سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
جمعية الأرض بيتنا و الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين ينظمان الملتقى الجهوي الأول حول " الجريمة البيئية " بجامعة الجلفة مجلس الأمن اعتبرها جريمة مثلها مثل الإرهاب
نظمت جمعية الأرض بيتنا بالتعاون مع المكتب الولائي للرابطة الوطنية لطلبة الجزائريين و تحت الرعاية السامية لوالي ولاية الجلفة صباح اليوم الأحد بجامعة الجلفة الملتقى الجهوي الأول حول الجريمة البيئية تحت شعار "معا لنحمي أرضنا"، و هذا بحضور جمعيات بيئية محلية و رئيس المكتب الوطني للرابطة و ممثلين ولائيين عنها، بالإضافة إلى مدير البيئة، حيث انطلقت فعاليات الملتقى بوقفة ترحم على الرئيس الراحل علي كافي ، و السيد رحمون سعد و الأستاذ شتوحي محمد بعد رفع النشيد الوطني، كما تم إلقاء أبيات شعرية كان موضوعها البيئة و ما أصابها من فساد و انتهاكات من قبل الطالب زياتين مصطفى . و في كلمته الافتتاحية أكد رئيس المكتب الوطني للرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين السيد " بلعلام علي " على أن الفرد و المجتمع من واجبه حماية البيئة من كل الأخطار و الحفاظ عليها بالتوعية و التربية البيئية و بسن القوانين أيضا التي كانت ضمن الإصلاحات السياسية في الجزائر و هي ليست جديدة كما تدعي بعض الأطراف السياسية ، من جهته ألقى السيد لعروسي الربيع في كلمة شكر للحاضرين و المشاركين في الملتقى الذين تجاوبوا مع الموضوع ، و كان لمدير البيئة السيد "برمان محي الدين" كلمة شارك فيها افتتاحية الملتقى حيث أكد على أن الجامعة مكسب و منبر لطرح مختلف القضايا من أهمها البيئة، شاكرا النشاط الجمعوي البيئي الذي يعتبر أيضا مكسبا لمديرية البيئة التي لا تعتمد على مفهوم البيئة كإدارة فقط بقدر ما هي حماية البيئة . قوانين عقابية جزائرية غير مُفعلة ... و10 آلاف جمعية بيئية غائبة قدم الأستاذ "ميسوم حميدات" خلال مداخلته مفاهيم حول البيئة من جانبها اللغوي و الاصطلاحي حيث عرفها أنها الإطار الذي يعيش فيه الإنسان و يمارس فيه مقومات الحياة و يعيش فيها مع أقرانه و مختلف الكائنات، و نظرا للزخم الحاصل في البيئة فإننا نجد أن جل العلوم ألقت بظلالها على البيئة مثل علم الحياة البيولوجي، علم النبات و علم الاجتماع البيئي الانثروبولوجيا نظرا لأهمية البيئة في حياتنا . من جهته أشار ممثل الجمعيات الأستاذ "لطرش عبد الحميد" في مداخلته على ضرورة مشاركة الجمعيات البيئية في حماية البيئة حيث ان الدولة سنت القوانين و ما يبقى على هاته الجمعيات سوى التفعيل باعتبارها أحد أهم الشركاء في التنمية البيئية إلا أن آدائها بقي دون المستوى ، خاصة و أن تطور الجمعيات عرف منعرجات كثيرة منذ سنة 1989 . و في مداخلته تحدث الأستاذ "حليس لخضر" من جامعة يحي فارس بالمدية عن القانون المدني في المادة 124 التي تنص على ضرورة عقاب كل من يضر بالغير و نظرا للأخطاء البيئية التي تقع و تداخلها فيما بينها فانه يصعب على المشرع الجزائري التقدير في مثل هاته الحالات، وقد ضرب المداخل المثل بالتشريعات الفرنسية التي تعتمد على الأخطاء الشبيهة بمعنى قياس واقعة سابقة على واقعة مشابهة تؤكد عبئ الإثبات، و من الحلول التي قدمها المداخل لفض النزاعات و المشاكل البيئية هي التعويض النقدي رغم صعوبة تقديره من قبل القضاء، أو إزالة الضرر و إعادة الحالة كما كانت عليه . وفي معرض مداخلته تحدث الأستاذ "بن الصادق أحمد" عن الجريمة التي اعتبرها مجموعة انتهاكات مقرونة بالجزاء، و الجريمة تقع عندما يكون هناك ركن شرعي و مادي و معنوي و على الجناية و المخالفة و الجنحة أن تدخل في إطار الجريمة من وجهة نظره، خاصة و أن قانون 03/10 الذي تعلق بحماية البيئة طرح بعض العقوبات كإضافة للمادة 457 من قانون العقوبات ، و أن القانون في مادته أيضا يمنح التخفيف من العقاب في حالة الجرم البيئي في المادة 97 مؤكدا أن وظيفة العقوبة هي الردع ، و أن الغرامات المالية لو فرضت في حالة ارتكاب الجرائم البيئية فستحد من الظاهرة ، مؤكدا على ضرورة دور الجمعيات بهذا الصدد خاصة و أن الجزائر بها 53 الف جمعية منها 10 ألاف جمعية بيئية الا أنها في الغالب غائبة . و أضاف الأستاذ "شويحة يوسف" من جامعة عمار ثليجي بالأغواط أن ما قامت به الحضارة الغربية منذ 1700 الى غاية اليوم هو استغلال للموارد الطبيعية و السبب يعود الى الثورة الصناعية ، و أن التهديدات البيئية أثرت على العلاقات الدولية خاصة في الحرب الباردة فالصراع بين الشرق و الغرب أدى الى غياب الكتلة الشرقية في مؤتمر ستولكهوم 1972 بالسويد ما جعل المؤتمر يفشل في الكشف عن التهديدات البيئية التي أصابت العالم، و أهم خطوة –حسبه- أكدت على ان التهديدات البيئية أصبحت عالمية هو طرحها على مستوى مجلس الأمن الذي اعتبرها مثلها مثل الإرهاب و تجارة الأسلحة . الفرد مسؤول مباشر على حماية البيئة ... في مقابل هاته المداخلات فتح الملتقى باب النقاش أمام الحضور الذي تفاعل مع جملة ما طرحه الأساتذة ، حيث أضاف الحضور في أغلبه على أن الفرد مسؤول أول و مباشر على حماية البيئة و أن الجمعيات يجب أن يفوق دورها عملية التحسيس و التوعية الى النزول الى الميدان و رصد الأخطاء البيئية التي ترتكب طبقا للقوانين التي سنتها الجزائر بهذا الخصوص، و اعتبر الأساتذة المداخلين أن جملة ما طرحه الحضور سيأخذ بعين الاعتبار كتوصيات للملتقى . يذكر أن الملتقى كان سيواصل فعالياته يوم غد ، إلا أن أشغاله رُفعت مساء هذا اليوم نظرا لإضراب عمال الجامعة و وفاة الأستاذ "شتوحي محمد" و ذلك بعد توزيع الشهادات الشرفية التي قدمها الملتقى للمشاركين بالإضافة إلى عرض مسرحي قُدم حول البيئة .