تصاعدت وتيرة العنف داخل مقرات الأفلان مع اقتراب آجال نهاية تجديد الهياكل القاعدية، فالجرحى من المناضلين تعج بهم المستشفيات و آخرون يقفون على مخافر الشرطة، و التهديدات بالتصفية الجسدية على مسمع من القيادة و السلطات و لا أحد يحرك ساكنا. و الأعجب من ذلك كله بل و الأمر تصريحات الأمين العام عبد العزيز بلخادم و التي تكررت في أكثر من محفل بكون هذه "المعارك الدموية" ظاهرة صحية، و كأني به يقصد أن من لم يشهر خنجره و يشهر مسدسه- و إن كان يملك مدفعا فذلك خير- لا يحق له التواجد بهياكل الحزب و لا يحق له الترشح بالقوائم. السلاح الذي رفعه الأفلان في وجه المستعمر تحول اليوم و برعاية من بعض القياديين ليشهر في وجه المناضلين و في وجه كل من يملك أفكارا قدمها من أجل النضال الحزبي، و بالتالي أفرغ الحزب من مناضليه العقائديين الأوفياء الذين نفروا، منهم من وجد ضالته بحزب آخر و منهم من فضل البقاء في بيته متحسرا و متألما، لأن دخول قاعات الحزب أصبح حكرا على فلاسفة السب و الشتم و عرابي المعارك بسواعد الشباب التائه. و المؤسف حقا أن "بلخادم" القابع في برجه العاجي و الذي ألهته أمور أخرى عن الإلتزامات الحزبية يصف هذه المآسي بالظواهر الصحية و الأهم بالنسبة له أن لا يصل مسامعه السب و الشتم و لا تطاله الخناجر التي أدمت أجساد الشباب. الجبهة اليوم تصرخ هل من مغيث؟و قد يصرخ شبابها "وابوتفلقاه"، هذا الشباب المورط و الذي يعده ضعاف الحجة السياسية " و آكلوا الشوك بأفواهه" بمناصب العمال و السكنات و في الأخير لا ينال إلا بضع دينارات و كأنها عودة لنظام العبودية من باب السياسة.