تمّ هذه السّنة اقرار الاحتفال ب "يوم المشمش" بمدينة مسعد و حضرت السلطات الولائية بإشراف الوالي شخصيا الذي اتّخذ جملة من القرارات في هذا اليوم بعد أن تحاور مباشرة مع الفلاحين و دون وساطة مديرية المصالح الفلاحية أو مديرية الري أو ديوان السّقي أو غيرها من الهيآت التنفيذية و المنتخبة. لاحظوا جيّدا ... عندما جعلنا "عيدا للمشمش" اكتشف الوالي فجأة أنّ مسعد فيها سدّين يحتاجان إلى التّرميم واعادة البناء ... عندما احتفلنا بعيد المشمش اكتشف الوالي فجأة أن بساتين مسعد مهدّدة بالجفاف و لذلك أمر ببناء ستة آبار لحل المشكل و أمر بإعادة ترميم السواقي ... عندما احتفلنا بالمشمش الذي رماه الفلاحون في الطريق الموسم المنصرم بسبب الكساد، اكتشف الوالي فجأة أن بساتين مسعد بحاجة الى مسالك من أجل ولوج الشاحنات اليها ... عندما احتفلنا بعيد المشمش ... أمر الوالي بتزويد بعض المناطق بالكهرباء الفلاحية تصوّروا لو أنّه لم يكن هناك عيد للمشمش ... هل كان "بوستّة" سيسمع بهذه الانشغالات؟ و من هذا الذي سينقلها إليه؟ و هل ستتركه البيروقراطية الإدارية يطرح هذه الانشغالات؟ ... الحقيقة يا سيادة الوالي أن زيارتك إلى مسعد و القرارات التي اتخذتها هي إدانة لك قبل أن تكون مشاركة للفلاحين عيد منتوجهم ... ادانة لكم لأنه لولا هذا العيد لما وجدوا سبيلا لطرح مشاكلهم. هذه الحالة "المشمشية" تعكس فعلا الإشكال الذي طرح أمام الوزير الأول الأسبوع الماضي في ملتقى الاتصال المؤسساتي. و هو أن السلطات مازالت تعاني الصمم سواء في التواصل مع المواطنين أو الصحافيين في مدّ المعلومة أو تسجيل الانشغالات وتدوينها من أفواه من يعايشون الجحيم بسببها يوميّا. السّلطات تأبى الاستماع إلى صوت المواطن و كأنها خلقت لشيء آخر غير خدمة المواطن أو أن هذا الأخير شيء ثانوي في أجندتها. و لعلّ هذا القول لديه ما يعضده في قضية سكنات عدل التي نالت فيها الجلفة حصة هزيلة مقارنة بالطلب الكبير و بالولايات الأقل مساحة و ديمغرافية ... ويومها ردّ الوزير الأول على سؤال نائب بهذا الشأن بالقول "الحصة سجلت بناء على الطلب المحلّي" ... يعني بناء على تقديرات السّلطات. السيّد الوالي/ هل تملك السلطات المحلية التي أنتم على رأسها الشجاعة الكافية لطرح المشاكل الحقيقية على الوصاية و بالجدّية الكافية؟ ... مثلا هل سترفعون تقريرا إلى أعلى السلطات حول معاناتنا مع مرض السرطان و مع نقص الأطباء الأخصائيين في شتى التخصصات كالراديولوجيا و الإنعاش و التخدير حتى يكون لنا مركز سرطان ومستشفى جامعي؟ أم يجب أن نجعل أيضا لمرضى السرطان يوما محلّيّا نسميه "يوم مرضى السرطان" ... مثل يوم المشمش !!! مرة أخرى نوجّه النداء إلى المسؤولين و على رأسهم والي الولاية ... أنتم مؤتمنون على مصير هذا الشعب و تنالون أجرا من خزينة الدولة من أجل خدمة الشعب ... فاسمعوا من المواطن و لا تجعلوا بينكم و بينه وساطة ... مثلما تجاهلت الوزارة أرقام مرضى السرطان التي قدمتها جمعية شعاع الأمل و اكتفت بأرقام مديرية الصحّة لولاية البليدة حول مرضى السرطان الجلفاويين الذين يعالجون عندها ...