نظم المجلس الأعلى للغة العربية أمس ندوة فكرية بمناسبة أربعينية الشاعر السوري سليمان العيسى (1921-2013) تكريما لوقوفه إلى جانب الثورة الجزائرية وكذا للخدمة التي قدمها للغة العربية. وقد حضر هذه الندوة التي جرت بمتحف المجاهد برياض الفتح (الجزائر العاصمة) الوزير الأول عبد المالك سلال وأعضاء من الحكومة وعدد من المفكرين والشعراء وعائلة الفقيد. وقال رئيس المجلس الأعلى للغة العربية عز الدين ميهوبي خلال كلمة ألقاها بالمناسبة أن الراحل سليمان العيسى نازعنا في حب الجزائر فنازعناه في حب شعره وتقاسمنا معه رغيفا عجنته أيدي ملايين الشهداء.وطالب ميهوبي المسؤولين بإطلاق اسمه على مدرسة أو مرفق ثقافي عرفانا لما قدمه للجزائر وأبنائها. و أضاف نجله معن العيسى الذي حضر أربعينية والده بالجزائر أن الجزائر سكنت في بيته ومساره، حملها له والده من خلال أشعاره و، وقال أن والده لم يتوقف عند هذا بل اهتم بأدب الجزائر وترجم مع زوجته الدكتورة ملكة الأبيض بعض أعمال مالك حداد وكاتب ياسين إلى العربية. وصرحت وزيرة الثقافة خليدة تومي أنها كجزائرية من الجدير بها استحضار كل من وقفوا معنا وانصهروا في بوتقة واحدة من أجل حرية وخدمة الثقافة . يذكر أن سليمان العيسى الذي ولد سنة 1921 بالنعيرية في أنطاكية (سوريا) قد تلقى تعليمه وثقافته الأولى على يد أبيه أحمد العيسى في القرية فحفظ القرآن والمعلقات وديوان المتنبي وآلاف الأبيات من الشعر العربي. و شارك بقصائده القومية في المظاهرات والنضال القومي ضد الانتداب الفرنسي على سوريا وهو في الصف الخامس والسادس الابتدائي ليواصل دراسته الثانوية في حماة واللاذقية ودمشق. بالنسبة لمساره المهني فقد اشتغل الفقيد مدرسا بدار المعلمين ببغداد وفي مدارس حلب وموجها أول للغة العربية في وزارة التربية السورية. كما فاز الفقيد الذي كان من مؤسسي اتحاد الكتاب العرب سنة 1969 بالعديد من الجوائز. شارك العيسى برفقة زوجته الدكتورة ملكة أبيض في ترجمة عدد من كتب الأدب أهمها آثار الكتاب الجزائريين الذين كتبوا بالفرنسية إلى جانب مساهمته في ترجمة قصص ومسرحيات من روائع الأدب العالمي للأطفال. وفي سنة 1990 انتخب المرحوم عضوا في مجمع اللغة العربية بدمشق وتحصل سنة 2000 على جائزة الإبداع الشعري قبل أن ينتقل إلى جوار ربه يوم 9 أوت 2013 عن عمر يناهز ال92 سنة.