"من حق مولود حمروش ان يتكلم والمشاركة بتحليله للأوضاع الراهنة القائمة بالجزائر، ومن حيث مضمون حديثه فهو يطالب عامة بحل للازمة التي تشهدها الجزائر بعد ترشح بوتفليقة لعهدة رابعة. لكن ما قاله في الحقيقة ليس بالأمر الجديد على جميع الجزائريين الذين هم بأمس الحاجة إلى حلول واعمال يجسد على ار ض الواقع، لأن تحليل الوضع فقط أكل عليه الدهر وشرب، والذين يتكلمون غالبا ما نعجز عن تحديد موقفهم النهائي، هل هم ضد أو مع العهدة الرابعة؟، ونحن كحزب نفهم طرف واحد لا بديل له وهو الشعب وسبق لنا أن أكدنا مساندتنا لإرادة الشعب ليس لمواقف الأشخاص" . "حمروش قام بقراءة وتأكيد الوضع السياسي الراهن الذي تشهده الجزائر الذي قمنا نحن كحزب بطرحه في الفترات الماضية، أين أكدنا من خلاله أن مشكل الجزائر لا يتعلق بترشح الرئيس لعهدة رابعة أوعدمه، وإنما لب المشكل يكمن في النظام بحد ذاته وبشكل عام. كما ان دور الأحزاب السياسية المعارضة والمقاطعة أن تجعل ما يتم التصريح به في هذا المجال أفعال حقيقية وحلول تجسد على ار ض الواقع. حيث أن لا مصلحة من خوض غمار انتخابات مغلقة من جميع النواحي ومحسومة النتائج مسبقا لصالح مرشح النظام، وحمروش بتصريحاته ذهب باتجاه الموقف المبكر الذي أعلنا عنه سابقا". "هو يقول عن نفسه إنه "وليد" النظام، نعم هو "ابن" النظام، بالنسبة إلينا لم يقل أي شيء جديد، ومنذ أن أوقفوه من رئاسة الحكومة، وهو يجدد في كلامه القديم، حقيقة لم أر أي جديد في كلامه". "في موضوع الرئاسيات كنا نؤكد دائما ان مصير الجزائر ليس مرتبط بشخصية الرئيس بحد ذاته، وإنما متعلق أساسا بكيفية تكريس الحريات والممارسات الديمقراطية بالبلاد التي يعد النظام قامع لها، حيث يجب أن يكون الشعب سيد على اختيار الرئيس لا العكس، كما أن البقاء في السلطة هو تعطيل لمسار الديمقراطية بالوطن. وهذا في نظري يعد الموقف نفسه الذي عبر عنه مولود حمروش خصوصا بقوله إن المشكل لا يتعلق بترشح الرئيس لعهدة رابعة أو انسحابه وإنما بالنظام عامة. وتحرك حمروش اعتبره من ناحيتي إيجابيا ومن الشيء الجيد أن يكون موقف مشترك بين مختلف التشكيلات السياسية بهدف أن يكون لها صدى وتأثير في الساحة السياسية وقدرة على تغيير مجرى الأحداث بالشكل الذي يتطلع إليه كل جزائري." "هو حر في اتخاذ موقفه الذي يقول فيه ما يشاء، ونعتبر أنه لم يكن مترشحا حتى ينسحب وقد أصدر حكما على الوضع، ونحن لا نختلف في بعض توقعات الوضع إلى أن تكون الإنتخابات أكثر جدية وتشهد وجود مرشحين حقيقيين. قرأنا ما جاء في الندوة الصحفية أنها تحمل أكثر من إشارات وأعطت ردود الأفعال. أما في ما يخص إعلانه الترشح فهذا حسبنا لم يكن متوقعا لأن الذي يترشح لا بد أن يعلن باكرا وليس برسالة منشورة قبل أيام من غلق الترشيحات، نحن رحبنا بكلامه لأنه شخصية وطنية أدلت بدلوها ونشكره على رأيه لأن الجزائريين يريدون معرفة مواقف جميع الشخصيات الوطنية". "ما جاء في ندوته الصحفية هو تكملة للرسالة الأولى، حيث شرحها وأعلن موقفه من الرئاسيات، وأكد بأن البلد في "انسداد" والأمور متوقفة وهذا لا يخدم الديمقراطية، وأعلن أنه لا يشارك في هذه الإنتخابات بهذا الشكل، وهذا ليس موقفا جديدا من عنده، هو ترشح سنة 1999 وانسحب عندما ظهر له التزوير، وفي 2004 لم يترشح ولا يمكنه أن يترشح أمام مرشح السلطة، أما اليوم فإن الجيش أعلن عن مرشحه وهو الرئيس الحالي، وهكذا قد أكد موقفه المتجدد، هو قام بتجديد كلامه. نحن نلتقي في نفس الموقف أمام رئاسيات مغلوقة بنتائج محسومة والبلد في خطر، ونقول إن المشكلة ليست في الإنتخابات ولكن في النظام، والتغيير السلمي مايزال بعيدا حتى تكون في البلد انتخابات بحرية ونزاهة". "من حيث التحليل نحن نتفق كلية مع تصريحات مولود حمروش خصوصا لدى قوله بأن النظام وصل إلى نهايته من مبدأ أن الحكم الذي يعجز عن إنتاج أي مشروع أو فكرة إيجابية يكون بطبيعة الحال قد وصل إلى نهايته واعتماده على المال العام لتسيير شؤون الأمة تعد افلاسا سياسيا للنظام وهو العامل الذي سيسبب مشاكل فادحة للجزائر في المستقبل القريب وفق الدراسات التي قدمها أخصائيون في الاقتصاد بتأكيدهم أن التسيير غير العلمي لاسيما في المجال الاقتصادي سيكلف البلاد ثمن باهظ عن قريب. كما أنه من الصحيح القول بأن النظام فقد احترامه وكذا مصداقيته في نظر الشعب بعدما فضل حل القضايا المطروحة بعيدا عن قوانين الجمهورية وانتهاجه طريق تبذير أموال الدولة. لكنه كان من الاجدر على حمروش ألا يكتفي فقط بوصف المرض وإنما الذهاب بعيدا بطرح العلاج، لأنه من السهل جدا وللجميع تحديد المرض الذي تعاني منه البلاد حاليا لكن من الصعب جدا إيجاد الوصفة الطبية الأمثل لعلاجه، وأمنيتي واستنادا على ما يمليه علينا الواجب الوطني تكثيف الجهود من أجل الوصول إلى حل عاجل لأزمة البلاد" . جمعها: إسلام كعبش/ سمير لكريب