سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
تحقيق. بن صدوق عبد العزيز "عزوز" ... أصيل الشارف الذي جنّد الشهيدة حسيبة بن بوعلي وأنشأ ورشة متفجرات "فيلا بئر خادم" !! الجلفاوي الذي كان بطل "معركة الجزائر" وأحد قادة الحركة الكشفية الجزائرية
لم تكن رحلة "الحاج لخضر بن صدوق" من الشارف الى العاصمة بدايات القرن العشرين مجرّد رحلة ل "عشّاب" يبتغي الترويج لتجارته أو اكتساب زبائن جدد ... بل كانت نقطة الانطلاق لمجد وشهرة سيصاحبان هذا الرجل وذريته التي أصبح لها اسم لامع في سماء الحركة الكشفية والحركة الوطنية وحرب التحرير وحضور طاغ في ذاكرة ومخيال سكان سيدي امحمد (شارع داروين) وحسين داي وبلوزداد وبئر خادم وتيلملي ... بدايات التحقيق الذي شرعت فيه "الجلفة إنفو" كانت بعد الصدى الذي أحدثه موضوعا الشهيد "جعفر محمد بن بولنوار" والنقابي المجاهد "بن عيسى عطا الله" وهُما أيضا أصيلا مدينة الشارف العريقة. ليظهر لنا اسم ثالث مرتبط بحرب التحرير وهو "بن صدوق عبد العزيز" الذي قيل لنا أنه هو من جند الشهيدة "حسيبة بن بوعلي" ... فكانت بداية التقصّي في فيفري 2016 الى أن توصلنا الى عنوان عائلة بن صدوق بالجزائر العاصمة ... "الجلفة إنفو" زارت أحفاد "الحاج لخضر العشاب" وعادت بهذا التحقيق ... الحاج لخضر بن صدوق ... رحلة المجد من الشارف الى بلكور لا تكاد تذكر اسم "لخضر العشاب" الا ويُحدثك عنه أهل العاصمة بحكم الشهرة الواسعة التي اكتسبها هناك. فالحاج لخضر بن صدوق من الذين أتقنوا صناعة الأدوية التقليدية بالأعشاب، فانتقل بهذه الحرفة من مدينة الشارف بدايات القرن التاسع عشر ليصبح اسما لامعا يقصده كل العاصميين للتداوي. ويقول حفيده الدكتور "بن صدوق محمد" أن الحاج لخضر كان من العشابين المجتهدين ومحبا لعلم النباتات الطبية "Botanique" حيث أنه انتقل الى تونس وتعلّم هناك تخصصا في الطب الشعبي يتعلق بتشخيص المرض عبر "نبضات القلب"، ليصبح هذا التخصص فيما بعد علما معترفا به في العلوم الطبية الحديثة في فرع أمراض القلب باسم "علم نبضات القلب Rythmologie". وقد تزوج الحاج لخضر في العاصمة من السيدة "قواسمي خدوجة" التي تنحدر من الأصنام (مدينة الشلف حاليا) وهي شقيقة العدّاء المشهور آنذاك "قواسمي محمد". ولم يلبث أن أنجب الحاج لخضر ابنه البكر "بن صدوق عبد العزيز" في 18 فبراير 1929 في "ميسونيي" ليربّيه والده على الوطنية وحب الجزائر والانتماء والاعتزاز بأصله فزار معه مدينة الشارف آخر مرة سنة 1954 قبل أن يتفرغ للعمل الثوري ويُزجّ به في السجن الى غاية سنة 1962 ... عزوز ... حرفي تجليد الكتب وقائد في الحركة الكشفية انخرط عبد العزيز بن صدوق في الحركة الكشفية منذ نعومة أظافره فكان عنصرا فاعلا في فوج "الأمير خالد ببلكور" ومن الجيل الأول الذي تكوّن في المدرسة الكشفية على يد مؤسسيها من أمثال محمد بوراس. وبالتوازي مع ذلك مارس "عزوز" حرفة التجليد الفني للكتب التي برع فيها ونال دبلوما من "مؤسسة الفنون الجميلة والعلوم والآداب بالجزائر العاصمة" في جويلية 1954 ليتفرغ لممارسة هذه الحرفة. وبخصوص دوره في الكشافة، فقد وردت سيرة "عزوز" في الكتاب الذي يتحدث عن تاريخ هذا الفوج الكشفي لمؤلفيه "علي عروة" و"محمد الطيب ايلول". فالكشاف "عزوز" قد تدرج في الرتب الكشفية ونبغ فيها الى أن صار أمينا وطنيا مساعدا في الكشافة الاسلامية الجزائرية على غرار نبوغ ابن الشارف "بن عيسى عطا الله" في الحركة النقابية التي صار فيها أمينا وطنيا مساعدا. وقد كان الى جانبه في الحركة الكشفية أسماء وطنية معروفة على غرار الحبيب يوسفي ومحمود عماش وبلقاسم مختاري ومن فوج الإقبال ببلفور "عبد الرحمان العيد ويوسف خالد وبوعلام عمارة وبسطانجي رضا وشريف دبيح وعمر الآغا..." وغيرهم من الأقطاب الأولى للحركة الكشفية. وكان "عزوز" هو الوحيد الذي ترقى من بين زملائه الى أمين وطني مساعد. كما كان حاضرا في أكبر تجمع كشفي والذي انعقد بتلمسان شهر مارس من سنة 1949. وساهمت الحركة الكشفية في تحضير "عزوز" للانخراط في الحركة الوطنية فكان من بين أصدقائه الشهيد "ديدوش مراد 1927-1955" هذا الأخير أسس نادي "السريع الرياضي الجزائري" وتدرب معه "عزوز" في رياضة الجيدو في غابة "سيدي فرج". وفي شهادة حية عن "عزوز" للسيدة "شبيري فاطنة" المقيمة بالجلفة بقرية "التوازي" بالشارف حاليا، تقول أنه كان شابا ملتزما بالحركة الكشفية ولا يُرى الا وهو ببزته الكشفية بحي بلكور الذي أقامت فيه هذه السيدة. عزوز ... من الحركة الكشفية الى الحركة الوطنية والمنظمة الخاصة يبرز اسم "عبد العزيز بن صدوق" كأحد أهم أقطاب الحركة الكشفية الذين انتقلوا من العمل الكشفي الى خضم الوعي السياسي الذي نضج وآمن بالكفاح المسلّح بُعيد نهاية الحرب العالمية الثانية ومجازر 08 ماي 1945. وفي هذا السياق، ذكر "محمد درويش" في كتابه "الكشافة مدرسة الوطنية" اسم "عبد العزيز بن صدوق" كأحد القادة الكشفيين النشطين الذين انضموا الى الحركة الوطنية عن فوج الكشافة الإسلامية ببلكور. ويقول الدكتور "بن صدوق محمد" نجل "عزوز" أن والده كان عضوا في المنظمة الخاصة OS و"حزب الشعب - حركة انتصار الحريات الديمقراطية" كما أنه من الرعيل الأول الذي انخرط في التحضير لحرب التحرير منذ سنة 1947. ففي أول ماي 1945، أي قُبيل مجازر مظاهرات 08 ماي 1945، وبالتزامن مع انتصار الحلفاء ونهاية الحرب العالمية الثانية وعيد العمال، خرج سكان الجزائر العاصمة في مظاهرات عارمة رُفع فيها لأول مرة العلم الوطني الحالي وهي من تنظيم حزب الشعب الجزائري. وكان "عزوز" في مقدمة المتظاهرين القادمين من حي بلكور وعمره آنذاك 16 عاما مما كلفه الإصابة برصاصة في الساق في شارع "Rue d'Isly- شارع العربي بن مهيدي حاليا" نُقل على اثرها الى مستشفى بارنيي بحسين داي (مستشفى نفيسة حمود حاليا) وعالجه الدكتور "تيجاني هدام" الذي ساعد في تهريبه من المستشفى حتى لا يتم اعتقاله، وقد هرب "عزوز" بإعاقة مؤقتة في رجله. وفي تلك المظاهرات سقط بجانبه شهيد من بلكور تحت رصاص شرطة الاحتلال الفرنسي، حسبما رواه ل "الجلفة إنفو" الدكتور محمد بن صدوق. في قلب حرب التحرير والتجنيد والعمل الفدائي ... استمر نضال "عزوز" في المنظمة الخاصة الى غاية اكتشافها وحلها سنة 1950 ، ليبدأ مرحلة أخرى في حياته الثورية بالانخراط بشكل مباشر في حرب التحرير وهذه المرة ستكون بالتجنيد والإشراف على ورشة المتفجرات ببيت والده في "بئر خادم" والتمويه على هذه الورشة بأنها لتحضير مستحضرات الأعشاب اضافة الى استغلال موارد عائلته الميسورة للعمل الثوري. يبرز اسم "حسيبة بن بوعلي" التي استشهدت في نسف منزل بحي القصبة في أكتوبر1957 رفقة الطفل البطل "عمار ياسف" و"علي لابوانت" و"محمود بوحميدي". ويُعتبر "عزوز" أول من جند "الشهيدة حسيبة بن بوعلي" في العمل الفدائي السري بالعاصمة خصوصا وأنها مولودة بالأصنام وهي من معارف السيدة "خدوجة" والدة "عزوز". ويذكر الدكتور "محمد بن صدوق" في هذا الصدد أن والدته صديقة للشهيدة "حسيبة بن بوعلي" وقد حضرت زفافها مع "عزوز" في 21 جوان سنة 1956 وفي تلك الليلة كانت الشهيدة حسيبة تحمل سلاحها الشخصي المتمثل في مسدس. ومع استمرار تتبع الفرنسيين للنشاط الثوري بالعاصمة التي شهدت الكثير من العمليات الفدائية التي حيّرت الاحتلال، تم تجنيد المظليين لذلك بداية من سنة 1956 لتتكلل العمليات العسكرية بإلقاء القبض على "عزوز" في 06 أكتوبر 1956 واكتشاف ورشته لصناعة المتفجرات في بئر خادم ويشكل "عبد العزيز" مادة دسمة للصحافة الفرنسية طيلة أشهر ... وبالتوازي مع ذلك يبدأ مسلسل التعذيب والإهانة في حق "عزوز" على يد المظليين !! فيلا بلخادم ... ورشة المتفجرات تعتبر فيلا بلخادم ملكية لإبن مدينة الشارف "الحاج لخضر العشاب" وفيها كانت ورشة صناعة المتفجرات في غرفة الغسيل الملحقة بالفيلا. ومع مرور الوقت اكتسبت هذه الفيلا شهرتها بفضل العمل الثوري الذي كان يتم فيها سرا بينما كان يتم التمويه عليها بالقول أن "عزوز" يصنع مستحضرات الأعشاب الطبية لوالده المقيم في بلكور. فقد حولها عبد العزيز الى ورشة لصناعة المتفجرات منتصف الخمسينات والتحضير ل "معركة الجزائر la bataille d'Alger" التي وقعت بين سنتي 1956 و1957، فتم في البداية ترصّده ومراقبته من طرف الشرطة القضائية على اثر اعتراف تحت التعذيب للمناضل "بوشافة بلقاسم" المدعو "المختار" حسب ما ذكرته الصحف الفرنسية، وقد لاحظت عيون فرنسا أن "عزوز" يتنقل كثيرا وبصفة دائمة بين العاصمة وبئر خادم وهو يحمل طرودا كبيرة ... ما أثار الشبهات حوله. وتذكر صحيفة "Le journal d'Alger" في عددها بتاريخ 16 أكتوبر 1956، أن قضية ورشة المتفجرات في فيلا بن صدوق قد كشفت عن تنسيق لأول مرة بين "الحزب الشيوعي" و"جبهة التحرير الوطني" وتم على اثر ذلك القاء القبض على كل من "بن صدوق عبد العزيز" و "علي حاج علي" و "جيورجيو اربيب" (ايطالي مولود بصفاقس) و"دانيال تيمسيت" و"جورج سمادجا" و"عويسي العربي"، الذين كانوا ينشطون تحت أوامر الدكتور هجرس صدوق. وكانت ورشة فيلا بئر خادم من أوائل الورشات، في جويلية 1956، التي غطت النقص التقني الفادح في صناعة المتفجرات شديدة الانفجار بتقنية "ثلاثي نيترات الغليسيرين" و"فيلمنات الزئبق" لصالح جبهة التحرير الوطني بالجزائر العاصمة تمهيدا لخوض معركة الجزائر. وكانت هذه المجموعة على علاقة بالتفجيرات التي ضربت العاصمة في كل من "الأبيار" ومقهى "ميلك بار" بشارع العربي بن مهيدي في نفس السنة. كما ينقل دانيال تيمسيت في كتابه "Algérie, Récits Anachroniques" أن حسيبة بن بوعلي كانت هي المكلفة بالاتصال ونقل المتفجرات التي تُصنَع في بئر خادم، بينما كان "عبد الله كشيدة"، المدعو "سي مراد" هو قائد المجموعة الذي توفي لاحقا. وفي هذا الصدد ينقل نجل "عزوز" شهادة أن والده قد تعرض لعدة حوادث في ورشته بسبب مخاطرته وكادت أن تودي بحياته. كما نقل شهادة عن المرحومة والدته مفادها أن "عزوز" قد اختفى لمدة 10 أيام بعد القاء القبض عليه من طرف المظليين الفرنسيين ليعودوا به عاريا وبجسد متسخ وشعر مليء بالقمل الى بئر خادم وقد ساءت حالته تحت التعذيب. ثم تم اجباره على أن يلبس ثيابا وتم التقاط صورة له بورشته استخدمت في الدعاية من طرف الصحف الفرنسية (الصور مرفقة) ... بل وتذكر زوجته أن العسكريين الفرنسيين قد سرقوا كل ألبسته الفخمة. بن صدوق عبد العزيز ... مادة دسمة للصحافة الفرنسية "بمجرد القاء القبض على والدي، يقول الدكتور محمد، صارت الصحافة هي المصدر الوحيد لمعرفة ما حل به. ويضيف الدكتور "محمد بن صدوق" أن المرحومة والدته كانت تقتني كل الجرائد الفرنسية التي تصدر في العاصمة لمعرفة مصير زوجها ومصير صديقتها "حسيبة بن بوعلي" لاحقا. وهكذا سيصبح "عزوز" و"ورشة بئر خادم" أو "مخبر بئر خادم" مادة دسمة للصحافة الفرنسية التي استخدمت ذلك بغرض الحط من معنويات الثورة في الجزائر. ونجد عدة عناوين تتحدث عن الحدث الهام وهو اكتشاف ورشة "فيلا بير خادم" والقاء القبض على "عبد العزيز"، فمثلا عنونت صحيفة "la dépêche quotidienne d'Algérie"، في 16 أكتوبر 1956، واجهتها بعنوان كبير مفاده "اكتشاف ورشة جديدة لصناعة المتفجرات أحسن تجهيزا وتقنية من سابقاتها في فيلا ببئر خادم". أما صحيفة "ليكو دالجي l'Echo d'Alger"، في 16 أكتوبر 1956، فقد تحدثت عن اكتشاف منظمة شيوعية- جبهوية لصناعة المتفجرات في بئر خادم. ووصفته بالقول "AZZOUZ … le Krupp du FLN " وهذا تشبيها له ب "ألفرد كروب" صانع الأسلحة في بروسيا الألمانية. وبعد 05 أشهر من القاء القبض على "عزوز"، نجد أن صحيفة "Dernière Heure" في عددها بتاريخ 22 مارس 1957 تتطرق الى تفاصيل محاكمته وتذكره بالاسم كأهم شخصية في قضية "مخبر متفجرات بئر خادم" وفي العنوان نقرأ "أسئلة محاكمة الدكاترة بدأت ببن صدوق" وذكرت هذه الصحيفة أن "عزوز" الذي يجيد اللغة الفرنسية قد ردّ باللغة العربية مما اضطر مستجوبيه في المحاكمة الى الاستعانة بمترجمين. المحاكمة ثم السجن والمرض ... قضى "عزوز" 06 سنوات في السجن من 06 أكتوبر 1956 الى غاية اطلاق سراحه بتاريخ 27 ماي 1962. وكانت محاكمته لدى القضاء العسكري في "المحكمة الدائمة للقوات المسلحة للجزائر العاصمة" بتاريخ 07 مارس 1956 ونجد اسم "بن صدوق عبد العزيز" على رأس عريضة الحكم التي ورد فيها 43 متهم بتكوين جمعية أشرار وصناعة وحيازة المواد المتفجرة وتهديد الأمن الخارجي للدولة والمساس بوحدة التراب الفرنسي وممارسة أنشطة سرية ضد فرنسا. ليصدر الحكم عن نفس المحكمة بتاريخ 11 مارس 1957 ويتم اعلانه في 20 مارس 1957 بالحكم عشرين سنة أشغال شاقة، أصيب فيها السجين "عزوز" بداء السل زادت من معاناته داخل السجون التي "زارها" على غرار سجن بربوس (سركاجي)، ميزون كاري (الحراش)، لامبيز (تازولت -باتنة) و أخيرا سان لو (أرزيو -وهران)... بعد استرجاع الحرية ... عزوز الحرفي الفنان تزداد عظمة شخصية المجاهد "عزوز" حين نعلم أنه قد اختار العودة الى ممارسة حرفته الفنية في تجليد الكتب رغم أنه أحد أهم شخصيات حرب التحرير بالجزائر العاصمة. فعمل في البداية يوما واحدا في محافظة الشرطة فرع شرطة الآداب ثم استقال وبعدها مديرا لمطبعة النقود شارع المعدومين التي لم يتحمل العمل فيها بسبب أنها بشبابيك تُذكّره بالسجن الذي قضى فيه 06 سنوات من عمره. واثر ذلك انتقل للعمل لدى وزارة الدفاع الوطني في "الطباعة الشعبية للجيش- EPA" بالعاشور كرئيس ورشة للتجليد، وبعدها انزوى الى ورشته في تيلملي يتكسّب من عرق جبينه ومتفرغا لتربية أولاده والعمل الخيري. و"عزوز" هو الفنان الذي قام بالكتابة والزخرفة والتجليد الفني لأول دستور للجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية عام 1963. كان "عبد العزيز" ينتمي الى عائلة ميسورة الحال، ورغم ذلك فإنه كان يحب العلم والعمل ونقل هذا الحب الى أولاده فمنهم من ورث حرفة "التجليد الفني للكتب" وهُما ابنه مراد وابنته نزيهة ومنهم من واصل على درب العلم فوصل الى مراتب عليا في العلوم على غرار الدكتور "بن صدوق محمد" المختص في طب العمل والدكتورة "بن صدوق مريم" الاستاذة المساعدة المختصة في طب أمراض الدم بالمركز الاستشفائي الجامعي ببني مسوس... معالم من شخصية "عزوز" ... تبدو شخصية المجاهد الراحل "عبد العزيز بن صدوق" متشبعة بالروح الوطنية والاعتزاز بالشخصية العربية المسلمة. فقد روى أبناؤه أنه تعلم اللغة العربية في مدرسة "الشيخ لكحل" بالعاصمة والتزم بالصلاة وعمره 10 سنوات وأن الكشافة هي من غرست فيه الروح الوطنية. ويذكر الدكتور محمد أن والده لم يترك وثائق كثيرة مما يعطي انطباعا بأن "عزوز" كان ملتزما بالعمل الثوري السري ولا يترك أي آثار لذلك خصوصا وأنه قد كان له دور في نقل المعلومات الثورية. وعندما تم سجنه التزم أيضا بتعليمات الأفلان لسجنائها بتكوين بعضهم وعدم ترك اليأس يتسرب اليهم في غيابات السجن. كما قال الدكتور محمد أن والده معروف بناحية المجاهدين في بئر خادم ويحظى باحترام كبير بينهم. اضافة الى أعماله الخيرية مثل اهتمامه بمسجد "الرحمة" في سيدي امحمد والذي سلمه القساوسة الى الحكومة الجزائرية سنة 1979 بعد أن كان كنيسة، فتطوع عزوز لصناعة أول منبر من الحطب الفاخر له. وعند وفاة المجاهد بن صدوق عبد العزيز بتاريخ 24 أكتوبر 2013 نعته صديقته المجاهدة "آني فيوريو زوجة ستاينر – Annie Steiner" في يومية "لوسوار" ووصفته بأنه رجل مبادئ رفض التحدث باللغة الفرنسية في المحاكمة وطلب احضار مترجم. كما قالت بأنه رفض منصب مكلف بمهمة في الوزارة لأنه رجل سمته التواضع ويكره الأضواء ... "واذا أردت أن أصفه في كلمات فسوف أقول عنه بأن عزوز هو الكرامة والتحفظ والطيبة والتسامح ... وعندما أناديه "قائدي – mon chef" كان يردّ عليّ بالقول "آني ... يجب أن نكتب التاريخ دون الاشارة الى الأسماء" ... والآن أرقد في سلام أخي ... الأخ الذي لم أملكه يوما" تقول آني ستاينر.
المجاهد "عزوز بن صدوق" رحمه الله في ورشة التجليد الفني بتيليملي صورة للمجاهد "عبد العزيز بن صدوق" في ورشة صناعة القنابل ببئر خادم (تصوير العدو الفرنسي) صورة خلال أكبر تجمع كشفي بتلمسان - مارس 1949- عبد العزيز بن صدوق (الثاني من اليسار، رقم 2) من كتاب "فوج الأمير خالد ببلكور" ل"علي عروة" و محمد الطيب إيلول" المجاهد عبد العزيز بن صدوق - رحمه الله الدكتور "محمد بن صدوق" نجل المجاهد "عزوز" ديسمبر 2016: طاقم "الجلفة إنفو" رفقة "محمد و مراد بن صدوق" نجلي المجاهد "عبد العزيز بن صدوق" -تيليملي، الجزائر العاصمة