الأفعى المنتصبة هي ضرب من الأفاعي التي تقضي ساعات النهار منتصبة كالعصا ، حتى إذا جاء طير طلبا للراحة فوق ذلك العود ... التهمته تلك الأفعى بعد أن يقع في فخها. و حال هذه الأفعى تذكرنا بحال حزب "تاج" الذي بقي "منتصبا" طيلة فترة الإنتخابات المحلية و لعله ينتظر أن تحط عليه بعض الكائنات السياسية طلبا للراحة من "تعب و سهد" المحليات ... نحن نتذكر أنه بمجرد أن صرحت وزارة الداخلية بعقد مؤتمر تأسيسي لحزب "تجمع أمل الجزائر" حتى شهدنا هجرة جماعية للنواب و المنتخبين نحو "تاج" وزير الأشغال العمومية عمار غول ... بضع عشرات من نواب البرلمان صار في مستطاعهم تشكيل كتلة برلمانية لحزب لم يشارك في تشريعيات ماي 2012. تلك الهجرة المفاجئة نحو "التاج" لم تتوقف مع مر الأيام بل زادت حدتها كالسيل الجارف نحو هذا المولود الجديد طمعا في تصدر قوائمه في محليات ال 29 نوفمبر الفارط، و لكن الغول خرج عليهم من قمقمه و صفعهم بقراره بعدم المشاركة في المحليات ... و يومها قيل الكثير عن ذلك القرار و أن الرجل يريد تطهير حزبه و ضمان عدم انضمام الانتهازيين إلى حزبه. غير أن ذلك الكلام كله مردود على الغول، فهل يعني ذلك القرار أن هذا الأخير قد أغلق الأبواب أمام هجرة المنتخبين إلى حزبه؟ كلا .. لأن الحزب الذي ولد و في رصيده 40 نائبا في البرلمان و دون أي مشاركة انتخابية .. لن يتوانى في أن يواصل نموه كالنبات المتطفل الذي يسرق غذاء النباتات الخضراء، أو لعله مثله النباتات المترممة التي لا تنمو إلا بالترمم على فضلات المواشي و فضلات كل ما يمشي على أربع ... لذلك لا تستغربوا إذا قيل لكم مثلا في ديسمبر 2012 أن حزب "تاج" يملك ألف بلدية و أربعين مجلسا شعبيا ولائيا ... فعلا الجزائر بلاد العجائب !! حال الإنتهازيين مع مساومات و مفاوضات التحالفات هذه الأيام تحيل الى أن الأيام القادمة ستشهد ضروبا و أصنافا عجيبة من الإنتهازية و ركوب الموجة ... و قد نرى هجرة موسمية منقطعة النظير من حزب أويحيى و الأفلان و لكن ليس إلى تقويمية الأفلانيين أو تقويمية يحيى قيدوم ...بل إلى حزب الغول لأنه في منطق الانتهازيين هو الحزب الذي سيضمن لهم المزيد من "الهَمْهَمْ" من قصعة السلطة في قادم الأيام !! ليت الوزير يكون حكيما هذه المرة أيضا و يغلق باب هجرة المنتخَبين نحو حزبه.