يقول المثل " الأحداث التاريخية تقع على شكل ملهاة و تتكرر لتصبح مأساة" ... هذا بالضبط ما يمكن اسقاطه على الصدفة الغريبة في تزامن زيارة الوزير الأول عبد المالك سلال الى ولاية الأغواط مع الذكرى الأولى لانتخاب 14 نائبا عن ولاية الجلفة - الله يبارك- في المجلس الشعبي الوطني ... انها نفس الصدفة الغريبة التي رأيناها في غمرة احتفالنا باليوم العالمي لحرية التعبير الذي تزامن و سعي أحد المنتخبين لتنحية صحفي من لجنة إعلام الهيئة التي عرفناه فيها!! عبد المالك سلال يحل بولاية الأغواط المجاورة و قبلها بشار و تمنراست و بجاية وورقلة وغيرها ... لنكتشف نحن من جديد أن من انتخبناهم لم يطرحوا مشاكلنا بالجدية الكافية التي تجعل عبد المالك سلال يهرع الى الجلفة ... على الأقل من باب الوقوف على المشاكل الحقيقية المطروحة في أكبر ولاية في الهضاب العليا و الجنوب من ناحية عدد السكان. هل نحن بحاجة الى تذكير المسؤولين بمشاكلنا؟ من الذي يقول لعبد المالك سلال أن مشاكل الجلفة تمس بصفة مباشرة عمق المشكلة الجزائرية؟ من يقول له أن مساحة الجزائر خاطئة ... ببساطة لأن هناك خطأ في مساحة ولاية الجلفة؟ من يقول للوزير الأول أن الطرقات في ولاية الجلفة تحصد الأرواح بصفة تكاد تكون يومية بسبب رداءة الإنجاز ... و آخر ضحايا ارهاب الطرقات بالجلفة أسرة الصحفي القدير ادريس بنعجة رحمه الله ؟؟ من هذا الذي يصدع بالقول أمام سلال أن الجلفة تحصي آلاف المرضى من ضحايا داء السرطان و أنه من حقنا تقريب الصحة من بيوتنا و ليس أن تمنُّوا علينا بتقليصها من 300 كلم الى 110 كلم؟ من يقول لعبد المالك سلال أن الشباب في رابع ولاية ديمغرافية يعاني من بطالة خانقة و تلاعب بالمناصب؟ ... هل نحن بحاجة الى تذكيرهم بكل ذلك و غير ذلك حتى تسارع السلطات الى تذكّر ولاية اسمها الجلفة قد لفها النسيان و سقطت من أجندتهم؟؟ حقا يعجز القلم عن الكتابة و تتوقف الأفكار عن الانسياب عندما نرى "شرذمة" -على رأي سلال- من منتخبينا المحليين يبرعون في حبك المؤامرات و الدسائس من أجل احكام سيطرتهم و تسويق صورتهم ... عوض أن ينشغلوا بالمهام التي انتخبوا لأجلها و عوض أن يجبروا المسؤولين على أن يتذكروا كل لحظة و كل دقيقة و كل ثانية الولاية المنسية ... أو الولاية التي يشاع عنها أنها "في الجيب". لقد ظهر الفساد في البر و البحر ... فعوض أن يكون منتخبونا متنفسنا الوحيد للحديث عن "العوج" و التناقضات التي يعاني منها المواطن البسيط في الجلفة، نجد "الشرذمة" تبحث عن سبل التمكين لعصابتها و السيطرة على مصادر القرار و المنابع التي يسوقون من خلالها صورهم التي عليها غبرة و ترهقها قترة ... أيها المنتخَبون ... ستسألون أمام الله عن تقصيركم في حمل الأمانة و سوف تسألكم أرواح مرضى السرطان الذين قضوا و هم في الطريق الى العلاج في البليدة و العاصمة، و سوف تسألكم الطفولة الحالمة و الشباب البطال و الأسر المنهكة ... فانتظروا يوم البعث انا معكم من المنتظرين !!