عجيب أمر هذه البلدية و هذه الولاية و أعجب منه ذهنية مسؤوليها و مسيريها، فهم لا يتعاملون مع هذا المواطن البسيط المغلوب على أمره إلا بوازع العداوة و الحقد، و كأنه حمل ثقيل ليس من حقه العيش بكرامة وراحة و هناء في وطنه و بلده. فمع مطلع كل صيف يتكرر مشكل التزود بالماء ، و طبعا في نظر هذا المسؤول او ذاك فمن الضروري أن نعيش وسط الأوساخ و الروائح الكريهة و ان لا نغتسل لا نحن و لا أوانينا و لا ثيابنا، ختى يفتحوا الباب على مصراعيه أمام مافيا و لوبيات الصهاريج يبيعون لنا الصهريج الواحد ب1000 دج بتواطؤ واضح و مفضوح مع بعض عمال الجزائرية للمياه، خاصة الموكل لهم فتح حنفيات التوزيع، الذين تحولوا إلى "جنرالات الماء" متى تلقوا رشوة فتحوا الحنفية . و في هذا الشأن تكررت إحتجاجات المواطنين لكن "أسمعت لو ناديت حيا / لكن لا حياة لمن تنادي"، و آخرها إحتجاج لسكان "دشرة سبيطار" انتهى بمشاداة بين شباب الحي و شباب آخرين انتهى بإصابة شاب بجروح باستعمال السلاح الأبيض، فاستنفرت السلطات المحلية نفسها خوفا من انفلات الأمور و تنازلت للمواطن البسيط عن ليلة كاملة تدفق خلالها الماء بحنفيات الكثير من الأحياء التي لم تزرها هذه النعمة منذ سنوات. فهل من الضروري أن يحتج المواطن و يقطع الطرق و يحرق العجلات المطاطية؟؟ حتى تزكم رائحتها أنوف المسؤولين فينزلون من بروجهم العاجية، و هل كان من الضروري أن يحتج المواطن بغلق الطريق بالدلاء؟؟ و يضطر للإحتكاك بشباب آخرين هم كذلك ضحية سياسة اللامبالاة و تسيل دماء من أجل ان يسيل الماء . المؤكد أن مشكل الماء بالجلفة ليس مشكل موارد بقدر ما هو سوء تسيير و توزيع و تواطؤ و بخل و "زكارة"، فمشروع جلب المياه من واد الصدر يكفل لسكان مدينة الجلفة التزود بالماء ل 24سا/24سا لمدة 300 سنة بالإضافة إلى الموارد الأخرى المتمثلة في الآبار المحيطة بالمدينة