تسببت مواجهات حدثت، صبيحة أمس الأحد، بين عدد من سكان "حوش مريم" ببلدية براقي وبين قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني في إصابة مواطن بجروح خفيفة وكذا توقيف عدد من الأشخاص، قدّرتها مصادر غير رسمية، بين 10 و12 شخصا من بين المحتجين الذين قاموا بغلق الطريق الواقع عند مخرج الحي وعلى مقربة من محطة التكرير التابعة لمجمع "سوناطراك" احتجاجا على "تماطل السلطات المحلية ببراقي في تعبيد الطريق الرئيسي للحي المؤدي إلى المدرسة الابتدائية . وأكد "دحماني السعيد"، وهو أحد سكان الحي "أن قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني تدخلت من أجل فتح الطريق المغلق" المؤدي نحو اتجاهين، أحدهما نحو العاصمة والآخر نحو الكاليتوس، وقد قامت أيضا "بملاحقة عدد من سكان الحي الغاضبين إلى شوارع الحي وأزقته الضيقة"، وفق ذات المصدر، وقد بدا على الطرقات الموجودة في الحي التي تجولت فيها "الجزائر نيوز"، أمس الأحد، اهتراء كبير وصعوبة في التنقل، حيث ازدادت الأمور تعقيدا فيها بعد سقوط الأمطار. واستفيد من ذات المصدر أن سبب هذه الاحتجاجات، التي اندلعت في وقت مبكر من صبيحة أمس الأحد، يعود إلى ما يعتبره سكان الحي "تماطلا" من جانب السلطات المحلية في براقي، ولا سيما البلدية منها، في تعبيد الطريق الرئيسي للحي المؤدي إلى المدرسة الابتدائية الوحيدة الموجودة في "حوش مريم". واستفيد من هذا المواطن القاطن بالحي أن "جميع الطرقات في الحي مهترئة وغير معبدة، ولكن السكان يشددون على الطريق الرئيسي المؤدي إلى الابتدائية نظرا للمشقة التي يتكبدها التلاميذ في الوصول إليها لا سيما بعد تهاطل الأمطار". كما أكدت مصادر من أوساط السكان أن المناوشات التي حدثت بين عدد منهم وبين قوات مكافحة الشغب، التابعة للدرك الوطني، أفضت إلى توقيف "ما بين 10 و12 شخصا فضلا عن إصابة شخص واحد بجرح خفيف فوق إحدى عينيه بعدما اصطدمت برأسه مقذوفة غاز مسيل للدموع الذي استعملته قوات مكافحة الشغب التابعة للدرك الوطني" في تفريق المحتجين. واستيفد من ذات المصادر أيضا أن سكان الحي سبق لهم، الأسبوع الماضي، غلق الطريق المشار إليها بسبب ذات المطلب، وهنا يضيف المواطن "دحماني السعيد" بقوله "حينها تدخل ضابط بالدرك الوطني لدى رئيس الدائرة الذي تدخل بدوره لدى رئيس البلدية.. هذا الأخير وعدنا بحل المشكل في غضون أسبوع لكن لا شيئ من ذلك حدث فعلا". واستفيد من ذات المصدر أن سكان الحي يعطون أولوية قصوى لتعبيد هذا الطريق وهم "يستفيدون من الخدمات الأخرى التي تشمل الكهرباء والغاز والماء والتطهير" بشكل عادي، حيث ألمح لنا ذات المصدر بكون رئيس البلدية سبق له وأن أكد على ضرورة إجراء أشغال بخصوص قنوات المياه الصالحة للشرب قبل تعبيد الطريق المشار إليها، غير أن "سكان الحي يعطون الأولوية القصوى للطريق المؤدية إلى المدرسة الابتدائية". كما أكد لنا بورقبة صالح، وهو أحد سكان الحي المشار إليه أيضا، أن السلطات البلدية سخرت آلية أشغال للشروع في تعبيد الطريق في حدود الساعة العاشرة من صبيحة أمس الأحد، وهو "نفس التوقيت الذي أعيدت فيه الحركة الطبيعية على مستوى الطريق الذي أغلقه سكان الحي" وفق ذات المصدر الذي أكد أنه تمت مراسلة السلطات المحلية بشأن هذه الطريق المهترئة منذ 25 أوت الماضي ولكن "من دون جدوى". واستفيد من بعض سكان "حوش مريم" أيضا أن المحتجين تعمدوا غلق الطريق المحاذية لمحطة التكرير التابعة لمجمع "سوناطراك" من أجل إعطاء صدى أكبر لاحتجاجهم بالنظر إلى حيوية الموقع، كما لاحظت "الجزائر نيوز" وجود آلية أشغال على مستوى الطريق المؤدي إلى ابتدائية "دكاني السعيد" ما يوحي بأن السلطات المحلية لبلدية براقي قد استجابت فعلا لمطلب المحتجين.