أولا ليسمح لي الداي و قراء الجلفة أنفو الكرام أن أشير إلى عنايتهم الكريمة أن القرعة المشار إليها في العنوان مضمومة القاف و هذا حتى أزيل اللبس الذي قد يقع في ذهن القارئ حول القرعة – بفتح القاف – ( القِثاء أو courgette) و التي تسببت بوفاة بضعة مواطنين في الإتحاد الأوروبي كون بكتيريا "ايشيريشيا كولي" التي كانت في صلب المقرر الدراسي لطلبة النهائي علوم طبيعة و حياة عندنا قد انتقلت إلى مرحلة الهجوم عندهم في الضفة الشمالية للبحر المتوسط. القرعة التي أتحدث عنها تتزامن و تصريح وزير الداخلية السيد دحو ولد قابلية عن قرب توزيع 60 ألف مسكن و 100 ألف محل لصالح الشباب على المستوى الوطني و الأكيد في خضم ذلك هو أن الجلفة لن تتخلف عن الموعد خاصة و أن الأيام القليلة الماضية و القادمة كانت و ستكون حبلى بالأحداث و التداعيات لا سيما فيما يتعلق بموضوع السكنات الاجتماعية. ترى كم من أسرة جلفاوية ستودع المعاناة و ضنك العيش و كم من عائلة ستتفسح مجالس بيتها القابعة فيه أسرتان أو أكثر و كم من مغبون "كراي" ستنتهي غبنته بعد أن صار له الكراء ذلاّ آناء النهار و همّا أطراف الليل و قسمة ضيزى لأجره آخر الشهر. الأمل فيكم كبير سيدي الداي أنت و الرجال الذين تعقدون عليهم العزم للتوسيع عن أبناء الجلفة الطالبين للعيش الكريم بعد أن صبروا و شاهدوا بأم أعينهم في السابق كيف ينال الغريب الشقة و ابن الدار يتفرج لا حول له و لا قوة، بل و نرى بأم أعيننا هاته الأيام الأعزب ابن "باش جراح" صاحب القولف بعد أن عدّل كشف الراتب (FICHE DE PAYE) كي يسعى لنيل سكن في الموقعة القادمة و نحن قد "هرمنا - في الجلفة - هرمنا ... هرمنا من أجل هذه اللحظة التاريخية". سيدي الكريم ، نحن نقدر الضغط الذي أنتم فيه و جهدكم من أجل أن ينال كل ذي حق حقه و نشد على يدكم في إيصال الأمانة إلى صاحبها الحقيقي بل و نشعر بما يعتريكم من روع المسؤولية و ثقل الحساب أمام رب العالمين في ظل الآلاف المؤلفة من طالبي السكن و قلة العرض و ما ينجر عن ذلك من ظلم قد يقع على أحد الفئات المستحقة. حضرة الوالي المسؤول، لقد مضى على هذه البلدة الطيبة امرؤ فعل الأفاعيل فيها و لعل نزوله لتدشين نافورة آنذاك يدل على صحة ما أقول غير أنه من باب الإنصاف فإننا مازلنا نذكر إشرافه في آفريل 2008 على عملية القرعة التي تم بموجبها توزيع محلات حي مسعودي و الحدائق و غيرها على شباب الجلفة و هي العملية التي نالت رضى الجميع حتى و إن استطاع غرباء و غريبات عن الولاية التسلل بين ظهراني المستفيدين لا سيما بمحلات عاصمة الولاية. حضرة الداي... في خضم هذه الظروف لا أقول المحلية و لكن ذات الطابع الخاص جدا !!؟ أسمح لنفسي بأن أقترح عليكم اللجوء إلى تحكيم الصندوق وفق صيغة معينة تأخذ في الحسبان التنقيط كمرجع رئيسي وفق شروط صارمة و ملف محين (mis à jour) و ستكون هذه المرحلة الأولى في عملية التوزيع. و أسترسل في القول لأقول أن بإمكانكم وضع معايير معينة و بطريقة صارمة (stricte) لفئات معينة من أجل الاستفادة مباشرة و دون المرور على الصندوق بالرجوع مثلا إلى عدد أفراد الأسرة المكفولة و أقدمية الملف على أن لا تتجاوز هذه الفئة ربع الحصة المخصصة للتوزيع و هذا كمرحلة ثانية لأنه من المستحيل أن نجد نفس الظروف الاجتماعية لدى جميع طالبي السكن بدءا بالجلفاوي"الكراي"صاحب الأسرة الكبيرة العدد - الله يبارك - و الملف القديم مرورا بالأرملة الثكلى و صغارها المتمدرسين وصولا إلى الأعزب صاحب القولف - الله يبارك - ابن "باش جراح" الذي سكن الجلفة منذ ثلاث سنوات. و هكذا في المرحلة الثالثة و هي القرعة فإننا نكون قد وفرنا الحد الأدنى من التجانس بين باقي طالبي السكن المترشحين للصندوق الذي لن يظلم أحدا بل و لم لا تكون القرعة باستعمال الحاسوب و إن كانت هناك أصوات ستقول بأن البرنامج فيه ثغرات. في الأخير يبقى هذا مجرد اقتراح و اجتهاد و لكن أعتقد أنها ستكون قُرعة - بضم القاف - فعالة و عملية و بطعم قرعة - بفتح القاف - الإتحاد الأوروبي لأن "ايشيريشيا كولي" هنا ستقضي على الفئة الانتهازية. (*) facebook: Nomad-Of Tastara