البارحة على الساعة منتصف الليل التقى بشكل سري الوزير عمارة والوزيرعمار في حمام سري بحيدرة، كلاهما كان قلقا وخائفا ومرتبكا، فقال غول لعمارة "قل لي يا عمارة، ماذا يحدث في البلاد.. من سيكون الغالب؟! هذا، أو ذاك؟! فقال عمارة لغول، "قل لي يا غول أنا لم أفهم شيئا".. أنت تعرف أنني أحبهما الإثنين، أحب بوتفليقة وأحب توفيق، وأنا حائر مع من أكون؟! تصور لو تغلب توفيق، ماذا سيكون عليه مصيري؟! ثم ماذا لو يعلم بوتفليقة أنني قد ألعب في السر مع توفيق؟!" فقال غول لعمارة "وأنا يا عمارة، خائف أكثر منك.. ظننت أن اللعبة ملعوبة وإذا اللعبة لازالت لم تلعب.. أنا أصبحت قريبا من بوتفليقة بعد أن كنت ألعب كرة القدم مع توفيق وأتركه يراوغ مثلما يريد، وأسجل الهدف ضد مرمى فريقي حتى يفرح بي الجنرال توفيق.. وأنت تعرف أنني الآن لا أذهب إلى الملعب وألعب كرة القدم مع الجنرال توفيق، لقد فاق أنني بعت الماتش" وأنت تعرف أن حتى أصحابي الإسلاميين وصديقاتي الإسلاميات الكل اكتشفوا أنني قلبت الفيستة وبعت روحي لمن تعرف.. هل تتصور أننا سنبقى وزراء؟! هل تتصور أن لنا مستقبلا سياسيا بعد كل ما حدث وسيحدث؟!" نظر عمارة إلى غول الذي بدأت الدموع تسيل من عينيه بغزارة، حاول أن يواسيه لكنه شعر بنفس تلك الرغبة في البكاء.. تعرى الإثنان وراحا يلعبان بالماء وهما يصرخان بأعلى صوتهما، ويقولان كلمات معارضة لبوتفليقة ولتوفيق، لكن سرعان ما انتبها إلى رجل ضخم كان ينظر إليهما ويسترق السمع.. صرخ عمارة "من أنت؟!" وصرخ غول "غول من أنت؟!" فأطلق عمار سعداني ضحكة مجلجلة، وهو يقول "سمعتكما، سمعتكما... سمعتكما".