أشاد، المتدخلون في الندوة التي أدارتها ''الجزائر نيوز'' حول ما أضافته شخصية فرانس فانون على المستوى الثقافي إلى المسار الحافل لهذا الرجل، الذي كان طبيبا ومكافحا ومفكرا في نفس الوقت، وأجمع المشاركون على ضرورة الإقتداء به واستثمار أفكاره، من أجل النهوض بمجتمعات العالم الثالث والتمهيد لديمقراطية خالية من التمييز العرقي، وتحدث المتدخلون عما قدمه للجزائر والثورة الجزائرية· عمر أزراج (كاتب): يعتبر فرانس فانون من أوائل المفكرين في العالم الثالث، الذين نادوا بضرورة بناء إنسانية جديدة من أجل الوقوف في وجه لا إنسانية المستعمر، كما يعتبر من بين أهم أعمدة الفكر العالمي الذين تستخدم نظرياتهم ليس، فقط، في الميدان الثقافي، وإنما في الميدان الاجتماعي والإقتصادي والسياسي وعلم النفس· وقد ترك فانون إرثا كبيرا، لكن لم ينظر إليه في الجزائر، بجدية، ولم يدرس في المدارس، وبقي ينظر إليه كمعلم نضالي وليس فكري، ولم يستثمر هذا المنجم الفكري كما استثمره الغرب، وعلى اللقاءات، التي تنظم مستقبلا حول هذه الشخصية، أن تركز على كيفية تجسيد أفكاره من أجل النهضة الاجتماعية، لأنها تساعد في الإنتقال من مجتمعات متخلفة إلى مجتمعات متقدمة أخلاقيا تتمتع بديمقراطية لا تستند على العرق، بل على الطموحات السياسية والاجتماعية، وكان من بين المقاطعين للخطابات السائدة في عصره· سليمان حاشي (مدير المركز الوطني للبحوث التاريخية والأنثروبولوجيا وما قبل التاريخ): فرانس فانون، من بين الشخصيات التي ناضلت في الجزائر، وتركت آثارها وأعمالها في بلادنا، وقد مات جزائريا، وطلب أن يدفن في الجزائر، تاركا وراءه نظريات وأفكار وأعمال قيمة في كل الميادين الثقافية والاجتماعية والسياسية والإنسانية، والنفسية· وقد حارب، فانون، اضطهاد المستعمر الذي كان يعتبره ظاهرة ضد الإنسانية، ووقف إلى جانب جبهة التحرير الوطني وجيش التحرير ضد فرنسا، وبذلك أوصل القضية الجزائرية إلى العالم، ومازلت أفكاره ونظرياته تستعمل، إلى يومنا هذا، في الغرب كونه التزم بالكفاح من أجل الإستقلال· أوليفيي فانون (إبن فرانس فانون): تميز فرانس فانون بجمعه بين ثلاث مستويات في شخصيته الثقافية والسياسية والمهنية، فعلى المستوى الثقافي، كان كاتبا وشاعر ومفكرا، وقد ترك وراءه رصيدا لو يتم استثماره سيساعد في تحسين وضعية مجتمعات العالم الثالث· وعلى المستوى السياسي، كان من بين المكافحين والمناضلين من أجل نصرة القضايا العادلة، فقد وقف في وجه المستعمر واعتبره شكلا من أشكال الإضطهاد والوقوف ضد الإنسانية، ونادى بالديمقراطية، وترك فرنسا من أجل الوقوف في صف جبهة التحرير الوطني في كفاح الجزائر المسلح من أجل الحرية· أما على المستوى المهني، فقد كان طبيبا ومحللا نفسانيا، وقد وقف مع الجزائر جسدا وروحا وفكرا، من أجل قضية التحرر· ميراي فانون (إبنة فرانس فانون): لقد غادرنا فرانس فانون، منذ مدة طويلية، لكن أفكاره وأعماله لا تزال راسخة في الأذهان، وليس فقط هنا في الجزائر، وإنما على المستوى العالمي كذلك· وقد كان فانون من بين المناضلين بأجسادهم وأرواحهم وأفكارهم من أجل نصرة قضايا التحرر، وقد وقف إلى جانب جبهة التحرير الوطني خلال الثورة المسلحة الجزائرية، وكان من بين الذين يعتبرون أن الإستعمار ظاهرة ضد الإنسانية يجب محاربتها، وقد كتب، كثيرا، عن المواضيع المتعلقة بحقوق الانسان، ولطالما اعتبر القضية الجزائرية مثالا حيا للصمود والمقاومة، لتقتدي به الشعوب المستعمرة الأخرى التي كافحت بدورها من أجل التحرر· سامية أنكروما (عضو في البرلمان الفرنسي): فرانس فانون من بين الشخصيات البارزة في العالم الثالث، ومن بين القادة الكبار الذين ناضلوا وكافحوا من أجل نصرة قضايا التحرر، وكان مفكرا وسياسيا في نفس الوقت، وهو واحد من بين واضعي النظريات المثلى للوصول إلى الحرية والديمقراطية، وإلى يومنا هذا، تستعمل نظرياته وأفكاره في العالم بأكمله· وفي بلدي ''غانا'' كنا نقتدي به كشخصية مناضلة ومكافحة ومفكرة، وقد ساعدنا الإقتداء به وبمسيرته النضالية إلى جانب الثورة الجزائرية، في الحصول على الإستقلال، وفي غانا، نعرف، فانون، كقائد ومناضل ضد الإستعمار، وهو من يعتبر الإستعمار ضد الانسان والإنسانية، إلى جانب كونه مفكر وكاتب·