شدد المشاركون أمس الأربعاء في أشغال الملتقى الوطني المنظم بجامعة تلمسان حول "التهريب وآثاره على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الجزائري" على خطورة هذه الظاهرة على أمن وإقتصاديات الدول. وذكر متدخلون أن هذه الظاهرة أخذت تتطور مع التقدم التكنولوجي الذي يعرفه العالم وتتأقلم مع جميع الظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل دولة، الشيء الذي جعل التهريب من أكثر الجرائم تهديدا للاقتصاد وتأثيرا بالسلب على منحنى النمو. وأشاروا إلى أن تهريب الوقود والسلع المدعمة والبضائع نحو الدول المجاورة يعمل على إضعاف القدرة الشرائية للمواطنين الجزائريين. وقدم المقدم قريش بوزيان رئيس قسم الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني محاضرة حول ظاهرة التهريب في الجزائر وأساليب الوقاية والمكافحة مبرزا الأسباب التي تغذي هذه الظاهرة كالموقع وطول الشريط الحدودي وشساعة المساحة وعدم اكتراث المجتمع وضعف الحس المدني. وتطرق المحاضر إلى العلاقة بين التهريب والفساد كغسل الأموال ومخالفة تنظيم الصرف والتسبب في جرائم الرشوة. كما أبرز دور الدرك الوطني في التصدي للظاهرة بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية والمجهودات التي تبذل في الميدان مثل مراجعة مستمرة لخطط العمل من أجل تكييف وسائل المكافحة مع التخطيطات المتطورة للمهربين وإحباطها وتجنيد الوسائل البشرية والمادية الكافية وعصرنتها. وأبرز القائد الجهوي للدرك الوطني للغرب العميد الطاهر عثماني مدى اتساع رقعة الظاهرة على المستوى الوطني، مشيرا إلى تهريب الوقود والكيف المعالج. وقد بلغت كمية الوقود المحجوزة خلال الأربعة أشهر الأولى للعام الجاري 716.338 لتر، في حين قدرت العام الماضي ب 1.488.511 لتر. وبالنسبة للكيف المعالج، فقد تم حجز في السنة المنصرمة 211 طن "أي بارتفاع يقدر ب 34 بالمائة مقارنة ب2012" وفق نفس المسؤول. وأضاف المتحدث أن التهريب "يمس جميع المجالات كالأسلحة والذخيرة والزنك والمواشي والمواد الغذائية والأدوية ولا يستثنى أي مجال من هذا المشكل تقريبا". وتنظم هذا الملتقى جامعة تلمسان بالتعاون مع القيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني بوهران بحضور أساتذة جامعيين وممثلي الأسلاك الأمنية بهدف تسليط الضوء بطريقة أكاديمية على ظاهرة التهريب وطرح سبل الوقاية من اتساع انتشارها ومكافحتها على كل الجبهات وفق المنظمين. وتدور الأشغال التي تدوم يومين حول عدة مواضيع منها "مفاهيم علمية حول ظاهرة التهريب" و"مخاطر التهريب وآثاره" و"طرق مكافحة التهريب" عن طريق تضافر الجهود بين كل الأسلاك الأمنية بمساعدة المجتمع المدني.