صورة من الأرشيف تشهد المدارس الابتدائية بحاسي بحبح واقعا مرا ووضعا كارثيا في ظل غياب مصالح البلدية عن لعب دورها المنوط بها في التكفل بهاته المرافق التي تشكل اللبنة الأولى في بناء المجتمع. و رغم كل الهالة حول التحضيرات المسبقة مع كل دخول مدرسي من قبل مصالح الولاية بالتنسيق مع رئيس البلدية للتكفل الحقيقي باحتياجات المدارس الابتدائية إلا أن الواقع يدحض كل تلك التحضيرات التي تعد في خانة اللقاءات المراطونية الموجهة للاستهلاك الإعلامي لاغير. فأغلب المدارس الابتدائية بالبلدية الرابعة ولائيا من حيث عدد السكان، تعيش وضعا سيئا وتشتكي تخلي مصالح البلدية عن دورها في التكفل الأمثل بكل احتياجاتها الضرورية للعمل البيداغوجي والتربوي الأمثل، فأبسط الاحتياجات غير متوفرة والتي تدخل في صلب العملية التعليمية والإدارية كالأقلام والأوراق وأقلام السبورات وباقي الأدوات المكتبية فكل ما يحتاجه المعلم لأداء مهامه على أكمل وجه غائبة، في ظل تلكؤ مصالح البلدية بل وغيابها عن توفير هاته الحاجيات، ورغم الشكاوى والمراسلات المتعددة للمديرين والموجهة لرئيس البلدية للتدخل بقصد توفير الوسائل الضرورية للعمل البيداغوجي والتربوي والإداري خلال موسم 18/19 و موسم 19/20 إلا أن الوضع يزداد سوء يوما بعد يوم، في غياب تدخل "مير" البلدية الذي يستقبل مكتبه باستمرار مراسلات أكثر من 40 مدير مؤسسة تربوية تابعة له. وكانت آخر مراسلة للمديرين بشكل جماعي لمير البلدية يطلبون فيها تزويدهم بالحاجيات الضرورية بتاريخ 18 نوفمبر من العام المنصرم والتي تحوز "الجلفة إنفو" على نسخة منها، أين حمّلت هاته الرسالة مصالح بلدية حاسي بحبح الوضعية الكارثية للمؤسسات التربوية وسوء تمدرس التلاميذ بسبب عدم التزام مصالح "مير" حاسي بحبح بتوفير ما تحتاجه مؤسساتهم. من جهة أخرى قال أحد المديرين ل"الجلفة إنفو" أن مصالح بلدية حاسي بحبح لا تهتم أصلا بمؤسساتهم التربوية حيث وبعملية بسيطة سنجد أن ما قدمته من أقلام أو أوراق وحتى مواد تنظيف لمؤسسة واحدة لا يتجاوز مبلغها ال 26 ألف سنتيم خلال عام 2019 وقس ذلك على باقي المؤسسات، في المقابل نجد مصالح البلدية تسارع لتسجيل عمليات الترميم ل"بعض" المؤسسات التربوية التي تلتهم مبالغ كبيرة وهو ما يطرح العديد من الأسئلة حول سياسة التسيير هاته، خاصة وأن هاته الترميمات تخص إعادة تبليط الساحات والتي قال عنها الوالي الأسبق "أبوبكر الصديق بوستة" بأنها أشبه بالمطارات نتيجة عدم تهيئتها كساحات للعب التلاميذ. من جهة أخرى أكد مدير آخر أن مؤسسته تفتقر حتى لأنابيب الحبر لتعبئة الأقلام التي يكتب بها الأستاذ وهو ما اضطر بعضهم لشرائها من جيبه الخاص ...والأمثلة كثيرة ومؤلمة.. هذا وتتسائل الأسرة التربوية عن دور المسؤول الأول على البلدية ونوابه المكلفين بالمدارس التربوية وهل يكمن دورهم في فواتير الإطعام و تسجيل مشاريع الترميم فقط؟ دون التفاتهم للحاجيات الأساسية والوسائل التعليمية من أدوات مكتبية وعتاد إداري وتربوي يمس بالدرجة الأولى الأستاذ والتلميذ وحتى الأولياء بشكل مباشر... لتبقى المؤسسات التربوية بحاسي بحبح تعيش تحت رحمة مصالح البلدية، تستجدي منها أبسط الحاجيات التي وإن وصل بعضها فبنظام "التقطير" المخزي...