أدان الرئيس الفلسطيني محمود عباس المحرقة النازية، ووصفها بأنها "أبشع جريمة" عرفتها البشرية في العصر الحديث. جاء ذلك خلال لقاء عباس مع الحاخام الأميركي مارك شنايران ورداً على سؤال حول ذكرى المحرقة. وقال الرئيس الفلسطيني إن ما حدث لليهود في الهولوكوست هو "أبشع جريمة" عرفتها البشرية في العصر الحديث، معربا عن "تعاطفه مع عائلات الضحايا والعديد من الأبرياء الآخرين الذين سقطوا على أيدي النازيين". ووصف المحرقة بأنها "ترجمة لمفهوم العنصرية على أساس عرقي، وهو ما نرفضه ونناضل ضده". وقال على العالم أن يتجند بكل إمكانياته لمحاربة العنصرية والظلم وانعدام العدل في العالم لإنصاف المظلومين والمقهورين أينما كانوا، والشعب الفلسطيني الذي ما زال مظلوما ومقهورا ومحروما من الحرية والسلام هو أول من يطالب برفع الظلم والعنصرية عن أي شعب يتعرض لمثل هذه الجرائم. وانتهز عباس الفرصة للحديث عن عملية السلام المتعثرة، وقال "بمناسبة ذكرى المحرقة الأليمة، ندعو الحكومة الإسرائيلية لانتهاز هذه الفرصة السانحة لصنع السلام العادل والشامل على أساس حل الدولتين، فلسطين وإسرائيل تعيشان جنباً إلى جنب في أمن وسلام". "إسرائيل اتهمت الرئيس الفلسطيني بإطلاق "رصاصة الرحمة" على عملية السلام لأنه رفض الاعتراف بها كدولة يهودية، واشترط وقفا كاملا للاستيطان والإفراج عن الأسرى لتمديد المفاوضات. وتأتي تصريحات عباس في وقت علق فيه الجانب الإسرائيلي مفاوضات السلام التي تم تحريكها بمساع أميركية في يوليو/تموز 2013، بعد اتفاق المصالحة بين حركتي التحرير الفلسطيني (فتح) والمقاومة الإسلامية (حماس) الأربعاء. وقالت الحكومة الإسرائيلية -في بيان تعليقا على الخطاب الذي ألقاه عباس السبت أمام المجلس المركزي لمنظمة التحرير الفلسطينية برام الله- إن "أبا مازن أعاد تكرار الشروط ذاتها مع معرفته بأن إسرائيل لن تقبلها". وأضاف البيان أنه بذلك "وجه رصاصة الرحمة إلى عملية السلام" المجمدة بسبب الخلافات القائمة بين الفلسطينيين والإسرائيليين على جملة من القضايا بينها الإفراج عن الدفعة الرابعة من الأسرى والاستيطان، واستئناف المفاوضات. يشار إلى أن المفاوضات استؤنفت نهاية يوليو/تموز الماضي بواشنطن، واتفق الطرفان حينها على التفاوض لمدة تسعة أشهر من أجل التوصل إلى اتفاق سلام بنهاية أبريل/نيسان الحالي، وهو ما لم يتحقق. واتهمت الحكومة الإسرائيلية في البيان ذاته الرئيس الفلسطيني بإقامة تحالف مع حركة حماس التي وصفها البيان بأنها "منظمة إرهابية دموية تدعو إلى تدمير إسرائيل". وكان البيان يشير إلى الاتفاق الذي أبرمته حركتا حماس وفتح الأربعاء الماضي في غزة والقاضي بتشكيل حكومة محايدة خلال خمسة أسابيع، وإجراء انتخابات عامة في ستة أشهر.