بما أنني من المهتمين بالشأن الثقافي ، بلغني مؤخرا أن معالي مدير الثقافة الإسلامية في وزارة غلام الله ، والله ليس له غلام! قلت ، بلغني أنه قد أقال مدير المركز الثقافي الإسلامي بالجلفة ، وعيّن مكانه مديرا جديدا ، وكأن المشكل في المدير ! ولكي لا يفهم كلامي على أنني منحاز لطرف ضد آخر، فأنا لا أعرف لا المدير السابق ولا الجديد. بل ما جعلني أتطرق لهذا الموضوع ،هو مشاهدة الظلم بعينه ، فبدل أن يتم مكافأة المدير وتشجيعه، تمت مجازاته بالتنحية ! كل من يتردد على المركز الثقافي الإسلامي بالجلفة يعرف حالته الكارثية ، من حاجته للصيانة والنقص الفادح للوسائل ، وفي المقابل كان ينشط وباستمرار بفضل عزيمة المدير ومعاونيه من الإطارات المثقفة الذين كرّموا العلماء والمثقفين ، وسهروا الليالي من أجل أن يبقى المركز واقفا ، حيث كان المهتمين بحال المركز ، ينتظرون أن يتدخل معالي السيد بومدين بوزيد مدير الثقافة الإسلامية بالوزارة وصاحب عمود في جريدة الخبر ، كانوا ينتظرون ر منه النزول إلى الميدان والتكفل بهذا الصرح الذي قدم الكثير بدون وسائل ولا صيانة ، فهو والله أعلم منذ تدشينه في التسعينيات لم يتم طلاؤه ، بيد أن هذا المدير تصرف بمزاجية وبحسابات لا يعلمها إلا الله ، وهو ، ومن كان وراء التنحية!! يا أخي يا من تمثلون الدين ، ألم يكن حريّ بك أن تبحث جيدا ، قبل اتخاذ القرار وظلم الناس بالباطل ، بربك على ماذا اعتمدت في قرارك هذا، الذي اتخذته من وراء مكتبك ؟؟ هل على فاسق ؟؟ أم على رسائل مجهولة تنم عن الحسد والحقد ، وتطال كل شخص يريد أن يعمل ولا يروق لبعض المخلوقات ! فإذا كانت الأولى فأنت مخطئ ، وإذا كانت على كلام فاسق أو بإيعاز منه ، فأنت قد ظلمت وتعديت حدود الله ، وهو القائل في كلامه العزيز : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ ) ، هل تعلم أن الله لا يغفر شيئان اثنان ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ، الإشراك وظلم الناس . وإذا كانت الرسائل المجهولة ، ففي القانون الجزائري لايعتد بها، وحدث أن تم العمل بها إلا في عهد بلعيد عبد السلام رئيس الوزراء الأسبق (شفاه الله). معالي المدير المبجل ، أنا أعرف تاريخك ، ولقد استغربت عندما تم تعيينك في مكان الدكتور المحترم المؤدب "عبد العزيز رأس المال"، وهنا لدي عتاب على مصالح البحث والتحريات في كل المصالح ، كيف تم قبول ترشيح هذا الشخص لهذا المنصب !! وهو الذي كان يكتب مقالات ضد السلطة وله سلوكات حسب بعض المصادر تمنعه من تقلد المسؤولية، وبعد أن تم تعيينه ، غيّر الأسلوب وأصبح يكتب عن الثقافة والتصوف!! دوران بدرجة 180 درجة ، ولله في خلقه شؤون . فحتى تنحية السيد المحترم "عبد العزيز رأس المال" ابن الأشراف، كان بإيعاز من بعض الأطراف وعن غيرة من الوزير ، لأنه تحصل على الدكتوراه ، والوزير مازال يبرح مكانه في شهادة الماجستير في الفلسفة التي ليس لها علاقة بالدين !! عتابي إذن ، على مصالح البحث والتحريات الذين أعرف إخلاصهم للوطن ، ولن يكون على الوزير الذي تطاول على الشرع ، وتجرأ واجتهد مع وجود النص ، عكس ما تقول القاعدة الشرعية ، فهو قد أحدث صندوق الزكاة ، في حين أن الله عز وجل وبصريح الآية قد حددها لمن يستحقها. في الأخير، أخاطبك بقول الشاعر: خلا لكِ الجو فبيضي وأصفري *** ونقّري ماشئت أن تُنقري هذه دولتكم ، فتصرفوا فيها كما تشاءون ، ولكن الله يمهل ولا يهمل ، ودعوة المظلوم ليس بينها وبين الله حجاب، وسوف لن تدوم لك ولا لوزيرك . وأنت يا مدير المركز الذي تمت تنحيتك ، يكفيك فخرا مع المثقف ميلود حميدة ، أنكما قد عملتما بنزاهة وإخلاص وبدون أن تملا أو تكلا ، وهذا سوف يسجله لكما التاريخ، ومبارك للوافد الجديد ونتمنى له التوفيق وأن يقدم الكثير ويصلح المركز .