المحرقة اليهودية الفعل البشري الشنيع تحول بمنع ديودونيه إلى دين لا يجب مسه أو الطعن فيه في بلد علماني ينص صراحة على تناول كل الأديان والضحك عليها بكل الطرق الممكنة وهذا ما تركها ترفض اعتبار شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفه بالإرهابي في الرسومات الكاركاتيرية الدانماركية التي أعادت نشرها صحيفتا "ليبراسيون" وشارلي إيبدو" حالة إسلاموفوبية صارخة وصريحة تقطر بعنصرية وبقذف يعاقب عليه القانون الفرنسي، لم يسبق أن تحول منع فنان من التعبير الحر إلى قضية دولة كما حدث مؤخرا مع الممثل الشهير الكاميروني الأصل مبالا مبالا ديودونيه الذي منع من تقديم عرضه المونودرامي الجديد "الجدار" بدعوى معاداته السامية ونشر الحقد والكراهية وتحوله إلى مناضل سياسي يخدم طروحات اليمين المتطرف على حد تعبير وزير الداخلية مانويال فالز. في فرنسا التي اشتهرت دون بلدان العالم الأخرى بمقولة فولتير الخالدة التي يحن إليها كل الأحرار "يمكن أن اختلف معك لكن أضحي بحياتي حتى تعبر عن رأيك" سقطت سقطة ظلامية شنيعة غير مسبوقة في مستنقع التنكر لقيمها الفكرية التي تركتها طيلة قرون تحارب كل من يريد الوقوف في طريق الحرية في كل المجالات وعلى رأسها المجال الفكري والفني. البلد الذي يدعي تجسيد النظام السياسي الفاصل بين السلطات ويتباهى بمونتسكيو وروسو وبودليروبروست تعامل مع ديودونيه كمجرم حرب لمجرد أنه تجرأ على كسر الرقابة الذاتية التي فرضها سياق تاريخي يتعلق بالمحرقة اليهودية التي مارسها النازيون ضد اليهود كمحصلة موقف إيدولوجي عنصري من حق أي واحد مناقشته فكريا ومعالجته فنيا مهما كانت الفظاعة التي تميز بها الفاعلون تجسيدا لمبادئ فرنسا التي تكفل حرية التعبير في دستورها الذي لم ينص على تحديد الحرية حينما يتعلق الأمر بالموضوع الذي تناوله ديودونيه. المحرقة اليهودية الفعل البشري الشنيع تحول بمنع ديودونيه إلى دين لا يجب مسه أو الطعن فيه في بلد علماني ينص صراحة على تناول كل الأديان والضحك عليها بكل الطرق الممكنة وهذا ما تركها ترفض اعتبار شتم الرسول صلى الله عليه وسلم ووصفه بالإرهابي في الرسومات الكاركاتيرية الدانماركية التي أعادت نشرها صحيفتا "ليبراسيون" وشارلي إيبدو" حالة إسلاموفوبية صارخة وصريحة تقطر بعنصرية وبقذف يعاقب عليه القانون الفرنسي، في حين أصرت على معاقبة ممثل فشلت في الانتصار عليه قضائيا لعدة عقود وأحالت قضيته إلى شرطي البلد الاول ألا وهو وزير الداخلية فالز المستفيد الإول والاخير من الحرب الوهمية بالنظر إلى الخلفيات الشخصية والسياسوية التي تدفعه الى مزيد من الضراوة تعميقا لتوجهه الذي لا يختلف في جوهره عن اليمين المتطرف قبل شهور قليلة من تاريخ الإنتخابات البلدية والأوروبية. إن منع ديودونيه من الإستمرار في عمله لم يكن منعا عاديا لفنان ككل الفنانين وبغض النظر عن مدى صحة عنصريته ضد اليهود كما يدعي وزير الداخلية وليس القضاة، تبقى الخلفية الحقيقية التي دفعت موطن فولتير إلى منعه مرتبطة برمزيته غير المسبوقة كفرنسي مثقف عضوي بأتم معنى الغرامشية. إنها غرامشية ممثل ليس أبيض البشرة وجمهوره يلخص كبت أجيال فرنسيين غير بيض البشرة مثلهم وهم "انديجان فرنسا الجدد" الذين تحدث عنهم الراحل العظيم بيار بورديو قبل الفرنسية الجزائرية الأصل حورية بوثلجة صاحبة جمعية الإنديجان الجدد". لا يفهم منع ديودونيه إلا بالعودة إلى هذا المنطلق وسيلين أديب فرنسا الأعظم بحسب تعبير بوجدرة لكاتب هذه السطور كان معاديا للسامية أيضا بحسب مسؤولي المنظمات اليهودية لكنه لم يحمل سيميائية ديودونيه التي فضحت عنصرية فرنسية بنيوية أكدها المؤرخ الكبير المعتم عليه إعلاميا باسكال بلانشار. هذا المؤرخ الذي نشر كتاب "فرنسا العربية الشرقية" من منطلق ما قدمه المهاجرون العرب لفرنسا تاريخيا هو نفسه الذي استطاع أن يفند طروحات الان فينكلكروت فيلسوف فرنسا المهددة حضاريا في كتابه "فرنسا الشقية" والذي سبقه إلى النزعة نفسها اريك زمور المولود بالجزائر.