فلح عمار غول رئيس "تاج" في تشتيت جهود أحزاب "القطب الوطني" واستقطاب أهم أحزابه السياسية إلى فضاء موازٍ أُطلق عليه منذ يومين "الفضاء الوطني"، لكن الاختلافات بدأت تدب بين عناصره بقول طالب شريف إنه سيغلق الباب في وجه غول لو تجرأ أن يطلب منه مساندة بوتفليقة، وتقول شلبية محجوبي "إنني أكبُر غول، عُمرا وسياسة، فلماذا لا أكون أنا من يجر غول ؟«.. يحدث هذا في وقت أصاب غول الإفلاس السياسي من حيث إيجاد حلفاء أقوياء يجعلهم قربانا سياسيا لصالح العهدة الرابعة. ترك خلق "الفضاء الوطني" المشكل من "تاج" و«الطبيعة والنمو" و«حركة الشبيبة" و«التضامن من أجل التنمية"، انطباعا لدى العديد من متتبعي الشأن السياسي، باعتراف المشاركين فيه (شلبية محجوبي وطالب شريف)، بأنه جاء لتكسير مبادرة "القطب الوطني" المكون من 17 حزبا سياسيا ومبادرة مجموعة الأحزاب السياسية والشخصيات الوطنية، حيث اعترف محمد طالب شريف وشلبية محجوبي في تصريح ل "الجزائر نيوز"، أمس، باسم حزبيهما أن "هذا التساؤل طُرح علينا وسمعنا تردداته". لكن في الوقت ذاته دافع كل منهما عن موقفيهما، رافضين القول بأن فكرة خلق الفضاء جاءت من عمار غول المحاول تحريك الساحة وحشد مكوناتها السياسية من أجل العهدة الرابعة. فبالنسبة لمحمد طالب شريف رئيس الحزب الوطني من أجل التضامن والتنمية "فكرة إنشاء الفضاء ليست لشخص بعينه وسبقتها لقاءات تمهيدية أفضت إلى إنشاء هذا الفضاء"، وبالنسبة لشلبية محجوبي رئيسة "حركة الشبيبة والديمقراطية "الفكرة جماعية وليست فكرة غول وحده"، وإذا كان هناك اتفاق بين رؤساء أحزاب "الفضاء"، أما عن الأهداف فيبدو من خلال تصريحات شلبية وطالب شريف أن الأهداف لم تحدد بعد رغم إعلان الفضاء، فطالب شريف يقول إن الهدف" إنشاء ميثاق شرف وأخلاق للأحزاب وعدم التسرع في اتخاذ المواقف"، أما شلبية محجوبي "فالفضاء لا يبتعد في أهدافه عن أهداف القطب كمناقشة القضايا الكبرى". فالجالسون في "فضاء" واحد مع غول لا يملكون ورقة طريق واضحة حسب تصريحاتهم، خاصة وأن شلبية محجوبي أبدت امتعاضها من القطب الوطني "بسبب التصريحات غير المسؤولة لبعض مسؤولي الأحزاب الذين يريدون تحويل الحزب إلى متحدث باسم المعارضة فقط من أجل المعارضة"، وهو ما يتوافق مع تصريح طالب شريف في هذا الإطار عندما قال في اتصال مع "الجزائر نيوز" "لا نريد في الفضاء أن تكون مواقف سياسية متسرعة"، وهو ما يُفهم منه مبدئيا بأن حركة الشبيبة وحزب التضامن والتنمية والطبيعة والنمو انسحبوا من "القطب الوطني" تريد أن تؤشر على أنها لا يُمكن أن تبقى منتمية إلى تنظيم سياسي بدأ يُحسب على المعارضة وضد العهدة الرابعة في وقت مبكر، لكن في الوقت ذاته يقول طالب شريف "لست في الفضاء مع غول من أجل مناقشة العهدة الرابعة، فنحن لسنا ضدها لأن الدستور يسمح للرئيس الترشح ولسنا من مسانديه أيضا، وإذا حصل وطلب مني غول مساندتها، سأقول له إلى اللقاء بكل بساطة". أما شلبية محجوبي فقد رفعت سقف موقفها من موضوع العهدة الرابعة، فصرحت لنا في اتصال معها "أنها من مؤسسي الفضاء الوطني والقطب الوطني معا وأنا أكبُر غول سنّا وتجربة في السياسة ومحنّكة ولسنا ممن ينتظرون الرئيس ليُعلن عن موقفه ليهرعوا وراءه ونحن من دعاة ديناميكية سياسية فقط".. هذا، ولا يجد طالب شريف ولا شلبية محجوبي حرجا في أن يكونا منخرطين بقطب فيه المعارضون للعهدة الرابعة أكثر من غيرهم، وفي آن واحد بفضاء أبرز ما فيه، وزير ضمن حكومة الرئيس ومسؤول حزب سياسي يصول ويجول أصقاع البلاد طلبا لدعم العهدة الرابعة. فمبرر أصحاب "قدم في القطب وأخرى بالفضاء"، هو شغل كل المنابر السياسية من أجل التشاور حتى ولو كانت توجهات كل حزب منخرط في تلك المنابر، مختلفة عن غيرها.. ووسط هذا المنطق الذي يصعب على السياسي ذي المبادئ الثابتة، يبقى غول الرابح الوحيد، كونه شتّت القطب الوطني بتشتيت مجهودات أحزابه بين جبهتين، ولو كان ذلك لتوقيت قصير قبيل الرئاسيات حتى لا يتمكن القطب من أن يكبر ويزيد في توحيد وصلابة مواقفه المهددة لمصالح العهدة الرابعة ولو على الصعيد الرمزي.. جدير بالذكر أن غول لم يفلح قبل شلبية وعكيف وطالب شريف، في إقناع عمارة بن يونس في التحالف معه، رغم مساندتهما على حد سواء للرئيس، كما فشلت ثنائيته مع الأفلان وآثر كل منهم العمل بمفرده، فلم يجد أمامه سوى "أكبر الأحزاب صُغرا" للتحالف معها في شكل سياسي سُمي "فضاء".