تأسف رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير، الخميس، على الوضع في ليبيا، الذي وصفه ب"الفوضى التي تزعزع استقرار كل من يحيط بها، باستثناء الجزائر"، حسبما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية، أول أمس. وأوضح بلير، خلال محاضرة حول مخاطر الإسلام المتطرف، بعنوان "لماذا يعتبر الشرق الأوسط مهما؟"، أن الجزائر من المفروض أن تكون في منأى عن "الاضطرابات" الناتجة عن أحداث "الربيع العربي"، وذلك "انطلاقا من كونها عرفت نزاعا، بسبب الإسلام المتطرف، تسبب في وفاة آلاف الأشخاص". واعتبر ممثل الرباعية الدولية لعملية السلام في الشرق الأوسط "الإسلام المتطرف" بأنه "أكبر تهديد في بداية القرن الحادي والعشرين"، مؤكدا أن "التفسير المتطرف والسياسي للإسلام، والذي يشوه الوجه الحقيقي لهذا الدين، هو السبب الأصلي للعنف الإسلاموي". هذا ويعتقد رئيس الوزراء البريطاني السابق عن حزب العمال أن "الحركات الممثلة للإسلام المتطرف تتعارض مع الديمقراطية التي تقوم على الحوار، احترام الرأي الآخر والتداول على السلطة"، وأن الإسلام المتطرف "يتناقض مع العالم المعاصر القائم على التبادل، التعددية والتواصل". وقال توني بلير أنه كان بالإمكان "إيجاد رد دولي على الإسلام المتطرف، لأن الأقطاب الثلاثة الأساسية للنظام الدولي، المتمثلة في الغرب، روسيا والصين، مهددين حسبه- بهذه الظاهرة"، داعيا إلى العمل على المدى البعيد وبالتنسيق مع البلدان الإسلامية من أجل "الإصلاح المعمق لبرامج التعليم في هذه البلدان، مع إعطاء مكانة أكبر لحقوق الإنسان والانفتاح على الآخرين".