أخيرا، أفرجت وزارة الصحة والسكان عن اللقاح المضاد لأنفلونزا ''أ/أش1أن,''1 حيث كان وزير الصحة السعيد بركات، أول جزائري يتم تلقيحه مساء أمس بمقر الوزارة وسط حضور إعلامي كبير، لتكون الجزائر البلد ال31 الذي يستعمل هذا النوع من اللقاح الذي يدعى ''أريبانريكس''· والمستورد من المخبر العالمي ''جي·أس·كا''· تحولت قاعة الاجتماعات بمقر وزارة الصحة والسكان أمس، إلى ما يشبه العيادة المتعددة الخدمات، تنبعث منها روائح الأدوية التي غالبا ما نستنشقها في هذه العيادات، وخيل لنا ونحن نقوم بتغطية هذا الحدث الذي يميز نهاية العام في الجزائر، وكأننا أمام طوابير المواطنين بالمصحات المختلفة التي تفتقد إلى الدواء أو تلك المستقبلة لحالات وبائية ما·.. في حدود الثالثة، دخل وزير الصحة والسكان، السعيد بركات، إلى قاعة الاجتماعات وسط صعوبة كبير لبلوغ مكان تلقي اللقاح، ثم قام بغسل يديه بمحلول مضاد للفيروسات بمدخل القاعة، وبابتسامة عريضة، وصل الوزير إلى المكان المخصص للقاح، الذي يشرف عليه طاقم طبي استقدم من المركز الاستشفائي بباب الوادي، الذي شرع في إجراء فحص طبي له، للتأكد من ضغطه ونبضات قلبه، ثم شرع أفراد من شبه الطبي في تحضير اللقاح الذي مر بثلاثة مراحل وأمام أنوار عدسات الكاميرات الكثيفة، تلقى وزير الصحة والسكان السعيد بركات أول جرعة اللقاحات المضادة لأنفلونزا الخنازير، لينال الوزير حظه من التصفيق من الحاضرين الممثلين للقطاع الصحي، وكذا موظفي الوزارة· وكان الأمين العام لوزارة الصحة، السيد شاكو، ثاني الجزائريين الذي تم تلقيحهم بلقاح ''أريبانريكس''، هذا الأخير الذي أثيرت حوله الشكوك بسحب تفويض الإمضاء منه، لم يفارق الوزير ولو لحظة وذلك منذ دخوله قاعات الاجتماعات، ثم يقوم بتسلم الوصفة الخاصة بتلقيح الوزير من أعوان الطاقم الطبي ويوقع عليها بدل وزير الصحة، وهي لفتة تريد أن تزيل ما تم تداوله عن سحب صلاحية التوقيع منه· وكان مدير عام فرع الجزائر لمخبر ''جي·أس·كا''، المورد للقاح ثالث شخص يتم تلقيحه ثم بعد ذلك ثم مدير المخبر الوطني لمراقبة المنتوجات الصيدلاني، الذي أفرج أمس عن اللقاح بمنحه شهادة المطابقة للقاح· وقبل ذلك أعلنت وزارة الصحة والسكان عن انطلاق الحملة الوطنية للتلقيح ضد الأنفلونزا ''أ/أش1أن''1 بداية من اليوم، وستتم الحملة الوطنية، كما سبق وأن أعلن عنها عبر ست مراحل، وتعني المرحلة الأولى التي ستنطلق يوم الأربعاء 30 ديسمبر ,2009 مختلف أسلاك الصحة للقطاعات العمومية، شبه عمومي والخاص·. أما المرحلة الثانية التي تعني النساء الحوامل، فتنطلق يوم 06 جانفي 2010,· والمرحلة الثالثة، القطاعات الحساسة الإستراتيجية، والرابعة ذوي الأمراض المزمنة، والخامسة فئة السكان الذين تتراوح أعمارهم بين 06 أشهر و24 سنة والسادسة أقارب الرضع أقل من 06 أشهر· وتوضح وزارة الصحة في هذا المجال، أن الكمية المتوفرة حاليا من اللقاح تغطي حاجيات تلقيح الفئات المعنية بالمرحلتين الأولى والثانية وتسمح بالبدء في تلقيح الفئات المعنية بالمرحلة الثالثة· كما تعلم وزارة والسكان وإصلاح المستشفيات، أنه وبعد إجراء عمليات مراقبة الحصص المستلمة من اللقاح ضد أنفلونزا ''أ/أش1أن,''1 تم إقرار مطابقة هذا اللقاح من طرف المخبر الوطني لمراقبة المواد الصيدلانية، معهد باستور للجزائر والمركز الوطني لعلم التسمم· سعيد بركات في تصريح ل''الجزائر نيوز'': لسنا من يخدع الشعب الجزائري خاصة إذا تعلق الأمر بصحته مباشرة بعد تلقيح وزير الصحة والسكان باللقاح ''أريبانريكس''، اقتربت ''الجزائر نيوز''، منه وطرحت عليه أسئلة تتعلق بصلاحية اللقاح وعن وضعيته الصحية بعد التلقيح، فأكد بأنه في حالة صحية جيدة ويستطيع أن يركض وينافسنا في الركض أيضا· ''بصحتك'' سيدي الوزير، نريد معرفة حقيقة ما تشعرون به حاليا؟ أنا بصحة جيدة ولا توجد أية أعراض لدي توحي بعكس ذلك بعد مرور حوالي نصف ساعة من تلقي اللقاح، وأؤكد لكم أنني أستطيع أن أركض وأدعوك إن شئت لمنافستي ببهو الوزارة· لكن لماذا كل هذا التأخر وما مدى مصداقية اللقاح؟ لقد أثبتت كل التحاليل المخبرية سلامة وصلاحية اللقاح، وأؤكد لكم بأن كل اللقاحات سيتم إخضاعها للتجارب المخبرية، كما أن لقاح ''أريبانريكس'' جرب عبر 30 دولة في العالم وأثبت فعلا نجاعته، ولسنا نحن من يخدع الشعب الجزائري ويتحايل عليه، خاصة في مثل هذه الأمور، لقد استغربت كثيرا الحملة الكبيرة التي استهدفتني في وقت سابق بسبب ما أصطلح عليه اسم أزمة اللقاح، وأنا هنا أنفي كل ما تم ترويجه من قبل، وأوضح أن الأمور كانت تسير بشكل عاد وبهدوء، إلى أن تم الكشف عن نتائج التحليل المخبرية التي أثبتت فعلا نجاعة اللقاح· وهل سيكون اللقاح متوفر لكل الجزائريين؟ بالطبع·· كل الجزائريين سيتم تلقيحهم وقد بلغت كمية اللقاحات التي تم استيرادها إلى يومنا مليون و 310 ألف لقاح، وهي كمية كافية لسد عملية تلقيح المعنيين بالمرحلة الأولى من الحملة الوطنية للتلقيح· وما هي الضمانات التي تقدمونها للشعب الجزائري؟ أؤكد لكم سلامة اللقاح طبعا، وإلا كيف يمكن أن أكون أول الجزائريين الذين يتم تطعيمهم، بالإضافة إلى هذا، تلقينا الضوء الأخضر من منظمة الصحة العالمية حول صلاحية اللقاح، والأيام بيننا لتثبت ذلك. وماذا عن الوضعية الوبائية؟ أعتقد أن الأمور متحكم فيها والوضعية مستقرة حاليا، وبلغة الأرقام، فإن الأمور توحي بتراجع عدد الإصابات مقارنة بفترة زمنية عشناها مؤخرا، ويتوقع أن تتراجع عدد الإصابات بالفيروس شيئا فشيئا خلال الأيام القادمة·