شدد المشاركون اليوم الأربعاء في أشغال الملتقى الوطني المنظم بجامعة تلمسان حول "التهريب وآثاره على الوضع الاجتماعي والاقتصادي للمجتمع الجزائري" على خطورة هذه الظاهرة على أمن وإقتصاديات الدول. وذكر متدخلون أن هذه الظاهرة أخذت تتطور مع التقدم التكنولوجي الذي يعرفه العالم وتتأقلم مع جميع الظروف الاقتصادية والاجتماعية لكل دولة الشيء الذي جعل التهريب من أكثر الجرائم تهديدا للاقتصاد وتأثيرا سلبيا على منحنى النمو. وأشاروا أن تهريب الوقود والسلع المدعمة والبضائع نحو الدول المجاورة يعمل على إضعاف القدرة الشرائية للمواطنين الجزائريين. وقدم المقدم قريش بوزيان رئيس قسم الشرطة القضائية بقيادة الدرك الوطني محاضرة حول ظاهرة التهريب في الجزائر وأساليب الوقاية والمكافحة مبرزا الأسباب التي تغذي هذه الظاهرة كالموقع وطول الشريط الحدودي وشساعة المساحة وعدم اكتراث المجتمع وضعف الحس المدني. وتطرق المحاضر إلى العلاقة بين التهريب والفساد كغسل الأموال ومخالفة تنظيم الصرف والتسبب في جرائم الرشوة. كما أبرز دورالدرك الوطني في التصدي للظاهرة بالتعاون مع مختلف الجهات المعنية والمجهودات التي تبذل في الميدان مثل مراجعة مستمرة لخطط العمل من أجل تكييف وسائل المكافحة مع التخطيطات المتطورة للمهربين وإحباطها و تجنيد الوسائل البشرية والمادية الكافية وعصرنتها. وتنظم هذا الملتقى جامعة تلمسان بالتعاون مع القيادة الجهوية الثانية للدرك الوطني بوهران بحضور أساتذة جامعيين وممثلي الأسلاك الأمنية بهدف تسليط الضوء بطريقة أكاديمية على ظاهرة التهريب وطرح سبل الوقاية من اتساع انتشارها ومكافحتها على كل الجبهات وفق المنظمين. وتدور الأشغال التي تدوم يومين حول عدة مواضيع منها "مفاهيم علمية حول ظاهرة التهريب" و"مخاطر التهريب وآثاره" و"طرق مكافحة التهريب" عن طريق تضافر الجهود بين كل الأسلاك الأمنية بمساعدة المجتمع المدني. وترأس افتتاحية الأشغال العميد طاهر عثماني القائد الجهوي للدرك الوطني بوهران بحضور والي تلمسان السيد ساسي أحمد عبد الحفيظ ورئيس الجامعة الأستاذ نور الدين غوالي. وينتظم بالمناسبة معرض للصور والوثائق حول ظاهرة التهريب مدعمة بالأرقام حول مختلف السلع والبضائع المحجوزة خلال السنوات القليلة الأخيرة من طرف الدرك الوطني.