لم أعد أذكر لما قررت البحث في سيرة الكاتب الجزائري المميز كاتب ياسين؟ ربما لإرضاء فضول شخصي؟ لا أدري تحديدا دوافعي الأولى للقيام بذلك البحث وأنا طالبة في معهد الترجمة بجامعة الجزائر. كل ما أذكره، أنه عند قراءتي للمرة الأولى لهذا النص، أصبت بذهول ثم وجدت نفسي أمام ما يشبه فراغ ذهني، ومشاعر أخرى تملكتني لم أحسن تحديدها لحد الساعة. سحبتني القصيدة في دوامة الكلمات والمعاني، أخذني نص كاتب ياسين إلى قناعة أكيدة: أني وقعت في بداية قصة حب منذ القراءة الأولى، وبدون مبالغة أسمح لنفسي بالقول إن نظراتي الأولى للنص أعلنت حكاية عشق وهوس بتفاصيل أثارتني كقارئة ولجت عالمه فضولا. أعمال كاتب ياسين تحفة فنية خالدة، وعبقرية فذة لا نختلف فيها، وعلى الرغم من انتقادات البعض والجدل الذي أثير حوله، سيبقى قلم كاتب خلطة سحرية للشاعر الذي كان روائيا، صحفيا ومناضلا من أجل استقلال الجزائر: موضوعه المفضل، والذي ظل راسخا في قلب كتاباته. «جميلتي، النائم فيك عطر ساحر" هو ترجمة لنص شعري لكاتب ياسين، ترجمة قد لا يراها البعض ترقى لمستوى أدب صاحب "نجمة"، لكنها محاولة يبررها الصدق والحماس الذي تملكني ساعتها. واليوم أردت أن أشرك معي أكبر قدر من قراء "الجزائر نيوز"، أتقاسم معهم جمال المعاني والصور التي نقلها إلي النص.. مشاهد شعرية سحرتني، فلم أتمالك نفسي ورحت أنشرها من حولي. كاتب ياسين ينقل مشاعر التعاسة والغياب بين طيات شعره الحالم الساحر، لتتفسخ وتنحل، لتصبح بذلك قصة المغامرة الإنسانية، كي تلفظ إلى السطح عذاب، ولع وجمال وكذلك إنسان وأرض: الجزائر، وأي بقعة أخرى من المعمورة حيث ينسلخ النص من الخطف الغرامي الفردي، وينصهر في بوتقة التمجيد للحب الحرية والإنسان.