاركات بأعماله الفنية من بينها معارض بالغابون وفرنسا وإيطاليا وحاليا بمعهد عائشة حداد.