قال بوعلام لاروم المدرب الفني السابق للمنتخبات الوطنية، أمس، بأن تأهل الفريق الوطني إلى الدور الثاني على حساب منتخب روسيا، مضمون في حالة ما إذا لعب بنفس الخطة التي لعب بها ضد كوريا الجنوبية. مؤكدا بأن مقابلة اليوم مباراة للاعبين لأنها قضية إرادة وعزيمة وعليهم صنع الفارق لصالحهم بلعب ورقة الهجوم والدفاع في الوقت ذاته بطريقة نظامية مدروسة. الفريق الجزائري بصراحة اظهر وجهين مختلفين تماما إذا تم مقارنة المباراة الأولى التي لعبها ضد منتخب بلجيكا والثانية أمام كوريا الجنوبية من حيث المستوى والمردودية، أين هناك فارق شاسع. حيث أن التغييرات التي كانت ضرورية طبقت من طرف الناخب الوطني وسجلت نجاحا من جميع الجوانب وخير دليل على ذلك هي النتيجة المسجلة في اللقاء بأربعة اهداف كاملة، وبطبيعة الحال هي التغييرات التي كان الجميع يطالب بها وحتى الجمهور من أجل تدارك الأخطاء المسجلة في المباراة الأولى المترتبة عن الخطة الدفاعية المعتمدة. وهو فعلا الأمر الذي لوحظ في مقابلة كوريا الجنوبية، أين كانت استراتيجية اللعب مبنية على ثنائية توافقية بين الهجوم والدفاع في الوقت ذاته وهي المعايير التي تستلزمها حاليا الكرة العالمية الحديثة التي تفرض لعب ورقة الهجوم والدفاع معا شرط أن يكون ذلك وفق طرق حضارية، وأظن بأنه يبقى فقط على اللاعبين الاعتماد على نفس الخطة في مباراة اليوم التي سيلعبونها ضد المنتخب الروسي لأن الإرادة والعزيمة فعلا متوفرة لديهم وكان ذلك جليا للجميع في المباراة الأخيرة ضد منتخب كوريا الجنوبية ونحن ننتظر منهم الكثير في مباراة اليوم. مباراة اليوم ستكون صعبة بالنسبة للمنتخب الوطني، فعلى اللاعبين التيقن بالأمر مسبقا لأن الفريق الروسي أخذ كل الحذر الكافي لمجابهة الفريق الجزائري، لكن يبقى الشيء الإيجابي الذي قد يستغل لصالح منتخبنا هو أن الفريق الروسي يهاجم مائة بالمائة وهو العكس المسجل لدى الفريق الجزائري الذي يهاجم ويدافع في الوقت نفسه شرط أن يكون الدفاع بطريقة نظامية ومدروسة وعدم تضييع الكرة بالسرعة من أجل إعطاء وقت كاف للاعبي الخط الخلفي لاسترجاع النفس اللازم لمواصلة 90 دقيقة بكامل لياقاتهم البدينة بعيدا عن عامل الإرهاق البدني إلى جانب ضرورة لعب الهجوم والاستحواذ كثيرا على الكرة وعدم السماح للفريق الخصم بصنع اللعب وخلق مسافات اللعب خصوصا بالقرب من منطقة مرمى منتخبنا، وأعتقد بأن اللاعبين بإمكانهم تجاوز عقبة المنتخب الروسي بنجاح شرط أن يقدموا مباراة كبيرة وكرة ذات مستوى عالٍ ومن ثم سيكون التأهل مضمونا خصوصا في حالة ما إذا لعبوا وبالتقريب بنفس الطريقة والعزيمة التي تحلوا بها في مباراة كوريا الجنوبية مع تفادي الأخطاء التكتيكية، إذ أن أي خطأ صغير قد يكلف المنتخب الوطني غاليا. الاعتماد على خطة دفاعية من طرف المدرب الوطني في مباراة اليوم اعتقادا منه بأن نتيجة التعادل ستكون كافية لنيل تأشيرة المرور إلى الدور الثاني، ستكون بمثابة خطأ كبير قد تكون نتائجه وخيمة بالإقصاء من منافسة كأس العالم. فالمنتخب الروسي معروف به بأن يغامر كثيرا في الهجوم وإذا ترك له لاعبونا فرصة فعل ذلك بالتمركز في الخط الخلفي ومنح مبادرة صنع اللعب لوحده سيجل علينا بطبيعة الحال وهو منطق كرة القدم، حيث أن الفريق إذا لم يهاجم ويسجل أهدافا سيتلقى أهدافا وهذا لا مفر منه. ومن الضروري لرفقاء سليماني الصعود وعدم العودة إلى الخلف اذا أرادوا فعلا ربح نقاط المباراة. التشكيلة المتوقعة لمباراة اليوم هي نفسها التي لعب لقاء كوريا الجنوبية واستبعد أن تكون هناك تغييرات فيها، لأن التشكيلة التي لعبت اللقاء الثاني في اعتقادي هي مثالية بحكم ان التغييرات التي أجريت بعد مباراة بلجيكا أتت بثمارها بحكم أن من أصل 5 لاعبين الذي اقحموا ثلاثة منهم سجلوا في شباك مرمى الخصم وهو أمر إيجابي وعلى المدرب الدخول بنفس التشكيلة دون إجراء أي تغيير ما دام أن اللاعبين حضروا جيدا للمباراة من الناحية النفسية والبدينة لكن يبقى شيء واحد بودي ان أشير إليه هو ضرورة عدم مطالبة من اللعب جابو الرجوع كثيرا إلى الخلف لأن هناك لاعبين من أسندت إليهم مهمة الدفاع وذلك من أجل تفادي عامل الإرهاق الذي كان باديا عليه في مباراة كوريا الجنوبية، حيث لم تعطى له فرصة استرجاع أنفاسه من أجل مواصلة ال 90 دقيقة كاملة لذا لاحظنا تراجع مستواه في الشوط الثاني من عمر المباراة. لا أظن بأن الفوز الأخير الذي حققه المنتخب الوطني أمام كوريا الجنوبية سيكون بمثابة حافز نفسي مهم في مباراة اليوم لأن منافسة كأس العالم ذات المستوي العالي لا تأخذ بعين الاعتبار هذه التفاصيل، وأجزم بأن لا دخل للعامل النفسي في مباراة اليوم لأن كل فريق سواء الجزائري او الروسي سيدخل وفي ذهنه تحقيق هدف واحد هو التأهل إلى الدور الثاني وكل طرف يعرف جيدا بأن ذلك يكمن في لعب 90 دقيقة أي حسن تسيير مباراة اليوم. وأقول بأن مقابلة اليوم هي مباراة للاعبين لأنها قضية إرادة وعزيمة كما أؤكد بأن التأهل مضمون إذا توفر هذان الشرطان.