استمتع، مساء أول أمس، جمهور قاعة الموقار بعرض مسرحي بعنوان "سي مرتي" لتعاونية "أفكار وفنون" الثقافية لمدينة العلمة، جاء ذلك في إطار المشاركة في أيام المسرح الفكاهي المنظم من مؤسسة فنون وثقافة، عرض "سي مرتي" قام بتأليفه وإخراجه عبد الوهاب تمهاشت، أما البطولة فتقمص أدوراها كل من نريمان بودوخة والممثل الواعد عاطف كرميش. تدور أحداث العرض المسرحي في قالب اجتماعي مرير تسلط مشاهده الضوء على العديد من الإشكالات التي أفرزتها الحياة اليومية السريعة، فالتغيرات المفاجئة التي طرأت على المجتمع أحدثت صدمة حقيقية داخل الأسرة الجزائرية، مما جعل المرأة الماكثة بالبيت والتي لا تحمل أي شهادة تفكر في الخروج للعمل لتوفير متطلباتها اليومية وتطمح إلى مسايرة الحياة العصرية ضاربة العادات والتقاليد ومسؤولياتها تجاه أسرتها عرض الحائط. وهذا ما قام بتجسيده ركحيا كل من الباهي وساسية اللذين كانا يعيشان حياة قاسية وصعبة لعدم قبول الزوج "الباهي" فكرة التوظيف عند مؤسسة عمومية أو خاصة، معتبرا العمل عند هؤلاء إهانة لفكره وثقافته، ما جعله منشغلا أكثر بالمطالعة والكتابة، وهذا الأمر جعل العائلة تعيش ظروفا مادية صعبة، نتج عنها مشاكل كثيرة، ما دفع "ساسية " لتطلب من زوجها الخروج للعمل، غير طلبها قوبل بالرفض في المرة الأولى، لكن بعد إلحاحها وضغطها على الزوج تحقق الأمر، ولكن ذلك ضاعف المشاكل لعدم تحمل "الباهي" الأشغال المنزلية الشاقة التي فرضتها عليه زوجته، فيجد نفسه مضطرا للعودة لنقطة الصفر، ما يجدد مرة أخرى المشاكل ويدفع بساسية للعودة إلى بيت أهلها. بذل المخرج قصارى جهده لتقديم العرض في قالب فكاهي وهذا عبر تجسيد الممثلين للمشاهد، حيث اعتمد كل منهما على لغة الجسد حتى تكون الصورة أصدق لبعث المتعة والفرجة لدى الجمهور، الذي لم يتفاعل بشكل إيجابي مع النص، مما جعل الممثلين يكثفان من جهدهما على الخشبة لإضحاك المتفرجين. اعتمد العرض على ديكور كلاسيكي بسيط وهو الشيء الذي جعل مشاهد العرض تسير بخطى ثابتة وكأنك تشاهد فيلما بالأبيض والأسود.