منذ وفاة المخرج ستانلي كوبريك في السابع من مارس عام 1999عن سبعين سنة، تعاود شاشات السينما حول العالم استعادة أفلامه، وتصدر عنها المقالات والكتب النقدية، ومنها الكتاب، الذي قام بتأليفه "فنسنت لوبرتو" وترجمه إلى العربية "علام خضر" وصدر في 695 صفحة ضمن سلسلة الفن السابع عن المؤسسة العامة للسينما بدمشق، ويعتبر السيرة الأولى الشاملة عن حياة المبدع السينمائي الكبير ستانلي كوبريك، وقد انصب هدف المؤلف على تفنيد هذا الغموض والأساطير المحاكة حول العبقرية السينمائية كوبريك من خلال سرد حياته بدءا من ولادته في مقاطعة (بروكنس) بنيويورك عبر عقود من إنجازاته السينمائية إلى المفهوم الحالي المبالغ به حول اعتباره مخرجا مبدعا معتكفا يعيش في حالة من النسيان، وبعد أربع سنوات من البحث المكثف والمقابلات التي أجراها المؤلف مع كل معارف ستانلي كوبريك وكل من شارك في أعماله، "وجد أن هذا الغموض والأساطير تخبو في مجرد إنسان حقيقي".يقول كوبريك: "عندما بلغت السابعة عشرة قررت أن أصبح مخرجا سينمائيا، وكان السبيل إلى ذلك هو أن أقوم بتأليف وإخراج وإنتاج أفلامي الخاصة بي. كما أدركت أن هذا عمل شاق. فاضطررت لاختيار شيء أحبه جدا لأنني قد أقضي سنوات طويلة في العمل عليه.."لم يدرس السينما وإنما علاقته بها ابتدأت من حضوره المتواصل لدور السينما عندما كان طالبا في الثانوية ويذكر الكتاب عنه "فكوبريك الشاب كان يعتقد أنه قادر على الأفلام السينمائية، وقد دفعه خيار من اللاوعي أن يشاهد كل ما يتعلق بالسينما، كما علمه تفكيره المنطقي وفضوله المتنامي بأن لا يسترسل بعواطفه في انتقاء الأفلام بناء على النجم السينمائي أو نوع الفيلم، وبدأ بمشاهدة كل الأفلام لأن فيها شيئاً ما يجب أن يتعلمه". ابتدأ كوبريك مهنته كمصور صحفي عام 1946، وسرعان ما أصبح صانع أفلام ولد من روح فوتوغرافية، إن طبيعة التصوير الفوتوغرافي بحد ذاتها من ضوء وعمق وفراغ وتكوين وقياس الواقع الذي تدركه عين المصور تنبض في كل فيلم أخرجه كوبريك، فهو يعتبر "عاشقا للسينما ونصب نفسه مؤرخا سينمائيا يتمتع بمعرفة واسعة وشغف كبير بماضي السينما وحاضرها ومستقبلها، هذا وتظهر دراية كوبريك ومعرفته التقنية والجمالية للفن ومهنة التصوير الفوتوغرافي كوسيط في كل لقطة ومشهد من تاريخ أفلامه السينمائية". ابتدأ مع فيلمين تسجيلين "يوم النزال"، و«القديس الطائر" ثم روائي طويل "الخوف والرغبة"، تلاه "قبلة القاتل" الاحترافي المتميز، وبعده فيلم "القتل" الذي يعتبر من الأفلام الكلاسيكية للجرأة السينمائية التي صبغت أسلوب سرد القصة واتباعها تركيبة غير مترابطة في الأحداث، من أجل إظهار تفاصيل الحالة الدرامية، ولجأ في فيلمه "دروب المجد" للتصوير بالكاميرا المحمولة، فكان العمل بواسطة الكاميرا السينمائية امتداداً لخلفيته في التصوير الصحفي مما أضفى عنصر الواقع التسجيلي على أفلامه القصصية. وعام 1960 قدم فيلمه الملحمي "سبارتاكوس"، عن قصة تمرد العبيد في روما، في العام 73 ق. م، سبارتاكوس الذي لعب دوره (كيرك دوجلاس) يبدأ رحلته من منجم في ليبيا، حيت كان ضمن من اشتراهم صاحب المنجم (بيتر أوستينوف)، ويرصد الفيلم قصة حبه، وتمرده وعودته للأسر مرة أخرى، وقد حصد أربع جوائز أوسكارية، وتلاه فيلمه الجريء الذي عانى مشاكل مع الرقابة "لوليتا" عن الرواية الشهيرة لنابوكوف وقد دخل فيه عالم الكوميديا السوداء، وقدم عام 1964 فيلمه "الدكتور سترينجلاف" عن الحرب النووية. ثم فيلم "2001 : اوديسة الفضاء" الذي يعد ملحمة خيال علمي، يقدمها كوبريك بأناة ودقة ينتجها ويخرجها ويكتب السيناريو لها ليضمن مفاتيح اللعب كلها لكن ما يقوله في النهاية -بوضوح- هو أن الإنسان سيشب يوما عن طوق الآلة أو ربما ينسحب فيما وراءها بواسطة وعي- قوي- كوني- ليعود سيرته الأولى طفلا، ويتبعه بفيلمه الشهير "البرتقالة الالية" الذي قال عنه بونويل: "هو فيلمي المفضل، كنت من المعارضين لهذا الفيلم ولكن بعد أن شاهدته أدركت بأنه الوحيد الذي يعبر عن العالم الحقيقي المعاصر الذي نعيش فيه". وبعد 4 أيام من فحصه النسخة النهائية لآخر أفلامه "عيون مغلقة على اتساعها" بطولة توم كروز، ونيكول كيدمان، توفي في 7 مارس 1999 بأزمة قلبية أثناء نومه. يحتضن قصر الثقافة والفنون لمدينة سكيكدة منذ يوم الثلاثاء، فعاليات الأيام الوطنية للسينما المحترفة بحضور ألمع الوجوه السينمائية الجزائرية؛ من مخرجين وممثلين إضافة إلى جمع غفير من عشاق الفن السابع، الذين سيكونون وعلى مدار أسبوع كامل، على موعد مع عدد من الأفلام الجزائرية كفيلم "أرخبيل الرمال" للمخرج الغوثي بن ددوش، والذي يُعرض لأول مرة، وفيلم "الرفض" لمحمد بوعماري، و«مال وطني" للمخرجة فاطمة بلحاج، و«زهرة اللوتس" لعمّار العسكري، و«دوار النساء" لمحمد شويخ و«الجارة" لغوثي بن ددوش. وتميزت مراسيم افتتاح التظاهرة الفنية التي يأمل من خلالها عشاق الفن السابع بسكيكدة أن تصير تقليدا، بتقديم عرض لشريط وثائقي يتطرق لتاريخ السينما الجزائرية، قام بإخراجه المخرج عمار رابية، ثم بعدها تم عرض فيلم "أرخبيل الرمال" عن سيناريو لمراد بوربون وإخراج غوثي بن ددوش. وقد تم برمجة نقاشات مع بعض المخرجين كعمار العسكري وغوثي بن ددوش وأبطال بعض الأفلام المعروضة، كآمال حيمر وبهية راشدي. كما تتخلل هذه الأيام تنظيم مائدة مستديرة حول وضعية السينما الجزائرية آفاق ومستقبل وكذا السينما في ظل العولمة. وبموازاة ذلك، فقد احتضن بهو قصر الثقافة والفنون لسكيكدة، معرضا خاصا بالصور والملصقات التي تلخّص مسيرة خمسين سنة من حياة السينما الجزائرية الوطنية. اختتمت البارحة التظاهرة الفنية للأيام السنيمائية التي دامت أربعة أيام وهذا بمقر سنيماتك "جمال الدين شندرلي والتي جمعت أهل الفن والجمهور المهتم بالإبداع من خلال معالجة قضايا الساعة في مجالات اجتماعية شتى وهذا عن طريق تجارب واقعية خصوصا ما تعلق بمواضيع الهجرة السرية والمنفى و(الحرقة). وقد استهلت الأيام السينمائية في طبعتها الأولى التي حملت شعار "جراح الاقتلاع لمقاربات السينما للمنفى والهجرة" افتتاحيتها بفيلم "حراقة بلوز" للمنتجة أمينة حداد والذي شاركت فيه نخبة من الممثلين منهم حسان بن زيراري وكريم حمزاوي، وحضر العرض كاتب هذا العمل الفني لطفي عطار، ويشارك الفيلم في المسابقة الرسمية للمهرجان سينما وهجرة الذي تجري أدواره في مدينة أوتراشت بهولندا منذ ال27 فبراير المنصرم وسيتم عرضه بحضور المخرج والممثلة القديرة بهية راشدي وعرضت أفلام تقارب الواقع الجزائري على غرار "غدا الجزائر" للمخرج أمين سيدي بومدين و«حراقة بلوز" وفيلم العودة لبن عمر بختي ومركب سكان لشفيق علال وكذا فيلم النافذة لأنيس جعاد وأفلام أخرى أجنبية من أوربا وأمريكا اللاتينية أمثال "بيوتفل لمخرجه "أليخاندرو غونزاليز" إسباني مكسيكي وأيضا فيلم فرنسي "غير شرعي" لأوليفي ماسي دوباس وفيلم سويسري "رحلة طيران" من اقتباس لفارنوند ميلغارس. وتروي جميعها قصصا مستوحاة من عمق ما يجري بواقعنا وما ارتبط بالهجرة غير الشرعية البعبع الذي يطارد العائلات في تخلي الأبناء عن أرض الوطن وبناء حلم تكسره الأمواج. وللعلم فإن دار الثقافة احتضنت ورشات "ماستر كلاس" صبيحة كل يوم والتي تدخل في الأيام السينمائية. بدأت دور العرض اليابانية هذا الأسبوع في عرض فيلم leji، الذي يتناول كارثة محطة فوكوشيما النووية. ويتناول الفيلم الذي يعني "الطريق للمنزل" وأخرجه ناو كوبوتا، قصة أسرة مزارعين مجبرة على العيش في منازل للاجئين جراء زلزال 11 مارس 2011 وموجات تسونامي التي تبعته وتسببت في حادث فوكوشيما. وتنتظر الأسرة بفارغ الصبر تصريح الحكومة بالعودة إلى أراضيها التي تلوثت بالإشعاعات، لكن يقرر الشقيقان اللذان يقودان العائلة، تجاوز القيود التي تفرضها السلطات والعبور إلى البلدات المتضررة لاستعادة الحقول التي عملت بها أسرتهما على مر الأجيال. وتم تصوير الفيلم، الذي عرض في الدورة السابقة لمهرجان برلين السينمائي الدولي، في مناطق محظورة، يمكن دخولها ولكن لا يمكن المبيت بها، داخل بلدات قريبة من محطة "فوكوشيما دايتشي" النووية. وعلى الرغم من أن مخرج الفيلم أوضح في مهرجان برلين أن العمل لا يسعى إلى انتقاد استخدام الطاقة الذرية، لكن وسائل إعلام يابانية اعتبرته عملا مناهضا للطاقة النووية بسبب الرسالة التي ينقلها حول عواقب حادث فوكوشيما. ذكر موقع "ذا راب" السينمائي أن المخرج دارين أرنوفسكي "غير سعيد" بسبب بعض التعديلات التي أجرتها شركة "بارمونت" على فيلمه الجديد Noah دون علمه. الفيلم يتناول قصة نبي الله "نوح"، مقتبساً الحكاية من القصة التوراتية الشهيرة، وبنائه سفينة من أجل إنقاذ البشرية، ويقوم ببطولته الممثل راسل كرو. وأشار الاستوديو في بيانٍ رسمي إلى أنه، بناء على محاورات مع جهات دينية، تمت إضافة لوحة سوداء في الفيلم لتقول إنه "مستلهم من قصة نوح". وأضاف أن "الاستوديو مقتنع بأن ما جاء في الفيلم هو جوهر القصة، والقيم، وسلامة كل شيء فيها، ولكن في النهاية يمكن العثور على النص الأساسي في سفر التكوين". يذكر أن الفيلم سيفتتح في دور السينما يوم 28 مارس. ذكر موقع "فاريتي" السينمائي أن الكاتب بيلي راي، الذي رشح للأوسكار مؤخراً عن سيناريو فيلم Captain Phillips بدأ في كتابة سيناريو جديد عن قصة حقيقية أيضاً، ومن المقرر أن يقوم ببطولته الممثلان ليوناردو دي كابريو وجوناه هيل. الفيلم سيحمل اسم The Ballad of Richard Jewell، وسيكون مقتبساً عن مقال كتبته "ماري برينر" عن رجل أمن في أوليمبياد أطلانطا عام 1996، قام باكتشاف قنبلة، وساعد على نجاة الكثير من المارة، قبل أن توجه له تهمة الإرهاب. وسيجسد "دي كابريو" دور رجل الأمن، في اجتماعه الثاني مع "هيل"، بعد مشاركتهما معا في فيلم مارتن سكورسيزي The Wolf of Wall Street في العام الماضي، والذي نال كلاهما ترشيحاً للأوسكار عنه. يذكر أن "دي كابريو" لن يكتفي ببطولة الفيلم ولكن سيقوم أيضاً بإنتاجه، بالمشاركة مع جينفر دافيسون وكيفن ميشر، ومن المرجح أن يعرض في دور السينما أواخر عام 2015.