البداية كانت مع المدير الولائي للحماية المدنية بالجلفة الذي لم يتردد في الترخيص لنا بزيارة إحدى الوحدات الثانوية للحماية المدنية ليلة عيد الفطر المبارك، و هذا من أجل الوقوف على تضحيات من نوع خاص يميزها البعد عن الأهل و الأولاد و الخلان و الاستعداد التام لليلة أخرى من ليالي العمل الروتيني الذي تطبعه الجاهزية التامة. "الجلفة إنفو" و في أول خرجة إعلامية فريدة من نوعها على مستوى الصحافة المحلية بالولاية، قررت أن تمضي ليلة العيد مع أعوان الحماية المدنية بالجلفة و حاولت أن تنقل بعض صور التفاني في العمل و كذلك الوقوف عن كثب على هذا الصبر العجيب و الحس المرهف و المهام النبيلة التي يضحي بسببها عون الحماية المدنية بالجو الأسري و سهرة ليلة العيد في مناوبة تبدأ على الساعة الثامنة صباحا و تدوم 24 ساعة. متابعة دقيقة للحادث و حالة الضحية منذ لحظة الاتصال إلى غاية نقله إلى المستشفى .. و الزمن عامل مهم و حاسم في تدخلات رجال الحماية المدنية في ولاية الجلفة يقوم مركز العمليات للحماية المدنية المتواجد ب "روس العيون" بتقسيم العمليات و إسنادها حسب المسافة سواء إلى الوحدة الثانوية المتواجدة بحي البرج أو الوحدة الرئيسية بروس العيون، لأن تأخر فرق النجدة قد يضر الضحية و تتقلص الفرص في النجاة. و شعارهم في ذلك "كل ثانية تساوي حياة". أما على مستوى الوحدة الثانوية بحي البرج التي زارتها "الجلفة إنفو " فان متوسط التدخلات اليومي قد بلغ حوالي 15 تدخلا طيلة شهر رمضان. فرقة مناوبة ليلة العيد مع القائد يونسي فريد حيث أنه بعد أن يقدم المتصل المعلومات عن مكان الضحية و نوع الحادث و الإصابة يترك رقم هاتفه لترسل له على جناح السرعة فرق النجدة، ثم يقوم عون الحماية المدنية من مركز العمليات بالاتصال به مرة أخرى و إرشاده إلى كيفية التعامل الصحيح مع الضحية. فمثلا إذا كان الحادث يتعلق باختناق هناك مجموعة من النصائح التي تقدم للمتصل حول كيفية التعامل مع الضحية (إخراجها إلى مكان مهوى و الوضعيات المناسبة للتنفس) ريثما تصل فرقة النجدة. و عند وصول أعوان الحماية المدنية يواصلون مهامهم لأن لهم تكوينا خاصا في كيفية الإسعاف و الإجلاء ثم نقل الضحية إلى المستشفى بدون تأخير. و أثناء تواجد "الجلفة انفو" بمقر وحدة البرج، و قفنا على عملية نقل طفل مريض إلى المستشفى على الساعة 9:45 دقيقة ليلا و في مدة وجيزة جدا، تم خلالها تجهيز سيارة الإسعاف برفقة ثلاثة أعوان و تسجيل معلومات والد الطفل و الاستفسار عن حالة المريض. كل ذلك في مدة لا تتجاوز الدقيقة بفضل تقسيم المهام و التعاون بين أعوان الحماية المدنية، و هو ما يدل على أن أعوان الحماية المدنية لا يتأخرون في نجدة المريض مهما كانت بساطة المرض الذي ألم به، لتعود سيارة الإسعاف مباشرة إلى مقر الوحدة بعد نقل الضحية في انتظار مهام جديدة. أو يتم توجيهها مباشرة بعد الانتهاء من المهمة السابقة و هذا عن طريق جهاز الاتصال اللاسلكي. مواطن يطلب تدخل الحماية المدنية نحو أقرب مؤسسة صحية تسجيل المواطن صاحب طلب النجدة عتاد الحماية المدنية .. النظافة و التعقيم و الصيانة و الجاهزية التامة مباشرة بعد نقل الضحية عبر سيارة الإسعاف و عودتها إلى الوحدة يقوم الأعوان بعملية تنظيفها و تعقيمها و هذا حتى لا تنتقل العدوى بين الضحايا و بالتالي تتفاقم الحالة الصحية للضحية الموالية. أما خزانات المياه لشاحنة الإطفاء فيجب أن تكون ممتلئة و هذا إجباري لأن عدم امتلائها قد يؤثر على توازن الشاحنة أثناء سيرها في الطريق.أما في حالة حادث مرور أو حوادث أخرى، فانه ترسل دائما شاحنة إطفاء مع سيارة إسعاف و هذا من باب الاحتياط. مع العلم أن شاحنة الإطفاء الخاصة بالحماية المدنية تكون دائما مزودة بالماء العادي و ب "الرغوة" و هي عبارة عن مادة بها مجموعة من الفقاعات المتراصة و المتماسكة عندما تنفجر الفقاعة تطرح غاز ثاني أوكسيد الكربون co2 الذي يخمد الحريق و يغمه، و الرغوة تستخدم في إخماد حرائق المحروقات. الألبسة الخاصة في متناول الأعوان عملية تنظيف سيارة الإسعاف تتم بعد كل مهمة أما على مستوى الفرق المتخصصة فان كل ولاية لديها فرقة خاصة بالإنقاذ تحت الردوم و هي تختص بشكل أساسي في الكوارث لا سيما الزلازل. مع العلم أن فرق ولاية الجلفة تحرز دائما المراتب الأولى في المناورات و التمرينات التطبيقية التي يتم إجراؤها ما بين الولايات. الأعوان في حالة الراحة يزورون أصدقاءهم المناوبين المناوب الليلي رئيس الفوج -عريف تدخلات يونسي فريد أعوان الحماية المدنية يتذكرون بعضهم ليلة العيد جاهزية و استعداد تام 24 ساعة / 24 ساعة و لو في فترة الإجازة عون الحماية مجند 24ساعة/ 24 ساعة و هو مجبر قانونا على الالتحاق بوحدته بسرعة حتى و إن كان في إجازة أو راحة تعويضية و هذا في حالة كارثة أو حريق كبير. و هو ما حدث في رمضان 2011 عندما احترق سوق سيدي نايل (لافوار) حيث التحق الكثير من الأعوان الذين كانوا في اللباس المدني آليا بمكان الحادث و تم تزويدهم هناك بصدريات خاصة، في حين التحق بعض زملائهم بالوحدة الثانوية و الوحدة الرئيسية من اجل تدعيم الأفواج المناوبة. و هناك بعض التدخلات التي يتم فيها إرسال طبيب الحماية المدنية.
بسمة تطبع الوجوه و عزيمة تحذو القلوب و أكد لنا الأعوان أنهم مطالبون بالتدخل مهما كانت الظروف و أينما وجدوا و هذا بالانتقال مباشرة إلى مكان الحادث أو الوحدة. حيث يتصل العون باللباس المدني بالحماية المدنية و يقدم لهم التفاصيل عن الحادث و الضحايا و العتاد الواجب إحضاره، ليواصل عملية التنسيق مع زملائه بعد وصولهم و إلى غاية نهاية التدخل. و يقوم أثناء ذلك بالتعريف بنفسه و تقديم النصائح و الإرشادات إلى الأشخاص المتواجدين بعين المكان، ثم القيام بعمليات الإسعافات و الإجلاء في انتظار وصول زملائه. صعوبات يتلقاها أعوان الحماية المدنية .. و تضحيات من أجل إنقاذ الناس و الممتلكات الممارسة اليومية تطرح دائما مشاكل و معوقات تعرقل السير الحسن لأعوان الحماية المدنية فمثلا هناك بعض الأحياء التي لها مسالك صعبة مثل حي البرج (القرابة) أو الأفواج الأربعة ببوتريفيس . و قد يضطر الأعوان إلى حمل الضحايا إلى مسافات طويلة من أجل إجلائهم عن منطقة الخطر أو نقلهم إلى سيارة الإسعاف و هو ما يتطلب مجهودا عضليا و فكريا. نحو مهمة جديدة كذلك هناك مشكل إفساح الطريق لسيارات الإسعاف و شاحنات الإطفاء، و كذلك إفساح مكان الحادث من اجل سهولة ولوج مركبات الحماية المدنية. لأن مكان الحادث هو بمثابة "ورشة عمل" لآليات و مركبات و أعوان الحماية المدنية. و يتذكر أعوان الحماية المدنية بالجلفة أحد زملائهم الذي تعرض إلى حروق على مستوى الوجه و اليدين و كامل جسمه في حريق شب بأحد المحلات بوسط المدينة منذ حوالي خمس سنوات لأن محور مهام عون الحماية المدنية لا يتركز على إنقاذ الضحايا فقط و إنما يجب عليه كذلك العمل على التقليل من حجم الخسائر المادية قدر المستطاع. معلومات مهمة عند الاتصال من الهاتف الثابت الرقم هو 14 أما عند الاتصال من الهاتف النقال فالرقم هو 027871414