في إطار البحث عن الشخصيات التي لها أثر في المجتمع بمختلف مجالاته، وفي المجال النضالي السياسي، قدم مؤخرا الباحث شريبط أحمد شريبط كتابا مهما حول المجاهدة جميلة بوحيرد رصد فيه آثارا تتحدث عن هذه الشخصية وعن منابت خصبة في حياتها، فعن منشورات ''المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية'' بالرغاية، صدر هذا الكتاب وهو بعنوان "كتاب جميلة بوحيرد" جمع مادته أستاذ الأدب الجزائري بقسم اللغة العربية وآدابها بجامعة عنابة شريبط أحمد شريبط، رغم ما عاناه من صعوبات في البحث والتقصي وعراقيل العلة والمرض، كما قدمت وزيرة الثقافة خليدة تومي تصديرا لهذا العمل، هذا وتعتبر جميلة بوحيرد من مواليد حي القصبة، الجزائر العاصمة، وهي مجاهدة جزائرية من أكبر المناضلات اللائي ساهمن بشكل مباشر في الثورة الجزائرية على الاستعمار الفرنسي لها، في منتصف القرن الماضي. شذرات من حياتها ولدت جميلة من أب جزائري مثقف وأم تونسية من مدينة صفاقس وكانت البنت الوحيدة بين أفراد أسرتها فقد أنجبت والدتها 7 شبان، كان لوالدتها التأثير الأكبر في حبها للوطن فقد كانت أول من زرع فيها حب الوطن مذكرة إياها بأنها جزائرية لا فرنسية رغم سنها الصغيرة آنذاك، واصلت جميلة تعليمها المدرسي ومن ثم التحقت بمعهد للخياطة والتفصيل فقد كانت تهوى تصميم الأزياء. مارست الرقص الكلاسيكي وكانت بارعة في ركوب الخيل إلى أن اندلعت الثورة الجزائرية عام 1954 حيث انضمت إلى جبهة التحرير الوطني الجزائرية للنضال ضد الاحتلال الفرنسي وهي في العشرين من عمرها ثم التحقت بصفوف الفدائيين وكانت أول المتطوعات لزرع القنابل في طريق الاستعمار الفرنسي، ونظراً لبطولاتها أصبحت المطاردة رقم واحد، وقد تم القبض عليها عام 1957 عندما سقطت على الأرض تنزف دماً بعد إصابتها برصاصة في الكتف وألقي القبض عليها وبدأت رحلتها القاسية من التعذيب، ولازالت جملتها الشهيرة خالدة والتي صرخت بها آنذاك في وجه الظلامية الاستعمارية " أعرف أنكم سوف تحكمون علي بالإعدام لكن لا تنسوا إنكم بقتلي تغتالون تقاليد الحرية في بلدكم ولكنكم لن تمنعوا الجزائر من أن تصبح حرة مستقلة". بعد 3 سنوات من السجن تم ترحيلها إلى فرنسا وقضت هناك مدة ثلاث سنوات ليطلق سراحها مع بقية الزملاء عام 1962.
من الأشعار التي قيلت فيها:
قالو لها بنت الضياء تأملي ما فيك من فتن ومن أنداء سمراء زان بها الجمال لوائه واهتز روض الشعر للسمراء