اتسعت حدة الفقر في ولاية الجلفة ، رغم الإمكانيات التي نراها في شتى "المجالات"، حيث تراجع المستوى المعيشي لمئات العائلات التي وجدت صعوبة في مواجهة المصاريف والأعباء ،ومن بينها المصاريف "الدراسية " هذه الأخيرة جعلت الأولياء تحرم أبناءها من الدراسة ومن ثم التوجه إلى البحث عن "البديل". الدخول المدرسي هذا العام كشف عن ارتفاع مستوى الفقر في ولاية الجلفة بعدما ازدادت حدة التسول الذي رمى بالبعض في أحضان المزابل لجمع ما يمكن جمعه من الخبز اليابس والصورة الملتقطة من قلب مدينة الجلفة أكبر دليل. أطفال في عز العمر أقدم أولياؤهم على توقيفهم من الدراسة نهائيا وهذا بسبب ضعف حالتهم الاجتماعية والمادية،إن عدد التلاميذ الذين يغادرون المقاعد الدراسية في تزايد مستمر وهذا ما يحفز بعض الأولياء إلى توجيه أبنائهم إلى عالم الشغل والعمل المبكر والتجارة الرابحة،وأي تجارة التي تسمح بهذه التضحية أنها تجارة السجائر ،و باعة في أسواق الخضر و"الحمالة"للمساهمة في تخفيف العبء اليومي ، هؤلاء التلاميذ المكرهين على مغادرة المدرسة تضاف لهم أعداد أخرى وجد أولياءهم صعوبة كبيرة في توفير المصاريف الدراسية والألبسة مع حرمان الكثير من منحة التمدرس المقدرة ب 3000دج،وما حاز في نفوس الأولياء الذين يواجهونه رغم تقديمهم لشهادات الاحتياج للمؤسسات التربوية وهذا حسب أقوال بعض الأولياء مواطن من حي البرج بالجلفة ،يؤكد ل"الوطني" أن له ثلاث أطفال في سن الدراسة ، طفلة في المستوى الابتدائي وطفل مع أخته في الاكمالي والمؤسف أن المنحة المدرسية لم تمنح إلا لطفلة واحدة رغم انعدام مدخوله، ويضيف هذا السيد أن أبناءه يدرسون مع زملاء لهم ميسوري الحال ، استفادوا من هذه "المحنةّ" أقصد المنحة ، الأمر الذي جعله يفكر بجدية حسبه في توقيف الطفل الكبير ليعيله في المعيشة رغم أن نتائجه الدراسية مقبولة . رواية السيد ل "الوطني" لا تختلف عن " محمد" من حي الصنوبر فقد اتصل بنا بعد حرمان ابنته من منحة التمدرس حيث أفاد أن منحته التي يتقاضها من البلدية لاتكفي لضمان قوت 05 أفراد وما حاز في نفسه الحقرة والتهميش،للعلم أن إبنتته غادرت مقاعد الدراسة للأسف الشديد. وكشفت مصادر عن مغادرة بعض التلاميذ للدراسة وهذا بعدة ثانويات بعاصمة الولاية وكذا ببعض بلديات الولاية كبلدية عين معبد وبلدية القديد والشارف ودار الشيوخ بسبب عدم إحضار الأدوات المدرسي والمآزر وهوما تعذر على أوليائهم توفيرها وقصد الوقوف على هذه الظاهرة والإجراءات المتخذة لمواجهتها ، حاولنا الاتصال بمدير التربية إلا أننا لم نتمكن من التحدث إليه كون هذا الأخير يعالج قضايا لأتقل أهمية عن سابقتها ومن بينها مشاكل الاكتضاض والمسابقات والتلاميذ المطرودين .