دعا مشاركون في أشغال ندوة عرفان وتقدير للمسار النضالي والكفاحي للمجاهد الراحل محمد الشريف مساعدية أمس بسوق أهراس إلى استحداث مؤسسة يجمع فيها تراث هذه الشخصية الوطنية. وأشار متدخلون ضمن فعاليات هذه الندوة التي احتضنها متحف المجاهد لذات المدينة إلى أن هذا التراث يرمز إلى المسيرة الطويلة لهذه الشخصية عبر السنين من أجل تحرير الجزائر فضلا عن إقامة ندوات بمشاركة مفكرين وذوي الاختصاص من مجاهدين ووطنيين وسياسيين يتم خلالها دراسة خبرة هذا المجاهد الراحل في النضال وبالأخص مسيرته الحزبية و مسيرته في تسيير المنظمات الجماهيرية. واعتبر في هذا السياق إبراهيم محرزي مدير ديوان رئيس مجلس الأمة سابقا (أي في عهد رئاسة الراحل له) أن المجاهد محمد الشريف مساعدية يعد ''بحق بمثابة الأب الروحي للكثير من الإطارات الجزائرية''. وأضاف ذات المتدخل خلال أشغال هذه الندوة التي نظمت في ذكرى وفاته الثامنة وذلك بمبادرة للجمعية الوطنية ''مشعل الشهيد'' بالتنسيق مع المنظمة الولائية للمجاهدين بأن هذا الرجل ''تجاوزت سمعته حدود الوطن حيث كانت له عديد اللقاءات مع كبار هذا العالم عربيا وإقليميا ودوليا''. وأمام الحضور الغفير سلط المتدخل الضوء على جانب من مسار كفاح هذا المجاهد في جبهة الجنوب التي كانت وقتها تحت قيادة الرائد سي عبد القادر(رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة) وشهادة الراحل محمد الشريف مساعدية حول كل من الظروف التي نشأت فيها جبهة الجنوب والرائد سي عبد القادر. وأوضح محرزي بالمناسبة بأن هذه الشهادة كتابية طلبها منه الكاتب البوراندي دافيد كاكنزي وهو مدير المعهد الدولي مارتان لوتر كينغ وهو معهد متخصص في إصدار كتب حول شخصيات بارزة في العالم الذي أصدر العام 2003 كتابا بعنوان ''عبد العزيز بوتفليقة : اختيار السلم'' وأشرف على إعداد تمهيد هذا الكتاب الصحفي والكاتب الفرنسي بول بالطا. وقال الراحل محمد الشريف مساعدية في شهادته: ''نحن الجماعة المرافقون له أ ي للسيد عبد العزيز بوتفليقة ) كنا أكبر منه سنا لكن ذلك لم يكن عائقا لا بالنسبة إليه ولا بالنسبة لنا وأنه (عبد العزيز بوتفليقة) كان يتميز بالهدوء وسعة البال ورجاحة العقل والحكمة في التفكير إضافة إلى حسن التدبير وبعد النظر وطيبة الأخلاق والتواضع المقرون بالشجاعة الأدبية والجسدية''. وأضاف الراحل في شهادته حول بوتفليقة -حسب نفس المتدخل- أن سي عبد القادر و بحكم تكوينه الثقافي والسياسي استطاع و بكل سهولة أن يستوعب الموضوع الذي ''جئنا من أجله إلى الصحراء وراح يوسع دائرة الاتصالات بالشخصيات الفاعلة في المنطقة من تندوف إلى جنات ويربط العلاقات الودية مع القبائل الأساسية في الصحراء وهو يتابع بدون هوادة عملية تجنيد أبنائهم في صفوف جيش التحرير الوطني ويحرص كل الحرص على تدريبهم''.