ارتبط نادي جوفنتوس بعلاقة قوية بنجوم الكرة الفرنسية، فتعاقد مع أفضل من أنجبتهم فرنسا في عالم كرة القدم. فكان لبلاتيني شرف حمل الرقم 10 مع السيدة العجوز وكذلك مع لاعب القرن الأوربي زين الدين زيدان الذي تقمص الرقم 21، فيما دافع الفتى الأسمر ليليان تورام عن ألوانه البيضاء والسوداء لمواسم قدم خلالها أروع المستويات وحقق العديد من الألقاب. ولد ليليان في مقاطعة أنس بيرنارد بتاريخ 1 / 1 / 1972، إستبشر والداه خيراًً لأنه ولد في أول أيام السنة، فتأملا أن يكون فألا حسنا عليهما. بدأ تورام بلعب كرة القدم بشكل رسمي في التاسعة من عمره عندما انتقل والداه للعاصمة باريس حيث لعب في أندية فونتينيبليو وميلون كمهاجم وشارك في العديد من المباريات والدورات التأهيلية واللياقية لتنمية خبرته ومهارته في اللعبة. ونتيجة تألقه الواضح وتفوقه على زملائه الصغار قام أحد كشافي المواهب بنادي موناكو الفرنسي بتسجيله ليلعب ضمن فئة الناشئين للنادي وتم تحويله ليلعب في خط الدفاع نظرا لإمكانياته البدنية وتميزه في أخذ الكرات من لاعبي الفريق الخصم، وتدرج حتى وصل لفئة الشباب ومن ثم الفريق الأول. كان أول ظهور له في الدوري الفرنسي وهو بعمر ال 20 عاما مع موناكو في موسم 90 / 91 وشارك في لقاء واحد فقط وبقي في دكة الاحتياط أغلب فترات الموسم ليكتسب الخبرة شيئا فشيئا، في موسم 91 / 92 م كان لتورام نصيب أكبر في التشكيل الأساسي للفريق حيث لعب 19 مباراة وفي الموسم الذي يليه لمع اسمه كلاعب أساسي في موناكو حيث لعب 37 مباراة كان فيها النجم الأول في خط الدفاع والعمود الأساسي الذي يعتمد عليه الفريق ولم يتمكن تورام من تسجيل أول أهدافه الرسمية في الدوري الفرنسي إلا في موسم 93 / 94. في موسم 93 / 94 لعب تورام أول مبارياته الدولية عند انضمامه للمنتخب الفرنسي ضد جمهورية التشيك في17 أغسطس 1994م ولم يخرج اسمه عن التشكيل الأساسي للمنتخب إلا بسبب الإصابة أو الإيقاف. بعد النجاحات التي حققها مع نادي موناكو، كان اهتمام السير أليكس فيرغسون بانتدابه واضحا وصريحا ليلعب تورام في دفاع مانشستر ولكن عرض نادي بارما هو الأفضل للجميع وانتقل ليليان تورام للعب في أقوى دوري عالمي وهو يعرف بأنه في مواجهة تحد كبير لإثبات الوجود مع ناديه الذي يعتبر من أندية الوسط في إيطاليا. كانت البداية في موسم 96 / 97 حيث شارك فريقه في 33 مباراة وسجل خلالها هدفين حيث أصبح من أفضل المدافعين على مستوى الكالتشيو والعالم وتم تعاقده مع نادي بارما كأفضل صفقة تمت خلال ذلك الموسم في عام 98 قدم تورام كل ما لديه لنادي بارما وتألق في المونديال ولعب جميع مباريات المونديال وكان له بصمة رائعة لن ينساها الجمهور الفرنسي، عندما كان المنتخب الكرواتي متقدما بهدف مقابل لا شيء لينطلق القطار الفرنسي من الصفوف الخلفية لمعاونة الهجوم وتمكن من تسجيل هدف التعادل وسط فرحة غامرة من الجمهور الفرنسي الذي فاضت به مدرجات الملعب، ولم يكتف تورام بهذا القدر بل واصل تألقه بكل قوة ومهارة ليسجل الهدف الثاني وهدف الفوز الذي أهَّل المنتخب الفرنسي للعب المباراة النهائية امام المنتخب البرازيلي ليقف الجميع بمن فيهم الرئيس الفرنسي جاك شيراك ومدرب المنتخب أيمي جاكي احتراما وتقديرا لهذا النجم المبدع... تورام صرح بعد المباراة بقوله لم أتمكن من تحمل فكرة خروجي مهزوما مما دفعني للأمام للمشاركة في تغيير أجواء ونتيجة المباراة.. وواصل تورام تألقه حتى حقق كل ما يتمناه نجوم الكرة في العالم بفوزه بكأس العالم 98م عندما فاز المنتخب الفرنسي على المنتخب البرازيلي ب30 في النهائي ويعتبر هذا الإنجاز هو الأفضل على الإطلاق في تاريخ هذا النجم الكبير. في موسم 98 / 99 لعب تورام موسما رائعا مع نادي بارما الإيطالي حيث لعب في الدوري 34 مباراة كاملة دون أن يغيب عن أي لقاء وهو إنجاز فريد من نوعه بالنسبة للاعب في خط الدفاع وتمكن من المساهمة في تحقيق البطولة الأوروبية لأبطال كأس الاتحاد الأوروبي مع زملائه فيرون وكريسبو وكانفارو وبوفون وبوغسيان وكييزا... في موسم 2001 / 2002 لعب تورام أول مواسمه مع اليوفي في مدينة تورينو وشارك في جميع المباريات تقريبا وساهم في تحقيق أول كالتشيو له في مسيرته الرياضية والبطولة رقم 26 لليوفي. أعلن ليليان تورام اعتزاله اللعب على المستوى الدولي ويقول في قرار اعتزاله "لقد قررت ترك المنتخب الفرنسي بعد أن أعطيت فرنسا أفضل ما عندي" وتورام هو صاحب ثالث أكبر عدد من المباريات الدولية في فرنسا عندما لعب مباراته رقم 103 في نهائيات كأس الأمم الأوروبية في البرتغال.