احترف البعض الإجرام بكل أنواعه دون أدنى اعتبار لما يترتب عنه، وهذا بدافع الانتقام لأغراض شخصية خاصة منها الخلافات التي تحدث بين الأشخاص، وعلى أساس ذلك يرتكبون أفعالا يصعب على العقل تصورها بعدما تراودهم أفكار شيطانية ينقدونها في الوقت الذي يتيح لهم فرصة ذلك، فمن بين هذه الجرائم تلك التي ارتكبها المدعو (ح· خ) ببلدية الكاليتوس في حق ثلاثة أشخاص كان بينهم ثأر قديم لذا أراد حرقهم بالبنزين، وهم على متن سيارة من نوع ''ماروتي''، ولحسن حظهم نجوا بأعجوبة رغم إصابتهم بحروق· في 3 مارس 2008 التي تزامنت مع اقتراب احتفالات المولد النبوي الشريف، وفي حدود الساعة السابعة مساء، كان الضحايا الثلاثة على متن سيارة ''ماروتي'' لمالكها المدعو (ط· م) التي كانت متوقفة بالحي وداخل السيارة كانوا يتبادلون أطراف الحديث بحكم أن الجو كان ممطرا، ليتفاجأوا بالمتهم يتقدم نحوهم، وبعد حوالي 10 دقائق سمعوا شيئا كماء يتهاطل، فظنوا أنها الأمطار، لكن بعدها اشتموا رائحة البنزين، وفجأة التهبت النيران بالسيارة ولم يستطع الضحايا مغادرة السيارة خاصة وأن أحدهم كان مشلولا، وكادت أن تودي بحياتهم· ومن خلال عملية التحقيق، تم التوصل إلى المتهم الذي توبع على أساس جناية الحرق العمدي مع محاولة القتل العمدي ليحيل بذلك على محكمة الجنايات بمجلس قضاء العاصمة، هذا الأخير عند امتثاله أمام هيئة المحكمة، وهو شخص مسبوق قضائيا، أنكر التهمة الموجهة إليه، مؤكدا أنه خلال الواقعة التي صادفت ال 3 مارس 2008، والتي تزامنت مع اقتراب الاحتفالات بالمولد النبوي الشريف، كان يبيع الألعاب النارية بمنطقة السوريكال بباب الزوار، مضيفا في سياق حديثه أن الضحية ألفق له التهمة عنوة لثأر قديم بينهما، أما الضحايا ومن بينهم صاحب السيارة المدعو (ط· محمد) فقد صرح أمام هيئة المحكمة أنه وخلال الواقعة كان على متن سيارته في الحي رفقة صديقين له من أبناء حييه، يتبادلان أطراف الحديث، وفجأة شاهد المتهم الذي مرّ بالقرب من السيارة وبيده دلو بحجم 5 لترات، وبه مادة سائلة لم يعرف ما هي لأن الساعة كانت تشير إلى السابعة مساء، والأمطار كانت تهطل، كما أنه لاحظ المتهم يتحدث مع شخص آخر وكانا يضحكان، وبعدها بحوالي 10 دقائق سمع شيء كماء يتهاطل على السيارة، فظنوا أنها الأمطار ولكن رائحة البنزين كشفت أن المادة السائلة هي زيت المحركات، الضحية أكد على أنه التف إلى الوراء ليرى ماذا يجري فشاهد المتهم حينما لاذ بالفرار، وفجأة اشتعلت النيران التي أتت على السيارة بأكملها وكادت أن تودي بحياة الضحايا الثلاثة، لاسيما الضحية المدعو (ب·سيد علي) المصاب بالشلل، وقد تحصل الضحايا على شهادة تثبت العجز عن العمل· من جهة ثانية، أكد أحد الشهود في القضية أنه يعمل كسائق أجرة غير شرعي، وأن المتهم حضر إليه رفقة شخص آخر وطلب منه تزويده ببعض الوقود، ولكنه رفض ذلك، طالبا منه إيصاله إلى محطة البنزين القريبة من الحي، حيث اشترى 5 لترات من البنزين، وكان رفقة شخص آخر وهما في حالة سكر، مضيفا أنه بعد أن أوصل المتهم إلى الحي، وبعد حوالي 15 دقيقة سمع بحادثة اشتعال السيارة· وخلال المحاكمة، اعتبر ممثل الحق العام أن التهمة ثابتة في حق الجاني واعتبرها جريمة يجب معاقبته عليها، خاصة وأن الدافع وراء ذلك كان الانتقام بعد أن قام صاحب السيارة منذ حوالي 5 سنوات بحرق الضحية رفقة باقي أبناء حيه لأن المتهم كان يبيع الحبوب المهلوسة بها والمخدرات بمختلف أنواعها، والتمس المؤبد في حقه، غير أن محكمة الجنايات وبعد المداولات أدانته ب 12 سنة سجنا نافذا·