صورة من الأرشيف التصوّف بعد أن كان دروشةً لدى مُريديه وعزوفا عن الدنيا فيما يشبه الحركات الدّينية الانعزالية التي سادت أميركا في وقت ما تحت مُسمّى: Fundamentalism .. وترجمها البدو "بمفهوم ابن خلدون" إلى "أصولية" لأنهم مرّروها أولا على غربالٍ فرنسي "لا يزال يعتقد بالولاء للكولونيالية".. أصبح هذا التصوف اليوم مَركباً لدى بعض الأكاديميين من أرباب التملّق والوصول، وسياسةً استلهمتها الدولة الوطنية "nation state" من الكولون "حالة الجزائر/ المغرب كمثال" وذلك لتوهين الاسلام الصحيح الذي لا يلغي دور العقل والعقيدة الصحيحة التي لا تقبل المداهنة ولا الدّروشة التي امتهنتها اليوم بعض الزوايا بحيث أصبحت قناةً للمرور الخاطف إلى المناصب السّامية بالدولة وهنا وجبت الإشارة إلى أنّ الكتاتيب التي خرّجت نُخَباً من حمَلة القرآن هي غير زوايا الدروشة والوصولية والزرد والتمهبيل والتسيتيت.. والشاهد ما ينقله لكم أصحاب البلاغة و أرباب البيان: الشيخ البشير الابراهيمي والشيخ مبارك الميلي و....؛ عن الدور غير الخفي لهذه الزوايا وَ الطُّرُق إبان الاستعمار الفرنسي ونشاطها في توهين الشعب وبث الإنهزامية في عمومه.. الآن صار للزوايا والتصوف دور في محاربة العنف ومُدخلاً لبناء السلم الاجتماعي!! هذا هو بحق ما يسميه الأستاذ بن نبي "البوليتيك"؛ أي الشكل المزيف للسياسة، وهو تزييف أيضا للوعي الجمعي من خلال امتطاء الدين تحقيقا لمخرجات سياسية تعمل على تثبيت الوضع القائم وإعادة إنتاج التخلف دوليا و..محليا... والله لن يستقيم حال المُلك والسياسة والسلطان مالم يتم التقدّم إلى إسلام النقل والعقل وليس الرجوع إليه؛ لأنّه يتقدّمنا ونحن من نتأخر عنه.. وسيسعد الناس أيّما سعادة في عدلٍ Justice وسلام داخلي يتدرّج إلى أمن مجتمعي لو تمت إزاحة هذه القولبة الإعلاميّة و المُسوخ السياسية وجحافل الإنهزاميين بدءً بالإنتصار بالعلم الذي يكنس التزييف الجمعي للقيم Values system و كنس الإنهزام المُبرمج لِما بعد الكولونيالية Post-Colonialism .